أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - ذكرياتي مع العقيد














المزيد.....

ذكرياتي مع العقيد


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 10:42
المحور: كتابات ساخرة
    


ظللتُ مواظبا أن أستمع إلى ملك الملوك وإمبراطور الأباطرة وسيّد الأسياد وفيلسوف الفلاسفة العقيد القذافي، لأنني كنتُ قد عاصرتُ مسيرته في ليبيا سبع سنوات كاملة، وكنتُ أرى بأنه ظاهرة من ظواهر حكام العرب الغريبين في التاريخ، وهو بالمناسبة مُسلٍ أيضا لأنه دائم البحث عن كل مستحدث غريب وعجيب.
فهو الجندي المتواضع جدا الذي أصرّ على أن تبقى رتبته العسكرية كما هي مجرد عقيد! ولم أكتشف سرَّ ذلك إلا بعد فترة طويلة!
ما أزال أذكر أيضا كيف أنه قرَّر أن يزور المدرسة العليا للبنات التي أعمل بها، لا لمتابعة أوضاع التعليم ، وليس لتكريم المعلمين بها، ولكن لكي يختار بنفسه الفتيات اللاتي يصلحن ليكنّ حارسات شخصيات له ، وليُجندهن في الفرقة النسوية الخاصة به!
ولم تكن تلك فقط هي المفاجأة ، بل كانت المفاجأة بأنه اقتاد الفتيات بدون أن يأخذ موافقة أولياء أمورهن ، أو حتى يبلغهم باختطاف بناتهم !
ولم أستغرب حين أمر جماعة اللجان الثورية من الشباب أن يُطاردوا الفلسطينيين المقيمين ، ويجبروهم على الانضمام إلى اللجان الثورية الليبية، ويشقوا الصف الفلسطيني، ليصبح الفلسطينيون قسمين ، قسما مع اللجان ، وآخرين يهربون بجلودهم كما هربت عام 1980 ولم نكن نملك الإقامة في أية دولة ، فعدنا مشردين في بعض الدول العربية التي قبلت دخولنا كمطرودين!!
ولم أستغرب عندما حلم في منامه أن الفلسطينيين في ليبيا، يعيشون في شقق وبيوت من الحجر وينامون على أسرة مُريحة ، ولهم سيارات فارهة،وأبناؤهم متفوقون، وأنهم لم يُجربوا العيش في الخيام تضامنا مع إخوتهم في الوطن، فأبعدهم وأسكنهم الخيام على الحدود المصرية، وعندما فشل في تحقيق حلمه قرر هذه المرة أن يحل مشكلة فلسطين حلا نهائيا، كما حل مشكلة ليبيا، ونقلها من دولة لها اسم جميل متواضع إلى إمبراطورية تناسب مقامه السامي، فصار اسمها الجديدة:
الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى.
وقام أيضا بعبقريته التي لا يحدها حد، ولا يدرك أبعادها إلا العباقرة، بحل مشكلة فلسطين كلها بواسطة اشتقاق لُغوي بسيط كان خافيا على الناس طوال القرون وهو :[إسراطين] أي إسرائيل وفلسطين، وعلى الفلسطينيين والإسرائيليين أن يرقصوا ويدبكوا ويغنوا للعبقري الفذ الذي تمكن من حل القضية الفلسطينية كلها بإسراطين !!!
ومن منطلق رغبته في تفصيل ليبيا كلها على مقاسه، فقد غير أسماء الشهور، وابتدع تاريخا جديدا يبدأ من وفاة الرسول، وفرض على طلاب المدارس حفظ موسوعته الفكرية والأدبية النظرية العالمية الثالثة!
ولم أستغرب وأنا أستمع له يوم أمس بالتحريض لقتل وتصفية مخالفيه، فقد تذكرتُه أيضا عندما أمر عام 1980 زبائنه أن يقوموا باختطاف أئمة المساجد من بيوتهم، بدون أن يبلغ أحدا بأماكن تواجدهم، واحتجزهم شهرا كاملا في غابة نائية ليحاضر فيهم في (الفقه الثوري الشرعي).
ولما كان أكثرهم من كبار السن ممن لم يستوعبوا نظريته (الثالثة) وفقهه الثوري الجديد ! المستنبط من كتابه الشرعي الوحيد وهو نظرية الفيلسوف هيغل( النظرية الثالثة) فقد أعلن فشله وأطلق سراحهم بعد أربعين يوما بشرط ألا يعودوا إلى المساجد، بعد أن وزَّع المساجد على شباب اللجان الثورية!
ولم أُدهش أيضا وأنا أتابع صورة الإمبراطور نبوخذ نصر!! الذي ألقى خطاب السحق والمحق يوم أمس 23/2/2011 أنني عُدتُ بالذاكرة إلى صورة نبوخذ نصر الذي قتل زوجته وأبناءه ليجرب قدرته على الإماته والإحياء، ليتشبه بالله، ونيرون الذي أحرق روما، وصورة الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي أحرق القاهرة، وإلى دراكولا الذي عيَّن حصانه عضوا في البرلمان، وقدَّم لأعضاء برلمانه وجبة من العلف ليأكلوها، وكل ذلك إشفاء لجنون العظمة!
إنه العقيد الملك الإمبراطور المبجل المعظَّم الذي أصرّ أن يبقي على لقبه الأول (عقيد) !! عندما كان جنديا في مهجع حقير في مصراته يحلم بكيس من النقود، وقد بلغت به درجةُ جنون العظمة أنه ظل يُحب استخدام لقب العقيد ليبثَّ رسالة تقول:
" على الرغم من رتبتي العسكرية الحقيرة فأنا أحكم أكبر جماهيرية على الأرض ، وأستهزئ بأكبر الملوك والرؤساء والحكام، فأنا أعزُّ من أشاء ، وأُذلُّ من أشاء وأحيي وأميت!
نعم إنه هو العقيد الذي استأجر مؤرخة إيطالية اسمها (ميرلا بيانكو) لتكتب عنه كتابا اسمه ( القذافي رسول الصحراء)
وقد ورد في الكتاب السؤال التالي:
هل رَعًيْتَ يا سيدي العقيد الغَنَمَ ؟
فيردُّ العقيد في الكتاب قائلا:
" وهل هناكَ رسولٌ لم يرعَ الغنََمَ!!!
الله اللـــــــــــــــــــــــــــــه !!!!! ما أبلغك أيها الإمبراطورَ! يسلم لسانك !!

إنه ملك الملوك، وإمبراطور الأباطرة، وحاكم الحكام، وسيد القواد والولاة قاطبة، المعظم المبجل، الذي واظب على قراءة أسفار المجانين في التاريخ فقط ، ولم يقرأ تتمة القصص والأسفار ، فهو لم يقرأ نهاية نبوخذ نصَّر كيف مات، عندما قال له النبي دانيال إنك ستموت أبشع موته قبل صبح اليوم التالي، فسجن النبي دانيال ، بعد أن عهد إلى حارسه بحمايته، وما إن أحس ببزوغ الصبح، حتى صاحَ نيرون بانتصاره مبتهجا ، ولم يكمل صيحته عندما طار رأسه بسيف حارسه الشخصي الذي ظنَّه متسللا يود قتل الإمبراطور العظيم!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون حنين زعبي وعزمي بشارة
- حكام بعقود
- تحليل إسرائيلي 2011/2/12
- أركاننا وأركانهم
- بكائية على أطلال الإعلام
- أمراء التطهير العرقي
- وداعا مائير داغان
- هههههه
- ترسانة التربية والتعليم
- الموت لكل العرب
- فضائيات الدمار الشامل
- بطولة أولمبياد الحكومة العنصرية
- اذكروا محاسن لغتكم العربية
- غزة تشارك في إطفاء حريق الكرمل
- دعوا الطفولة تنضج في أطفالكم
- صلاة على روح دولة إسرائيل
- تهمتان جديدتان في إسرائيل
- أمراض نفسية في غزة
- انفلونزا شمشونية في إسرائيل
- ديمقراطية الحواجز في إسرائيل


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - ذكرياتي مع العقيد