أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توفيق أبو شومر - مرض القهر التراكمي














المزيد.....

مرض القهر التراكمي


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 07:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اسمحوا لي أن أبتدع هذا الاشتقاق الجديد!
نعم هناك مرض أسميه القهر التراكمي، وهذا المرض لا يصيب الأفراد فقط ، بل يصيب الشعوب والأمم التي تتعرض للحروب والنكبات، فالمصائب والكوارث، تفعل في النفوس كما تفعل الزلازل والبراكين .
فقد يكون ناتج الزلازل والبراكين كارثيا بالنظر إلى حجم الدمار والتصدع في سطح القشرة الأرضية ، وما يُخلفه من حطامٍ وغازاتٍ سامة قاتلة.
كذلك فإن تراكم القهر والإحباط واليأس والكآبة في نفوس البشر تولِّدُ أيضا شحناتٍ غازية مميتة، تؤدي في النهاية إلى تفجير النفوس وتحطيم العواطف، وتدمير المجتمعات وتخريب الأوطان.
ويظهر كناتجٍ طبيعي لهذا المرض، مرضٌ آخر مرتبط به ، وهو مرضُ التشفَّي.
ومرض التشفي كذلك لم يرد في كتب علم النفس ، ولكنني نَحَتُّهُ أيضا من منطلق تجديد مصطلحات الأمراض النفسية والاجتماعية.
ومرضُ التشفي، مرضٌ مُعدٍ سريع الانتشار، يستوطن الأجساد والعقول والنفوس، ويعتبر هذا المرض هو الأكثر انتشارا في مجتمعنا الفلسطيني بحكم ما تعرضنا له من تراكمات قهرية خلال تاريخنا.
ومن أعراض هذا المرض، أن المصاب به يُحسُ بالراحة لما يُصيبُ الآخرين من نكبات، وينتعش المريضُ على وقع الكوارث والمصائب التي تحُلُّ بغيره، وقد يكمُن مرضُ التشفي ولا تظهر أعراضُهُ على الوجوه، وقد يبدو المصاب به سليما معافى أمام الآخرين!
ومن أعراض هذا المرض في مراحله الخطيرة ، أن المصابين به ينتقلون من طور التشفِّي والسرور بكوارث الآخرين ، إلى طورٍ آخر أكثر خطورة، وهو تحطيم الأصحَّاء الأكفاء الناجحين المتفوقين ، ممن نجحوا من الإفلات من مرض القهر التراكمي بوسائل عديدة، كنشر الشائعات حولهم لإحباطهم وإقصائهم.
وعندما تصل درجة المرض إلى المرتبة الثانية، فإنه يتحول من مرض إلى وباءٍ اجتماعي خطير يقضي على مستقبل الأوطان، ويحولها من مواطن وبلدانٍ محبوبة إلى منافٍ مبغوضة، ويحول الحياة فيها إلى جحيم لا يُطاق، ويشعر الشباب بالإحباط والاغتراب النفسي، ويشرعون في الهروب منها إلى كهوف الادمانات المختلفة!
وتصبح أوطانهم سجونا ، وتزول هالات الأبطال والرموز ، وتنطفئ في عيون الأبناء المصابين شعلات التاريخ الوطني المملوء بالبطولات.
استدراك أخير:
لم أُشر في الأعراض السابقة، إلى كيفية تحويل هذا المرض الاجتماعي، إلى فيتامينات وعضلات تقوِّي سواعد الوطن، فقد نجحت دولٌ كثيرة في صناعة لقاحات من التراكمات القهرية، تمكنت بواسطتها من حقنها في الأجيال المستقبلية كتطعيمات ولقاحات ضد الأمراض السارية والمعدية والمستوطنة.
ولم أتحدث أيضا عن أمم أخرى نجحت أيضا في جعل التراكم القهري يحول الفحم البشري الهش إلى ألماس فائق الصلابة، فقامت أممٌ متقدمة بإشفاء أبنائها من مرض التراكم القهري بواسطة الثقافة والفنون والرياضات، وحوّلت الإحباط إلى عضلاتٍ تبني، وصاغتْ من صفحات تاريخها المملوءة بالقهر والعذاب والألم والفقر والذل إشاراتِ مرورٍ، تشير إلى المستقبل.



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستبدون في كتاب محظور
- كاوبوي إسرائيل
- هل سيصمد مفاعل ديمونا للزلازل؟
- ألفية صراع الأعراق
- من مقامات الحاكم بأمره
- ذكرياتي مع العقيد
- قانون حنين زعبي وعزمي بشارة
- حكام بعقود
- تحليل إسرائيلي 2011/2/12
- أركاننا وأركانهم
- بكائية على أطلال الإعلام
- أمراء التطهير العرقي
- وداعا مائير داغان
- هههههه
- ترسانة التربية والتعليم
- الموت لكل العرب
- فضائيات الدمار الشامل
- بطولة أولمبياد الحكومة العنصرية
- اذكروا محاسن لغتكم العربية
- غزة تشارك في إطفاء حريق الكرمل


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توفيق أبو شومر - مرض القهر التراكمي