أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - العطار والأحزاب














المزيد.....

العطار والأحزاب


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 08:46
المحور: كتابات ساخرة
    


معظم الأحزاب العربية والفلسطينية ينطبق عليها قول الشاعر الظريف يحيى بن معاذ:
عجوز تُرَجِّي أن تكون صبيةً.... وقد شاب منها الرأس واحدودب الظهر
تدُسُّ إلى العطار سلعة بيتها.... وهل يُصلحُ العطَّارُ ما أفسد الدهرُ ؟!!
تعاني بعضُ الأحزاب الفلسطينية والعربية من مرض تصلب الشرايين، وتعاني حركاتٌ أخرى من مرض نقص المناعة المُكتسب،وهناك فصائل أخرى مُقعدة، ولم تُفلح في علاجها كلُّ الجراحات والأدوية.
ولم تلجأ كثيرٌ منها إلى استخدام إكسير ( الشباب) الناجع، خوفا من أن تزول هالاتُ ملوكها وقادتها ومؤسسيها وأمناء أسرارها.
ودواء الشباب هو الدواءُ الوحيد الذي يمكنه إنقاذ أحزابنا، فما تزال أحزابٌ كثيرة حتى اليوم تعتبر الشبابَ قاصرين أغرارا متهورين طائشين، لا يقيسون الأمور بعقولهم ، بل بعضلات أجسادهم، وما تزال أحزاب كثيرة أيضا، ترى في تولي الشباب السلطةَ والسيادة مجازفة خطيرة نهايتها زوال الحزب أو الحركة، وأن الشباب ينفعون فقط في حماية الكبار، ودفع الأذى عنهم، وتأديب خصومهم ومعارضيهم، فهم أيضا لا يصلحون إلا جمهورا مُصفقا لخُطَب وأقوال وحِكَم عجائز الأحزاب!
كما أن أحزابا فلسطينية وعربية كثيرة تَظُنُ بأن مجرد التفكير في إعادة بناء الحزب من جديد ، يعني زوال الحزب وانهياره، وأن أي إعلان عن تفكيك الحزب - حتى لإعادة بنائه من جديد- لا يعني سوى العمالة للمستعمر البغيض، أو أنه محاولة انقلابية على الحزب الأثري ( العريق) !
لذا لم أسمع عن حزب فلسطيني أو عربي –قام على نطاق واسع- بإلغاء عضوية الأعضاء المقصرين أو أقصى من أخلوا بالتزاماتهم الحزبية ، أو شطب من قوائمه حتى ممن تُوُفوا وماتوا!
ومن التجارب الحزبية الإسرائيلية سأذكر قصتين:
الأولى: عندما قام حزب المفدال الديني والذي غيَّر اسمه اليوم إلى: ( الحزب الديني الوطني) ، قام عام 1966 بإلغاء اثنتي عشرة ألف عضوية من الحزب، لأنهم لم يدفعوا اشتراكات العضوية، وعقب ذلك بعام واحد، جنَّد في صفوفه أربعين ألف عضوية شابة جديدة،!!
الثانية: وهي من أحدث قصص حزب العمل، فقد انتهى يوم 10/6/2011 آخر موعد للانتساب إلى حزب العمل الإسرائيلي، والذي كان من أكبر أحزاب إسرائيل، وقد حُددت المدة المُخصصة للانتساب بأيامٍ قليلة.
وليس في الخبر السابق طرافة، غير أن الطريف هو أن رؤساء الحزب هم الذين يجذبون الأتباع ويستقبلون طلبات الانتساب وفق مهاراتهم وقدراتهم الشخصية، وهذا يُحسب لهم كإنجاز حزبي،وكان الفائز الأول في أكبر عمليات التسجيل الجديد للحزب، هو عمير بيرتس زعيم الحزب الحالي، ومعه يتسحاق هرتسوغ، حيث تمكن الاثنان من تسجيل ثلاثة وعشرين ألف عضو جديد لحزب العمل وكلهم ملتزمون سيدفعون الرسوم!!!
أما شيلي يحيومفتش فقد سجَّلتْ، هي الأخرى خمسة عشر ألف عضوية جديدة.
وتمكن عميرام متسناع من تسجيل ثمانية آلاف عضوية، وسجَّل أرئيل مارغليت ستة آلاف عضوية !
وأصبح حزب العمل يضمُّ اليوم خمسة وسبعين ألف عضو، وكلهم بالطبع يدفعون الرسوم.
أما بعضُ أحزابنا والتي تدخل تحت مُسمَّى (المستحثَّات الأثرية الحزبية الفلسطينية والعربية) فإن دفع الرسوم هو فرضٌ واجبٌ على صغارُ المنتسبين للأحزاب فقط. أما مؤسسو الأحزاب وأمناء السر، وأعضاءُ المكاتب، ومسؤولو اللجان، فيعتبرون دفع الرسوم للحزب انتقاصا من هيبتهم الحزبية، وامتهانا لسطوتهم ! وبخاصةٍ إذا كانت الأحزاب تعيش على المعونات والهبات والمِنح والمكرُمات وما في حُكمها!!
وأخيرا... إن الأحزاب التي تقيس أعمارها بأعمار مؤسسيها، وتتلاشىٍ بانتهاء أيام العزاء بوفاتهم، هي براويز ويافطات وميداليات، وليس أحزابا وحركاتٍ وجبهاتٍ وفصائلَ وطنية !!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصانع إنتاج البلطجية
- نساء يحلمن بالقدس
- رهن العرب في البنك الدولي
- سياسيون راقصون
- الإدانة في وثائقهم السرية
- العرب أعداء الأرشفة
- هل تستعد إسرائيل لحربٍ جديدة؟
- كاميرا ابن الرومي
- حكيم أم سطحي؟
- هل أنت يساري؟
- عميد شعر السخرية
- هجوم بسلاح المربوط النووي
- من مناجم الأشعار
- الانتفاضة العربية
- أدب مضغوط
- من القبائل إلى الغروبات
- صرخة بعث لفاروق جويدة
- غسيل العار
- الفئران وصاروخ القبة الحديدية
- من دُرر المُبدعات


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - العطار والأحزاب