أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثالث)














المزيد.....

الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثالث)


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن هدف تخليق الحياة العامة، عبر تخليق الفعل السياسي على وجه الخصوص، من منظور "الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية، لا يمكن تحقيقه إلا بالابتعاد بالعمل السياسي عن "مظاهر الانحراف الخلقي"، السائد في ظل "ابتعاد المجتمع المغربي ككل عن القيم الأخلاقية"، و"انسلاخه عن الهوية الدينية الإسلامية"، و"الانغماس الكلي في المنظومة القيمية الغربية". فالمجتمع المغربي، حسب هذا المنظور، لن تقوم له القائمة إلا بـ"الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح"، من "نقاء وصفاء" في العقيدة، ومن "انضباط لأحكام الشرع الواردة في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين"، ومن "تمسك بالمقاصد العامة للتشريع الإسلامي"، وهو بذلك يعمل على استيراد أسوأ التصورات السياسية لـ"الأحزاب الدعوية" المشرقية، المتخلفة عما يحصل في عالم القرن الواحد والعشرين من تطورات على مستوى أساليب الحكم والتنظيم الاجتماعي والسياسي، والتي لا تنظر إلى الانتظام داخل المجتمع إلا عبر طرق الحكم الراجعة إلى أربعة عشر قرنا قبل يومنا هذا.

هذه المنطلقات، كانت كافية لجعل "الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية، حزبا قائما بالأساس على خلط كبير وخطير بين الدين والسياسة، وهو الخلط الذي كان يقصد به الارتكاز على نوع من الشرعية الدينية ـ بدل الشرعية السياسية ـ كمدخل لتحقيق العديد من الأهداف السياسية ذات الطابع الشخصي أو الفئوي الضيق في غالب الأحيان. كما أنها منطلقات جعلته يرتكز ـ منذ بدايات اشتغاله السياسي/الديني ـ على مبدأ تكفير المجتمع والدولة، ويعتبر أن المرحلة التي نجتازها تمثل "جاهلية مطبقة"، تقتضي من الحزب تحديد عناصر "فعله السياسي/الديني" الميداني على "النقد والمعارضة".

ولعل هذه الإستراتيجية في العمل ـ بالرغم من التراجعات التي قام بها في هذا الخصوص تزامنا مع أحداث 16 ماي 2003 وما بعدها ـ لا زالت تطبع توجهات وميول ومواقف هذا "الحزب الدعوي" وأطره القيادية إلى يومنا هذا، وهو ما يفسر ذلك الهجوم العنيف الذي أطلقه كل من عبد الإله بنكيران ومصطفى الرميد في أحد تجمعاتهما بمكناس، دون أدنى حس تجاه مبدأ الالتزام بأخلاقيات النقد والمعارضة كقيمة ذات طابع إنساني وأخلاقي في مجال التباري السياسي، ودون أدنى استحضار للمنظومة الأخلاقية الإسلامية ـ كما هي متعارف عليها داخل المجتمع المغربي عبر التاريخ، لا كما هي مستوردة من تجارب مشرقية فاشلة ـ التي تنطلق من احترام الآخر في رأيه وتوجهه، وعدم استباحة ضرورياته الخمس، والتخلق بالأخلاق الكريمة مع الله والناس.

وما يسعفنا في هذا التحليل هو الخطاب الذي توجه به عبد الإله بنكيران إلى مناصريه، بخصوص انتقاده لحزب الأصالة والمعاصرة بمكناس، حين قال: «نحن إسلاميون لم نكن نقول بالديمقراطية»، فالخطاب واضح وصريح، إذ بالإضافة إلى كونه يسجل معطى أن "الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية لم يكن يؤمن بالديمقراطية، فهو يذهب إلى أبعد من ذلك حين يقول: «منين كلتوها تيقناكوم»، بحيث يؤكد أن "الحزب" غير معني لا من قريب ولا من بعيد بالديمقراطية، فقط نظرا لتوالي الأحداث والوقائع السياسية المرتبطة بجماعات التيار السياسي/الديني على المستوى الدولي والوطني، ونظرا لاستهداف المغرب من طرف الجماعات السياسية/الدينية المتطرفة، التي كانت إلى حين مشمولة بـ"الحماية السياسية" من طرف "الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية، فقد لجأ هذا الأخير إلى مبدأ التقية. ومعنى ذلك أن الديمقراطية لم تحظ باعتقادها من طرف هذا "الحزب الدعوي" وأطره وتابعيه في يوم من الأيام، بل فقط "تيقونا"، أما هم فغير معنيون بالديمقراطية، «وافتونا وسيروا ديروا الديمقراطية»، وكأننا سنشتغل على الديمقراطية في منأى عن جماعات التيار السياسي الديني، بما فيهم "الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية، حسب منطوق الخطاب، أما حسب ما يقتضيه الخطاب فهو علينا أن ندع "الإسلامويين" للاشتغال دون أن "يجبروا" على الالتزام بالديمقراطية، ومن يدري على ما ينطوي هؤلاء من أساليب للعمل بغية الوصول إلى السلطة في البلاد؟



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الراب ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الخام ...
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الأول)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثاني)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثالث)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الرابع)
- الإخفاق في الانتخابات لا يبرر تمديد فترة الانتقال ولا يسوغ ا ...
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين4
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين3
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين2
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين1
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة3
- أي أفق للمناهج والبرامج الدراسية؟
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين5
- حقوق الإنسان دعامة أساسية للإصلاح التربوي
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة1
- التربية على حقوق الإنسان1
- التربية على حقوق الإنسان (2)
- التربية على حقوق الإنسان (3)
- التربية على حقوق الإنسان (4)


المزيد.....




- ضغوط من القادة الأوربيين لضمان مشاركة زيلينسكي بقمة ألاسكا ب ...
- بعدما حققت أرباحًا طائلة.. شاهد لحظة سطو لصوص ملثمين على دمى ...
- مقتل شخص وإصابة 29 في زلزال قوي ضرب محافظة باليكسير التركية ...
- الحكومة السورية تلغي مشاركتها في اجتماعات مع -قسد- في باريس ...
- بريطانيا تعتقل 365 شخصا في تظاهرة مؤيدة لـ-فلسطين أكشن-
- فرنسا تلاحق دبلوماسيا جزائريا تتهمه بخطف معارض
- الألم يتجدد: عائلات سودانية تعيد دفن أبنائها
- بريطانيا تعتقل 466 شخصا خلال تظاهرة مؤيدة لـ-فلسطين أكشن-
- كييف تعلن استعادة السيطرة على قرية بيزساليفكا الحدودية
- الأردن يستضيف اجتماعا لدعم إعمار سوريا بحضور أميركي


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثالث)