أركاننا وأركانهم

توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 20:57
المحور: القضية الفلسطينية
    

أثارتني المفارقة بين ما يجري اليوم من أحداث في كل الدول العربية، وما يجري من أحداث في إسرائيل!
فالجمهور العربي ثائرٌ على حكامه ورؤسائه وولاة أمره ، وعلى الفساد والظلم والقهر الذي سببه الولاة والحكام ، والمجتمع الإسرائيلي أيضا مشغولٌ عن كل أحداث هذا العالم باختيار شخصية أخرى، لا علاقة لها برئيس الوزراء أو رئيس الدولة، فكل الإسرائيليين مشغولون بالبحث عن رئيسِ أركانٍ لجيش الدفاع!
منذ أكثر من ستة شهور تجرى عمليات غربلة شاملة، استعداد لملء الفراغ الذي سيتركه رئيس الأركان الحالي غابي أشكنازي يوم 14/2/2011، وكان مجلس الوزراء قد وافق منذ أكثر من شهر على اختيار شخصية جديدة وهي يوآب غالانت ، غير أن التحقيقات القضائية أثبتت بأن غالنت ضالعٌ في (جريمة) !! وهي اقتطاع بعض أراضي الدولة – وليست أراضٍ مملوكة للآخرين- وتحويلها إلى طريق يخدم منزله الخاص، ونظرا لهذه ( الجريمة) !! فإن مجلس الوزراء قرر بالإجماع إلغاء تنصيب غالانت كرئيس للأركان!!!
وسوف أترك للقارئين المقارنة بين هذه ( الجريمة) !! وبين جرائم الفساد المتفشية بيننا!!
وهاهي كل المجلات والجرائد ووسائل الإعلام الإسرائيلية تزف خبرا اليوم باكتشاف رجلٍ ، ولا كل الرجال، رجل يملأ هذا المنصب، والذي يعتبر في إسرائيل، هو أعلى منصب ، فهو مقدمٌ على رئيس الوزراء ، وعلى رئيس الدولة ، إنه رئيس الأركان الجديد بنيامين غانتس ، وسيكون هو رقم عشرين في سلسلة رؤساء الأركان منذ الإعلان عن الدولة 1948 .
للعلم فقط فإن كثيرين من وزراء الدفاع في إسرائيل، كانوا رؤساء أركان منهم : موشيه دايان، وشاؤول موفاز، وإيهود باراك وإسحق رابين.
وللعلم أيضا فإن رئيس الأركان في جيش إسرائيل وفق أنظمة ولوائح الجيش التي وضعت عام 1976 عقب حرب الغفران يملك من الصلاحيات ما يجعله الرجل الأول في إسرائيل، فمن صلاحياته:
الاطلاع على كل المعلومات الاستخبارية، وهو الذي يُقرر الحرب وموعدها، وهو الواسطة بين السلطة العسكرية والسياسية.
وإليكم مقتطفات من ملف بنيامين غانتس رئيس الأركان الجديد، فهو ملف حافلٌ بقدراته العسكرية طبعا:
بنيامين أو بني غانتس ولد عام 1959، وهو حاصل على البكالوريوس في التاريخ من جامعة تل أبيب ، ثم ماجستير العلوم السياسية من جامعة حيفا، التحق بالجيش 1977، وعمل في الفرقة المظلية الخاصة، ثم تولى منصب قائد الجيش في الضفة الغربية والشمال عام 2001 ، ثم عُيِّنَ مسؤولا للبعثة العسكرية في سفارة إسرائيل في أمريكا من عام 2005-2009 .
وربما يعود سببُ ترشيحه للمنصب لأنه كان يملك حاسة أمنية سادسة، فقد قال أثناء عملية الرصاص المصبوب على غزة:
لن تقضي عملية الرصاص المصبوب على غزة على المقاومة ، بل إن المقاومة ستتجدد، بصورة أعنف!
وهو أيضا الذي كان يتابع ملف السلاح النووي الإيراني، ويقوم بالإعداد للضربات الجوية المحتملة لإيران، ويضع السيناريوهات للضربة المتوقعة.
وهو أيضا يواصل تحذيره للإسرائيليين من مغبة إهمال الحدود الشمالية ، فهو المتابع الجيد لتعاظم قوة حزب الله ، فقد هدد بتصفية حسن نصر الله وقال موجها حديثه له:
" يجب ألا تشعر بالأمان "!
ولم يكتف بذلك بل قام بتهديد سوريا من مغبة مواصلتها إمداد حزب الله بالسلاح ، وقال لسوريا أيضا:
" إن الضربة الإسرائيلية القادمة لسوريا سوف تكون مدمرة"!!
وأخيرا لن أطالب القارئين بالمقارنة بين رؤساء أركاننا، وبين رؤساء أركانهم، مع الاحترام للمخلصين الأوفياء، وما أكثرهم !!

#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل