أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - بارك الله ومُتْ














المزيد.....

بارك الله ومُتْ


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3428 - 2011 / 7 / 16 - 09:33
المحور: كتابات ساخرة
    


أنابيش سلطانية (2)
سألني أحدهم:
لماذا لا يعفو السلطان عن منتقديه حتى بعد موتهم؟
فقد يخطئ الناس في حق الناس ويعتذرون فيُصفَحُ عنهم، وقد يُخطئ المرء في حقِّ الله، ثم يندم، فيغفر له الله ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، إلا السلطان فمن يخطئ في حقه مرة واحده، فخطؤه أبدي لا يغتفر، مهما كفّر عن ذنوبه، وحتى لو أعلن التوبة وطلب الغفران عن أخطائه في حق السلطان !
فكيف يغفرُ ربُّ العالمين، ولا يغفرُ سلطان الأكرمين ؟!!!
قلتُ مُجيبا :
لا يرتاح السلطان إلا بعد أن يُصنِّفَ رعيته........ فمن أي الأصناف أنت؟
قال :
"والله ما شهرتُ عليه سلاحا، ولم أدعُ إلى انقلابٍ عسكري، وما دعوت عليه بالويل والثبور وعظائم الأمور، وما طعنتُ في شرفه وعرضه!!
ولكنني أُصادقُ شخصا، انتقد أفعال السلطان، وذم أفعاله وأقواله، وكنتُ جالسا أسمع وأبتسمُ ولم أعلق، فسُجنتُ وعُذبتُ لأنني ابتسمتُ وصمتُ!!
وبعدها أصبح اسمي في كل دوائر الحكومة مُتابعا مرصودا، في دفاتر رجال الأمن، فيرصدونني بعيونهم ، فأنا ممنوع من السفر والعمل، مطاردٌ صباح مساء!!
والله لو كنتُ قادرا على الرحيل من بلدي لرحلت، ولو كنتُ قادرا على تغيير اسمي لفعلت ، فأنا لست من أعداء السلطان، ولكنني عدوٌ لحاشيته الفاسدة، وبطانته الظالمة" !
قلتُ:
الرعيةُ يا صديقي ثلاثة أقسام؛ قسم مع السلطان، وقسمُ ضد السلطان ، وثالثٌ مجهول الهوية، وأنت من القسم الثالث ،إذن أنتَ من أخطر الأقسام !!
فالسلطان في بلادنا يكره مجهولي الهوية، لأن مجهول الهوية يُحيِّر أعوان السلطان، ويجعلهم في حالة استنفار دائم لكي يصنفوك!!
فهم سيظلون غير أكفاء عاجزين وكسالى مُقعّدين في نظر السلطان، ما لم يُصنِّفوك، لذلك فأنت مُطارد حتى الممات !
وسألني:
أليستْ طائفةُ أعداء السلطان، هم الأخطر؟
قلتُ:
إذا اعتقدت بأن أخطر الأقسام، هم أعداء السلطان، فأنت مخطئ، لأن أعداء السلطان معروفون ومتابعون ومراقبون، في الصباح والمساء، وحتى في المنام، كما أن معظم أعداء السلطان، هم من أعوان السلطان أيضا !
أما مجهولو الهوية أمثالك، هم أغلبية الشعب، يتوالدون بسرعة، فيعجز المراقبون عن متابعتهم، وكثيرٌ منهم يُفلتون من وشم السلطان، ويحتاج كل فردٍ فيهم إلى عينٍ ترصده، وتتابع خطواتِه!!
ومجهولو الهويات عند السلطان هم بذور الشر المستقبلي ،فهم براكين الثورات ، فهم عند السلطان رُّعاع مزعجون ، فإذا رفع السلطانُ سيفه عن رقابهم لحظة من اللحظات، امتشقوا في وجهه سيوفهم وحرابهم وبنادقهم!
فالسلطان يظن بأن الرعاع أمثالك، أغنياء، يدَّعون الفقر، لا يشبعون ما أكلوا!
وهم يحكمون في سرهم على كل سلاطين العالم بالإعدام ، ويبصقون في وجه السلطان وهم نائمون ، وهم أيضا يفرحون ويزغردون إذا أصاب السلطان مكروه، أو حلت النكبةُ بأهله وذويه، وهم أيضا يفرحون بنكبة أعداء السلطان، فهم يشمتون في الفريقين.
إذن ما عليك أيها المجهول الهوية إلا أن تنضم لأعداء السلطان، فإنك حينئذٍ تنجو من مطاردته، فعندما تفرزك أنوف كلاب السلطان، وعيون صقوره، وتضعك في خانة الأعداء، فالأمر يصبح جدُّ بسيط ، لأن السلطان يعرف بالتمام والكمال خطة الأعداء، ويعلم عددهم وعتادهم وعدتهم وموعد تنفيذ خطتهم، فيصبح التخلص منك ومن أمثالك سهلا ميسورا !
أما رأيتَ بأن وجودك في خانة أعداء السلطان أفضل للسلطان، من أن تكون مجهول الهوية محايدا ؟!
أما إذا أصررتَ على البقاء عقبة وسط طريق السلطان،بأن تظلَّ مجهولَ الهوية شوكةٌ في حلق السلطان وحاشيته، فنصيحتي الأخيرة لك وردتْ على لسان زوجة النبي أيوب عندما يئست من صبره على الآلام فقالت له بيأس:
" بارك الله ومُــــتْ "
ملاحظة السلطنة التي أقصدها في هذه السلسلة دولة لا توجد إلا في خريطة الوطن العربي



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنابيش سلطانية (1)
- غزة الفصل الثالث من الإلياذة
- استيعاب إسرائيلي وتهجير عربي
- يرفض التجسس
- هل العرب هم هكذا؟
- إرهابيون أحرار
- إدمان الدعم الخارجي
- العرب ليسوا عربا
- إسبرطئيل
- عصير خبزك
- العطار والأحزاب
- مصانع إنتاج البلطجية
- نساء يحلمن بالقدس
- رهن العرب في البنك الدولي
- سياسيون راقصون
- الإدانة في وثائقهم السرية
- العرب أعداء الأرشفة
- هل تستعد إسرائيل لحربٍ جديدة؟
- كاميرا ابن الرومي
- حكيم أم سطحي؟


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - بارك الله ومُتْ