أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - عصير خبزك














المزيد.....

عصير خبزك


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


لم يُكشف النِّقابُ بعدُ عن لُغز موت مُبدعَيْن فلسطينيَيْنِ، ويبدو أنه لن يُكشف في المستقبل أيضا، مما يُشير إلى أن هناك جهةً خطيرة، هي الفاعلُ الرئيس في عمليات الاغتيال للمبدعين، ممن يُخشى من تأثيرهم على الجمهور، لأن أسلحتهم الفنيةَ، ليست لها مُضادات سوى التصفيات والقتل.
وللأسف فإن موت المبدعين تظل دائما ألغازا وأحاجي لا تُفكُّ شيفرتها أبدا، وبخاصة في العالم العربي!
المبدعُ الأولُ الفنان ناجي العلي، الذي مات وأبقى لنا من سلالته(حنظلة) الذي تعهد الفنانُ المبدع أن يكشف لنا عن وجهه، عندما نسترجعُ حقوقنا، وجعله يضع يديه خلف ظهره بعد عام 1973 حتى لا يوقِّعَ على أي اتفاق مع المحتلين!
أما المبدعُ الثاني فهو شاعرٌ فلسطينيٌ مُبدع، ولد في قرية مصمص بالقرب من أم الفحم ، وعاش في حيفا، ثم انتقل إلى دمشق ثم استقرَّ في أمريكا، وعمل مراسلا لوكالة وفا الفلسطينية، ولم تُفلح إجراءات الاحتلال في سحب جنسيته وهويته، عام 1967، عندما استبدل هويته الإسرائيلية بأشعارٍ وطنية رائعة، فهدَّدَتْ قصائدُهُ المحتلين الطغاة، فماتَ كما تقول الأبحاثُ والدراسات موتا غامضا في حريق بمنزله في نيويورك في 1/2/ 1977 .
الشاعر المبدع راشد حسين تزوَّج مدن فلسطين وتغنَّى بها مدينةً مدينة، فهو يقول عن عكا:
يا حُلوةَ البسماتِ يا عكا... رويدكِ يا طًهورَة
البحرُ قَبَّل راحتيك ... وجاء يسألك المشورة
فهو الأميرُ أتاكِ يخطبُ... وُدَّ قلبك يا أميرة
رِفقا به وبقلبه... لا تجرحي أبدا شعورَه
ويقول عن يافا:
يافا بلا قمر... ذراعها شُلَّت... وظهرها انكسر
يا بلادي أنتِ أهديتِِ إلى الناس المحبة
وهديتِ الجاهلَ الكافر أن يعرفَ ربَّه
أنت نورٌ يا بلادي شقَّ للتائِهِ دربه
أنتِ بالأمس نبيٌّ منح للعالم قلبه
مَن قضى أن تسعدَ الأرضُ... وتَبقَيْ في جهنم؟!!
أنه شاعر متنبئ أيضا رسم بالحروف مَآل الثورات وخاتمة المناضلين غير الشرفاء، ممن اعتادوا أن يجعلوا من الثورات مطايا لنزواتهم وثرواتهم فقال:
ما الذي ظلَّ من الثوراتِ... مِن أجملِ أحلامي القديمة
غير آثار وليمة... ونجومٌ فوق أكتاف الذين... امتهنوا الهزيمة؟!!
ما الذي ظلَّ سوى... جيشِ مقالاتٍ حَبالى...بحسابات بنوكٍ... وتفاسيرَ لتبرير الجريمة؟!!
ولأجل ذلك فقد قرَّر في النهاية أن ينقطعَ لحبِّ الوطن، وأن يبقى ثائرا فقال:
ولهذا سوف أبقى العمرَ فلاحا وشاعر... أينما أمشي تروا ميلاد ثائر
إنه الشاعرُ المبدع الشهيدُ في حب الوطن، والذي أنشدَ قصيدةً لا مثيل لها في شعر التحدي، وجهها إلى المحتل، مؤكدا بأن المحتلين لا يعرفون الله، فالله عندهم غائبٌ، لا يخشونه ولا يحترمونه، كما أن لهم إلها خاصا بهم ، وهو بالتأكيد ليس الله، ربَّ العباد، فهم يصادرون ممتلكاتِنا وأرضَنا يقول في أروع قصائد التحدي، المختومة بأبدع استعارة في الشعر العربي، في وصف رغيف خبز المحتل المعجون بدمائنا:
هل شعبُكَ المختارُ أمْدَنُ سيدٍ.... أم شعبُكَ المختارُ أمدنُ معتدي؟
أنا لو عصرتُ رغيف خبزكَ في يدي....لرأيتَ منه دمي يسيلُ على يدي !!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العطار والأحزاب
- مصانع إنتاج البلطجية
- نساء يحلمن بالقدس
- رهن العرب في البنك الدولي
- سياسيون راقصون
- الإدانة في وثائقهم السرية
- العرب أعداء الأرشفة
- هل تستعد إسرائيل لحربٍ جديدة؟
- كاميرا ابن الرومي
- حكيم أم سطحي؟
- هل أنت يساري؟
- عميد شعر السخرية
- هجوم بسلاح المربوط النووي
- من مناجم الأشعار
- الانتفاضة العربية
- أدب مضغوط
- من القبائل إلى الغروبات
- صرخة بعث لفاروق جويدة
- غسيل العار
- الفئران وصاروخ القبة الحديدية


المزيد.....




- بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.. مهرجان الأقصر للسينما الأف ...
- دراسة علمية: زيارة المتاحف تقلل الكورتيزول وتحسن الصحة النفس ...
- على مدى 5 سنوات.. لماذا زيّن فنان طائرة نفاثة بـ35 مليون خرز ...
- راما دوجي.. الفنانة السورية الأميركية زوجة زهران ممداني
- الجزائر: تتويج الفيلم العراقي -أناشيد آدم- للمخرج عدي رشيد ف ...
- بريندان فريزر وريتشل قد يجتمعان مجددًا في فيلم -The Mummy 4- ...
- الكاتب الفرنسي إيمانويل كارير يحصد جائزة ميديسيس الأدبية
- -باب البحر- في مدينة تونس العتيقة لا يطل على البحر
- -طاعة الزوج عبادة-.. فنانة خليجية تشعل جدلا بتعليق
- لغة الدموع الصامتة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - عصير خبزك