أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - توفيق أبو شومر - هل أنت يساري؟














المزيد.....

هل أنت يساري؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3362 - 2011 / 5 / 11 - 08:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أليس صحيحا أن الاشتراكية والشيوعية والأممية والكوزموبوليتية العالمية، هي نظريات ثورية، ضد طغيان رأس المال وسطوة الإقطاع، على رقاب الكادحين؟
ثم أليست الرأسمالية والبرجوازية والإقطاعية والأوليغارشية والكمبردورية، هي مصطلحات إمبريالية استعمارية تعني تسلُّط الطبقات الغنية على الفقراء والمظلومين والعاملين، لتجعلهم خدما، يُساسون بالعصا والجزرة ، بعد أن تنزع منهم أسنانهم وأظافرهم؟
إن انقلابا خطيرا قد حدث في المذهبين المتناقضين، اللذين فُرِضا على العالم منذ قرنٍ مضى، الشيوعية والاشتراكية من جهة، والرأسمالية والإقطاعية من جهة أخرى.
ما يهمني من السؤالين، هو انعكاسهما على الواقع العربي، وكيف تأثر العربُ بهما، وكيف طبقوهما على الشعوب العربية.
فقد كانت النبتة الأولى لليسار العربي من جذور التيارات الاشتراكية والشيوعية في العالم، وعندما ظهرت الأحزاب العربية اليسارية ظلت ترضع الثدي الاشتراكي الشيوعي، ورُبِيَتْ أحزابنا وحركاتنا في حضانة اليسار العالمي ومدرسته الداخلية، فظهرت شعارات حزبية عربية يسارية، وظهر روّادٌ ومفكرون لتلك الأحزاب، تمكنوا من إنجاب سلالات من الأجيال العربية اليسارية، وظلت كثيرٌ من هذه السلالات، تتزاوج زواجَ أقاربٍ فيما بينها، ولم تتمكن من تأسيس فكرٍ يساريٍ عربيٍ، على مقياس العرب، وهذا التزاوج المكرر أنتجَ سلالاتٍ يساريةً مشوَّهةً، مصابةً بالعاهات والأمراض، ومن العاهات المستديمة لتلك السلالات ، أن صار مقبولا، أن يستولي الحزبُ اليساري، الذي يُطالب- نظريا- بسيادة الجماهير!! على الحكم بالقوة العسكرية وبالمجازر والمذابح – وليس بالصراع الفكري-!! ثم يقوم بتطويع الجماهير وتدجينها، بالرعب والقتل والخوف والسجن، والنفي والطرد، ثم يُحوِّل نظام الحكم( البروليتاري)!! إلى نظام حكم أوليغارشي ( وراثي ملكي أسري)، وصارت الانقلابات العسكرية من أبرز سمات هذا التيار اليساري العربي!!
وصار مشهورا أن يُفصِّل اليساريون البروليتاريون دولهم وشعوبهم كلها، على مقياس أسرهم وعائلاتهم ، بحيث يولُّون على كل قطاع من القطاعات، ابنا من أبنائهم ، أو أخا غاليا من إخوتهم، ويقطعونهم الأملاك ويمنحونهم الامتيازات ويحولونهم إلى أغنى إقطاعيين يسارين!! في العالم !!
كل ذلك مع بقاء شعارات اليسار وصور زعماء اليسار مرفوعة في الساحات العامة والدوائر الحكومية، وموزعة في نوتات موسيقية في كل وسائل إعلام دولة اليسار الوراثية الملكية الإقطاعية الرأسمالية البرجوازية!!
(حرية ، وحدة، مساواة، عدل، اشتراكية) ولا تختلف كثيرٌ من حكومات اليسار إلا في ترتيب هذه الشعارات، من منطلق التميُّز فقط!!
وصار مقبولا أن تقوم بعض حكومات اليسار العربية، بما هو أبشع من ذلك أيضا ، فهي تتولى تطهير وطنها، من أعدائها، وما أعداؤها سوى مخالفيها في الرأي، لدرجة أنها تبيح لنفسها أن تنفِّذ المجازر والمذابح ضد أبنائها أو تجعل من الوطن سجنا لهم، ثم تتولى التخلص من فسيفساء الأجناس والتيارات الأخرى، كما حدث في مذابح أكراد العراق وغيرهم، وطاردت حكومات اليسار المتنورين والمثقفين من اليساريين أنفسهم، ممن يخالفونها في الرأي.
إذن فقد تغيَّر مفهوم اليسار، ولم يعد مقبولا أن نسمي، بعض المثقفين والواعين والمفكرين، ممن حملوا فكر التنوير، وما يزالون، ولم يشاركوا في الجرائم التي نفذها بعض حكام اليسار ضد شعوبهم،( يساريين) !! فقد أصبحت تسمية اليسار بمفهومها السابق وصمة عار في جبين كثير من المثقفين والواعين!
أما كيف انتقل الرأسماليون البرجوازيون من الأشرار المستبدين، والطغاة الإقطاعيين، إلى رافعي شعارات حقوق الإنسان، ومؤسسي الحريات الاجتماعية، والمنادين بتطبيق العدالة والقوانين، وصاروا بالقياس إلى حكومات اليسار أنصار حقوق الإنسان والحريات والديمقراطيات، وشرعوا يطاردون دول اليسار، ويُحصون جرائمها في حق شعوبها، ويطالبون زعماء اليسار فيها بالمثول أمام محاكم العدل الدولية، فهذا أمرٌ غريبٌ حقا ويستحقُّ النقاش والبحث، إنها لغة الألفية الثالثة، لغة الرأسمالية والإقطاعية والبرجوازية والأوليغارشية التي استغلتْ تكنلوجيا العصر، وسحبت البساط من تحت أقدام النظريات السياسية التي أصابها السوس، وحولت شعوبها من عصر( الأيدلوجيا) إلى عصر (التكنلوجيا)، وصارت قادرة على أن تُجرِّعنا عصير عبوديتنا، في كؤوس مذهبةٍ، ناعمة الملمس، حلوة المذاق، وتمكنت من إنامتنا بالإدمان، إدمان الطعام والغذاء والجنس، وحولتْنَا جميعُنا إلى مضيفات فاتنات ، نعملُ في مركبة فضاء العولمة، نخدم السادة، ونطعمهم، ونسلي عواطفهم، ونروّح عنهم عناء عالمهم الفضائي المُمِل، نظير أن يجودوا علينا بفضلاتهم!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عميد شعر السخرية
- هجوم بسلاح المربوط النووي
- من مناجم الأشعار
- الانتفاضة العربية
- أدب مضغوط
- من القبائل إلى الغروبات
- صرخة بعث لفاروق جويدة
- غسيل العار
- الفئران وصاروخ القبة الحديدية
- من دُرر المُبدعات
- من قتل الملك داود
- اغتيالات تكنلوجية
- من يوميات مكتوم
- ما سرُّ عبقرية محمود درويش؟
- مرض القهر التراكمي
- المستبدون في كتاب محظور
- كاوبوي إسرائيل
- هل سيصمد مفاعل ديمونا للزلازل؟
- ألفية صراع الأعراق
- من مقامات الحاكم بأمره


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - توفيق أبو شومر - هل أنت يساري؟