أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الرابع)














المزيد.....

الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الرابع)


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 08:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن هذا السلوك الأرعن، غير منضبط للمعايير والمقاييس الأخلاقية، التي يقتضيها التنافس السياسي الشريف المأمول، والتي يتطلبها هدف تخليق الممارسة السياسية ببلادنا، وتخليصها من كل أنواع الحقد والكراهية والإقصاء، كما يفرضها الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي المعتدل والمتضامن والمتسامح كما ألفه المغاربة أبا عن جد، بالنظر إلى ما يتضمنه من نعوت وأوصاف مشينة، وأشكال وأنواع من السب والشتم. وهو سلوك علاوة على كونه لا يخرج عن "الخط السياسي/الديني" العام للـ"الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية، الكامن في ممارسة كافة أشكال "الجهاد" من أجل إخراج المجتمع من "جاهليته"، ومن أجل إقصاء فاعليه السياسيين والاجتماعيين "المارقين"، فهو يطرح أكثر من علامة استفهام حول خلفياته السياسية/الدينية الآنية، وهو ما سنعمل على تفصيل القول فيه لاحقا.

إن الهجوم الخطابي العنيف الذي قام به هذا "الحزب الدعوي" على حزب الأصالة والمعاصرة مؤخرا، ومن خلاله على كل قوى التنمية والديمقراطية والحداثة، ليشكل تعبيرا قويا على الرغبة في تقويض كل أشكال البناء المأمول للمسار الديمقراطي الذي يعرفه المغرب في هذه المرحلة بالذات، وتجسيدا عمليا لغياب الجانب الأخلاقي والمسلكي لهذا "الحزب الدعوي"، وتمثلا لأبشع الطرق والوسائل لمسخ الشخصية المغربية في بعدها القيمي والأخلاقي الإسلامي، وإعلانا من هذا "الحزب" عن فشله في العمل على التأقلم مع الحياة السياسية المغربية.

فالمساهمة في تخليق الحياة العامة ـ حسب المتوفر من واقع الأداء الميداني ـ لا يمكن لهذا "الحزب الدعوي" أن ينظر إليها أو أن يمارسها، إلا من خلال ممارسة "معارضة" كل ما لا ينسجم مع طريقة تدينه. والممارسة السياسية، لا يستسيغها إلا عن طريق تقديم المتفيقهين كـ "نموذج" لرجال السياسة... وأمام هذه الظاهرة "السياسية/الدينية" المستوردة والدخيلة عن نمط عيش المجتمع المغربي، سواء في الشق السياسي أو الشق الديني، سنبقى أوفياء لطرح التساؤل التالي: هل يمكن للدين أن يشكل مرتكزا ناظما للممارسة السياسية؟

ولعل الخطأ الاستراتيجي، في اعتقادنا، الذي يدفع هذا "التنظيم" إلى السقوط في مثل هذه السلوكات المشينة والغريبة الأطوار على مستوى الأداء السياسي، يكمن في خلطه بين المجال الديني الذي يقوم على منطق دعوي؛ تعليمي وتأطيري، على مستوى التعريف والتذكير بتعاليم الدين الإسلامي، وهي مسئولية العديد من المؤسسات التي تدخل في مجال الحقل الديني، وبين المجال السياسي الذي يقوم على منطق تعبوي؛ توجيهي وتنظيمي وتمثيلي، على مستوى تنظيم طرق العيش والعلاقات الناظمة بين الأفراد والجماعات والمؤسسات، وهي مسئولية الأحزاب والنقابات وإطارات المجتمع المدني.

وهذا بالضبط ما عبر عنه الأمين العام لـ"الحزب الدعوي" عبد الإله بنكيران، في هجومه العنيف بمكناس، حين قال: «نحن مجموعة من الناس جمعهم الله منذ 25 أو 30 عام على محبة الله.. كانوا يقرأون القرآن والحديث الشريف ويستقيمون قدر المستطاع، وفي لحظة معينة قلنا إننا لن نقتصر على الدعوة، لابد من أن نشارك بلادنا القرار السياسي، أو بدينا هاد السياسة على الله»، فتصريحه هذا، علاوة على كونه يقر بأن الأمر لا يتعلق سوى بجماعة كانت تقرأ القرآن والحديث الشريف فقط دون الاشتغال على العلوم الشرعية كتخصص، و"ارتأت" أن تمارس العمل الدعوي، فقد "تراءى" لها أن تمارس العمل السياسي بإعلان الرغبة في المشاركة في القرار السياسي، لكنها عزمت و"أوكلت أمرها في ذلك إلى الله"، هكذا وبكل بساطة.

فلا هي بالفئة المتخصصة في ممارسة العمل الدعوي، باعتبار أنها تشتغل فقط على قراءة القرآن والحديث الشريف، دون أن ترتبط بالتفقه في علوم الدين كشرط للقيام بالمهام والوظائف التي يقتضيها العمل الدعوي، وهذا حال من يسموا عندنا بـ"الطُّلْبَة"، ولا هي بالفئة المتفرغة للعمل السياسي، باعتبار أنها لا تفقه في علوم السياسة ولا في أدبياتها وتجارب الشعوب في ممارستها شيئا، وإنما "أوكلت في ذلك أمرها إلى الله". فأصبح أداؤها مرتبطا بالاستقطاب المرتكز على القرآن والحديث الشريف ـ الذي أعطى بعض النتائج على مستوى ضمان التمثيلية النسبية بالنظر إلى مجموعة كبيرة من المشاكل التي يتخبط فيها الأداء السياسي والتنظيمي للأحزاب والنقابات وإطارات المجتمع المدني ـ لكن، دون أن يرقى هذا الأداء إلى مستوى القدرة على تأطير وتوجيه وتنظيم جموع المنتسبين إلى هذا "الحزب" سياسيا، وهو ما زاد الحياة السياسية تعقيدا.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الخام ...
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الأول)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثاني)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثالث)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الرابع)
- الإخفاق في الانتخابات لا يبرر تمديد فترة الانتقال ولا يسوغ ا ...
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين4
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين3
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين2
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين1
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة3
- أي أفق للمناهج والبرامج الدراسية؟
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين5
- حقوق الإنسان دعامة أساسية للإصلاح التربوي
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة1
- التربية على حقوق الإنسان1
- التربية على حقوق الإنسان (2)
- التربية على حقوق الإنسان (3)
- التربية على حقوق الإنسان (4)
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...


المزيد.....




- البيت الأبيض ينشر صور من غرفة عمليات استهداف المواقع النووية ...
- -أمريكا بلا منازع حقًا-.. كلمة نتنياهو الكاملة بعد ضربة الول ...
- نتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وت ...
- ما الأسلحة التي يواجه مخزونها خطرا في إسرائيل؟
- لا آثار إشعاعية بعد الضربات الأميركية على مواقع نووية بإيران ...
- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الرابع)