أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - إدمان الدعم الخارجي














المزيد.....

إدمان الدعم الخارجي


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 09:14
المحور: كتابات ساخرة
    


اعتدنا أن نستقبل الدعم للفقراء والمحتاجين، وأصبحتْ المعونات جزءا رئيسا من حياتنا،واعتدنا أن نرى الدعم يُكرَّسُ للجمعيات والمؤسسات غير الحكومية ويُخصَّصُ للدورات التدريبية والندوات والمحاضرات، وصار كنسُ شوارعنا مرهونا بجهات الإحسان، حتى أننا قبلنا أن نستعين بشباب العالم المتطوعين منذ سنوات لتنظيف شاطئ بحر غزة، ليس من تلوث المجاري، بل من مخلفاتنا التي نُرميها بقصدٍ ونيَّةٍ !!
وأصبح معتادا أن يُخصص الدعمُ الخارجي لترميم بنية حياتنا كلها، ووصل الدعم أيضا لدرجة أننا كنا نقبل المكرُمات من المحسنين لزراعة العُشب في ملاعبنا الرياضية، أما عن كوبونات دعم الغذاء وسلات المحسنين وكراتينهم التي تحتوي على الأطعمة فحدِّث ولا حرج!!
ولكن ما كنتُ أعرفُ بأن دعم الدول المانحة، سوف يتجاوز كل ما سبق، وينتقل إلى طورٍ جديد خطير، ليصل إلى حد دعم المناسبات الوطنية الفلسطينية، إلا عندما شاركتُ في مسيرة تضامن للمطالبة بحقوقنا المشروعة كلاجئين مطرودين من أرضنا، أمام مقر الأمم المتحدة!!
فقد أعلن أحدهم بأن هذه المسيرة تجري على نفقة الشعب النرويجي الكريم!!!!
هكذا إذن تحول الدعم الخارجي من(معونة) إلى (مرض)، ووصل بنا الحال إلى مرحلة متقدمة من المرض ، وهي (الإدمان على المعونات)!!
ولعل أخطر أعراض هذا المرض، زوال الحَمِيَِّة الوطنية، وغياب الرغبة في التطوُّع في الجهود الجماعية الوطنية، ومن أخطر أعراض المرض أن يُحِسَّ أبناءُ الوطن، أنهم يعيشون في وطنٍ آخر ليس لهم، وأنهم مغتربون في داخل وطنهم، وقد يتطور المرض ليصبح حاملُ المرضِ مُنتقِما من كل إنجازات الوطن، فيعمد إلى تحطيم الانجازات وتدميرها، لغرض جني الربح من إعادة بنائها مرة أخرى!
ومن أعراض مرض إدمان الدعم الخطيرة، انتقاله إلى أطفالنا ونظام تربيتنا، بحيث ينشأ أطفالنا مدمنين على (حليب) الدعم الخارج، و(خبز) المحسنين الكرماء، مما يزيد في كسلنا وتواكلنا، و يُضاعف من استهلاكنا لما يصلنا مجانا، مما يؤدي إلى تَرهُّلِ أجسادِنا وزيادة أمراضنا!!!
سأظلُّ أتساءل:
هل يقبل الأمريكيون أن نُغطِّي احتفالاتهم ونرعاها بالمال احتفالا بذكرى 11/سبتمبر 2003 مثلا؟
وهل يمكن للشعب الفرنسي أن يقبل دعما عربيا ماليا للاحتفال بذكرى الثورة الفرنسية؟!!
وهل يمكن أن يقبل الصينيون وفدا فلسطينيا أو عربيا مُحسنا يُشرف على تنظيم ودعم مسيرة لإحياء ذكرى الثورة الثقافية لماو تسي تونغ؟؟
وهل يمكن للعرب أن يُنفقوا على مهرجان احتفالي في قلب لندن لإحياء ذكرى (المرحومة) الملكة دايانا وعشيقها العربي عماد الفايد؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب ليسوا عربا
- إسبرطئيل
- عصير خبزك
- العطار والأحزاب
- مصانع إنتاج البلطجية
- نساء يحلمن بالقدس
- رهن العرب في البنك الدولي
- سياسيون راقصون
- الإدانة في وثائقهم السرية
- العرب أعداء الأرشفة
- هل تستعد إسرائيل لحربٍ جديدة؟
- كاميرا ابن الرومي
- حكيم أم سطحي؟
- هل أنت يساري؟
- عميد شعر السخرية
- هجوم بسلاح المربوط النووي
- من مناجم الأشعار
- الانتفاضة العربية
- أدب مضغوط
- من القبائل إلى الغروبات


المزيد.....




- الممثل جورج كلوني وعائلته أصبحوا مواطنين فرنسيين.. إليك التف ...
- فعاليات مهرجان “سينما الحقيقة” الدولي للأفلام الوثائقية في ط ...
- من دفاتر الشياطين.. سينما تحكي بعيون الأشرار
- -خريطة رأس السنة-.. فيلم مصري بهوية أوروبية وجمهور غائب
- الجزيرة تضع -جيميناي- في سجال مع الشاعر الموريتاني -بن إدوم- ...
- سيمفونية-إيرانمرد-.. حين تعزف الموسيقى سيرة الشهيد قاسم سليم ...
- الممثل الأمريكي جورج كلوني وزوجته وطفلاهما يصبحون فرنسيين
- فن الترمة.. عندما يلتقي الابداع بالتراث
- طنين الأذن.. العلاج بالموسيقى والعلاج السلوكي المعرفي
- الممثل الأمريكي جورج كلوني أصبح فرنسياً


المزيد.....

- الضحك من لحى الزمان / د. خالد زغريت
- لو كانت الكرافات حمراء / د. خالد زغريت
- سهرة على كأس متة مع المهاتما غاندي وعنزته / د. خالد زغريت
- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - إدمان الدعم الخارجي