أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - العرب أعداء الأرشفة














المزيد.....

العرب أعداء الأرشفة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 15:27
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


سأظلُّ مسكونا بقضية(الأرشيف الوطني) والمكتبة الوطنية والمقتنيات الوثائقية، فما تزال أمة العرب، ومن يشبهها، تعمل ليومها فقط، ولا تستفيد من تاريخها، أو من تجاربها، ولا تستفيد من أرشيفها، هذا إن وُجد لها أرشيف!!
فقد استمرتْ العادة العربية السياسية التقليدية، عند أكثر العرب، وهي أن ولاة الأمر العرب الجُدد، يبدؤون ولايتهم الجديدة، بالتخلص من آثار سابقيهم، فالخَلَفُ العربيُ دائما، أعداءُ السََّلف، يطمسون آثارهم، ويحرقون ملفاتهم، طمعا في أن يبدأ التاريخُ كلُّه من بداية حكمهم.، وقد يكون سببُ إبعاد أرشيف مَنْ سبقوهم راجعا إلى رغبتهم في طَمْسٍ آثار سرقات السلاطين من آبائهم وعائلاتهم، وجرائمهم في حق شعوبهم!
ووصل الأمر في بعض الدول العربية الأتوقراطية، أن تتهم كلَّ من يبحث عن الأرشيف العربي بالعمالة والجاسوسية لجهاتٍ أجنبية!
ونظرا لغياب الأرشيف العربي، في بلاد العرب، فإن الباحثين يُسافرون إلى دول التوثيق والأرشفة وحفظ التراث، ليبحثوا عن أسرار وحقائق ووقائع العرب، في أرشيفات غير العرب!
أنا مغرمٌ بالحكمة التي تقول:
" كُتِبَ على كل الذين لم يقرأوا التاريخ، أن يُعيدوه من جديد"!!
وهذه المقولة تصدقُ بالكامل على أكثر العرب، فمنذ قرون والعربُ يعيدون تجاربهم وأخطاءهم، وقد أدمنوا فعلَ ذلك، ولم يتعظوا!!
ومن المعروف أن لكل دولة فترةً تاريخية، يظلُّ فيها الأرشيف طي الكتمان، وما أن تنتهي فترة السرية ، حتى يُطرح الأرشيفُ أمام الباحثين والدارسين، ليُخضعوه إلى المشرحة البحثية، وحينئذٍ تظهر الهفواتُ، ومواطنُ القوة، ويظهر الأبطالُ والبطولاتُ، وتزدهر صناعةُ (الوجبات) الثقافية والفنية والسياسية ،من وصفات الأرشيف وأخلاطه السرية، ويمكن توزيع الثمار والمأكولات الأرشيفية على المدارس والجامعات والمعاهد والمؤسسات ومراكز الدراسات والأبحاث وغيرها.
وما أزال أرى في إسرائيل -على الرغم من أنني سأظل أعتبرها دولة احتلال وقمع- أنها الدولة الأكثر استفادة من نظام الأرشفة، وقد اعتدتُ أن أُتابع أرشيفها لأعثر على مواطن قوتها وضعفها!
وكمثال فقط على أهمية الأرشيف في إسرائيل، فقد نشرتْ صحيفة هارتس يوم 12/5/2011 تحقيقا، بمناسبة احتفالها بإعلان الدولة، منذ ثلاثة وستين عاما، مقارنةً بين صادرات إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948 وحتى اليوم جاء فيه:
إن عائدات الصادرات الإسرائيلية من سنة إعلان الدولة 1948 ، وحتى اليوم قد ارتفعت بنسبة 13400%.
وكانت صادرات إسرائيل2،8 مليون $ وأصبحت اليوم8،9 مليار$ خلال السنوات الماضية (63) سنة.
كانت صادرات إسرائيل لأوروبا 1950-1960 تبلغ 70%
أما اليوم فتبلغ 32%
وتبلغ صادرات إسرائيل لأمريكا الجنوبية 33%
كانت صادرات إسرائيل لأسيا 1% فقط عام 1950
أما اليوم فتبلغ صادرات إسرائيل لأسيا 24%
كانت أول معاهدة تجارية وقعتها إسرائيل مع المجر 1949 ، وزودت المجر إسرائيل باللحوم المحفوظة والحبوب والآلات الصناعية، وفي المقابل زودت إسرائيل هنغاريا بمواد الطلاء، والكيماويات والخيوط والحمضيات.
ستبلغ نسبة الصادرات من إسرائيل هذا العام 86 مليار دولار بزيادة 7%.
أليست هذه القبسة الأرشيفية إشارة دلالية صادقة على التحول السريع، والقفزة الاقتصادية الهائلة لإسرائيل؟
إذن...لغة الأرشيف أكثر إقناعا من كل أغاني وأناشيد طلاب المدارس العربية، في الطابور الصباحي:
" الله أكبر فوق كيد المعتدي.. يا هذه الدنيا أطلي واسمعي، جيش الأعادي جاء يبغي مصرعي.. الله أكبر ..."!
وأفضل كذلك من المواد الجغرافية والتاريخية المُضلِّلَة، والتي تقول:
" الدول العربية تتمتع بثروات اقتصادية هائلة من البترول والمعادن والفوسفات والمنجنيز والذهب...."
بينما يعيش الطلابُ أبناءُ يعرب بن قحطان أنفسهم في فاقةٍ وفقر وبؤسٍ ومرارة، وبعد انتهاء الدرس، يخرجون من فصولهم الدراسية، فيكتشفون الكذبة الكبرى، حين يرون مأكولاتهم وملبوساتهم ومقتنياتهم، صُنعتْ كلُّها في غير بلدانهم العربية!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستعد إسرائيل لحربٍ جديدة؟
- كاميرا ابن الرومي
- حكيم أم سطحي؟
- هل أنت يساري؟
- عميد شعر السخرية
- هجوم بسلاح المربوط النووي
- من مناجم الأشعار
- الانتفاضة العربية
- أدب مضغوط
- من القبائل إلى الغروبات
- صرخة بعث لفاروق جويدة
- غسيل العار
- الفئران وصاروخ القبة الحديدية
- من دُرر المُبدعات
- من قتل الملك داود
- اغتيالات تكنلوجية
- من يوميات مكتوم
- ما سرُّ عبقرية محمود درويش؟
- مرض القهر التراكمي
- المستبدون في كتاب محظور


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - العرب أعداء الأرشفة