أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلعت رضوان - الشعريواجه الدكتاتورالمحتمى بعرش السلطة















المزيد.....

الشعريواجه الدكتاتورالمحتمى بعرش السلطة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 21 - 16:46
المحور: الادب والفن
    


بعد ثورة شعبنا فى شهرطوبة هذا العام فكرتُ فى علاقة الأدب بالثورات. وإذا كان البعض يلبس ثوب الثائربأثررجعى رغم تاريخه المعروف المؤيد للسلطة ، فإنّ آخرين واجهوا الحاكم رغم تمترسه خلف أجهزة القمع وهوعلى عرش الحكم ، وكان الشاعرحسن طلب أحد هؤلاء ، فامتلك شجاعة مواجهة الدكتاتورفى وجهه وفى حياته وليس بأثررجعى. بعد الثورة عُدْتُ لديوانه (عاش النشيد) الصادرعن مركزالمحروسة عام 2006. وبعد أنْ قرأتُ الديوان من جديد ، رجعتُ إلى تاريخ الاصدار، زاغ بصرى وأنا أقرأ التاريخ 2006هتف عقلى الحر: لو صدرهذا الديوان بدون تاريخ الاصدار، لقال من يقع فى يده أنه صدربعد يناير2011. فى عام2005مضغ شعبنا الاحباط مكرهًا وهويُشاهد تمثيلية ترشيح مبارك لفترة جديدة. انفعل الشاعرحسن طلب ، فكتب عدة قصائد ، أعتقد أنّ أى عقل حريقرأها سيقول : ها أنت أيها الشاعرعبّرتَ عما فى صدرى . تاريخ كتابة القصائد من أغسطس إلى نوفمبر2005.
يُترجم الشاعرمهزلة الترشح لرياسة لدولة فى قصيدة (نشيد الحرية) فيقول فى البيت الأول (لا مبروكُ بعد اليوم / وليس مباركْ / صَبُحَ الصبحُ / فعمْ صبحًا يا صاح / أنعم بالإصباح/ ونبّه صاحبكَ / وأيقظ جاركْ) ويُنهى هذا المقطع ببيت كما اللحن الصادم (انفضْ عن عينيكَ غباركْ) بعدها يرتفع اللحن كما فى الآلات النحاسية (أبدلْ جلدَ العبدِ / وأبْدِ استنكاركْ / واجعلْ سرّكَ فى الحق جهاركْ) يهدأ اللحن وتختفى الآلات النحاسية ، ويعود الشاعرإلى الآلات الوترية ليضم القارىء إلى مسعاه (أبدًا لن يسعى الضوءُ إليكَ / اسْعَ أنتَ إليه / قاوم صمتكْ.. وانْفِ استهتاركْ / إنكَ إنْ أنتَ صَمُتَّ أذلوكْ / ودقوا فى نعشكَ مسماركْ) يرى الشاعرأنه أبلغ رسالته فيطمئن فيهدأ اللحن ليقول (فتشجّعْ واستجمعْ جأشكَ / وأقمْ أنتَ بنفسكَ- فى وجه الفئة الفاسدة المُفسدة/ جداركْ / لاتتركْ فسلا منهم يتسلق أسواركْ) والشاعرمع أنه يكتب فى نوفمبر2005وليس فى يناير2011، شعربجنين الغضب ينبض فى الوجدان الشعبى فأضاف (وستُصبحْ ما أفْرَطْتَ.. ولافرّطتَ / إذا سلطتّ عليهم إعصارَكْ / قلْ كلمتك الآن.. وبُحْ / صِحْ واغضبْ / وارسمْ واكتبْ / حتى تستنفدَ أقلامُكَ أحباركْ / قلْ كلمتك الآن.. ابدأ واصْبأ / وتوضأ بدماء جروحِكَ) إلى أنْ يقول (واجعلْ كتبكْ : طبّكْ.. والحرية عقاركْ) يتصاعد اللحن كما لوكان الشاعريستشرف المستقبل فيقول (قلْ كلمتك الآن.. أعِدْ فى القول.. وثنّ / ولاتفزعْ.. وازرعْ تجْنِ.. وودعْ (ليْتَ) و(لو) و(عساى) و(لكنى) قل لا للغبنِ.. تمنّ ومنّ.. وأقصِ وأدْنِ.. وغنّ.. ترنّم بالنغم العفْوىّ المتسنّى.. حتى تُنطق باللحن الخالد قيثاركْ) مازلنا فى نوفمبر2005ومع ذلك ينزل التعبير/ المطرقة (الرحيل) الذى دوّى فى سماء مصرفى يناير2011إذْ كتب الشاعر(قلْ لأميرالقطرْ: تأمّرْتَ.. فعُرْتَ.. فبُرْتَ/ وما غيررحيلكَ يُصلحُ فى القطربواركْ) بعد هذا التصاعد اللحنى يعود إلى الهدوء ، فيُخاطب قارئه قائلا (قلْ كلمتكَ الآن وليس غدًا. وأضىءْ للآتين مناركْ/ لاتستفتِ سوى عقلكْ/ وليكن استشعارُكَ معيارَكْ / وتداركْ مافاتكْ / من عَقْديْنِ ونصفِ العقدِ.. تداركْ) ويكون ختام هذا اللحن (وارفعْ صوتك بالحق وقل ْ: ليس بمبروكٍ بعد اليوم.. وليس(مُباركْ) ويتكرراللحن فى البيت الختامى.
ولأنّ العقل الحريمتلك بللورة ألف ليلة وليلة (= القراءة الواعية للواقع) فإنّ الشاعركان يعلم من هوالرئيس القادم فكتب فى قصيدة (نشيد مبروك) : مبروكُ.. مباركْ. أنتَ ستنجحُ لاشك.. ستبقى لسنوات ست قادمة.. فافرحْ وامرحْ.. واستمتع بالسلطة ماشئتَ. ومتّعْ أشبال قبيلتكَ. لاريبَ ستنجح..فليفرح نجلاكَ وسيدة القصر. وليس يُهِمُ إذا حزنتْ مصرُ) ومشروع مبارك بعد أنْ نجح (ستُعيدُ خريطة توزيع التركهْ / ثم تُكافىءُ عيّاريكَ وشُطاركْ / وتُسلط ، بالضبط كما سلطتَ علينا من قبلُ / عساكركَ وأشراركْ) وبعد أنْ كشفتْ البللورة السحرية الواقع ، ماذا نفعل ؟ قال الشاعر (أما نحنُ. فلانملكُ إلاّ أنْ نتأهبَ. كى نتعذبَ.. نحن سنستغرقُ فى غيبوبةِ غمّ دائمةٍ / ولستةِ أعوامٍ قادمةٍ / نتحمّلُ فيها : وزراءكَ.. أرزاءكَ.. أوزاركْ) مع تصاعد اللحن الحزين يقول (سوف تُجدّدُ آلام المصريين / وسوف تُبدّدُ آمالهم العظمى أملا أملا.. وستضيف إلى عللٍ عللا.. وتُضاعف ثروتكَ الكبرى.. وتُحقق مطمعَ أسرتكَ الصغرى) يستمرهذا اللحن الذى جمع بين الحزن والسخط إلى أنْ يقول (مادُمتَ نجحتَ.. فليس يُهمُ إذا رسبتْ مصرُ.. فمبروكُ مبروكُ مباركْ.. وليهتف صِبيانُكَ فى الحارةِ. وليكتبْ غلمانُكَ فى الصحفِ السيارةِ (يامصرمبارك.. مبروك) لكأنكَ صرتَ المصريين وصاروكْ) ويتصاعد لحن الغضب فيقول (فهنيئًا لك.. للغلمانِ وللصبيانِ) ولأنه يعى دورمأسسة الدين أضاف (هنيئًا للشيخِ وللممطرانِ.. هنيئًا للأمريكانِ.. فسوف تظلُ كما كنتَ لهم : تصدعُ إنْ أمروكَ. وتزدجرُإذا زجروكَ.. مبروكُ مباركُ مبروكْ) فى الحركة التالية نجد اللحن يهدأ ليعقد مقارنة بين أيام وأيام فيقول (قبل مجيئكَ كانتْ فى مدخل شارعنا / بضعُ شُجيراتٍ توشكُ أنْ تُزهرَ.. حتى جئتَ.. فأطلقتَ بغالكَ ترتعُ فيها.. وتركتَ حماركْ.. ليتكَ ماجئتَ إلينا.. فأثرتَ سمومكَ فى أوجُهنا.. قُضى الأمر.. فمثلكَ إما ينجح أوينجح / بالبرطلة أوالبلطجة ستنجح.. وبإطعام للفم.. يتلوه إغماضٌ للعين.. بسوط رجال الأمن.. ستنجح لابد وحتمًا. بألوانِ خداعٍ سافرةٍ. وبأصواتِ رعاعٍ وجماهيرَمؤجرةٍ) والشاعريُحدد موقفه من مبارك فيقول (ما كنتُ لأنتخبَ رئيسًا مثلك. فأنا أعرفكَ وأعرفُ أنصاركْ. هم أهل الحلّ وأهلُ العقدِ. ومن عقدين ونصفِ العقدِ. يعيثون فسادًا فى البلدِ.. فكم نهبوا منه وكم سلبوا.. أعرفهم حق العرفانِ.. فمِن ذى الكرش الأعظم.. أوذى العقل المظلم.. حتى المتخنث والمجرم..أعرفهم والناس جميعًا تعرفهم.. خبروهم بالضبط كما خبروكْ.. فكم انتزعوا من لحم الشعب / فما شبعوا / لكن طمِعوا.. فأتوك وقد وضعوا فوق الصدر شعاركْ (مصرُمباركْ) لكأنكَ قد صرتَ الوطن وصاركْ) قد يبدوهذا اللحن الحزين يعزف على أوتاراليأس ، ولكن تأتى الحركة التالية مستخدمة الآلات النحاسية (أنت ستنجح.. لكن بعد غدٍ لابدَ سيُدركُ ليلكَ.. مهما طال العمر.. نهاركْ.. وستُلزم داركْ.. سيمرُالوقتُ.. وتنصرمُ السنواتُ الستُ. ويأتى- لابد وحتمًا- ملكُ الموتِ.. يأتى من يمحوكَ ويمحوآثاركْ.. وستنجابُ جبالُ الغمةِ.. عن صدرالأمةِ.. لن يبقى من تلك الأزمة..غيرالوصمة.. تلحق سائرمن سكتوا عنكَ. ومن نصروكْ.. ستستأنفُ فى درب البغى مساركْ..لكأنى بكَ يوم الفوزجلستَ / وأجلستَ جواركَ سمساركْ) والشاعريقرأ المستقبل من سيناريوالماضى فيُضيف (وابتدأتْ بالطبلِ طقوسُ الحفلِ.. فهذا الشيخُ من الأزهريلعبُ بالدفِ.. وبالصاجاتِ المطرانُ.. وبالطبلةِ هذا الشاعرُمن (أبنود) كم طبّلَ قبلكَ ل (السادات) وكم غنى للثورةِ من قبلُ. وصارالآنَ يبيعُ الشعرَبكيس نقودْ) يعود اللحن إلى الحزن المؤدى إلى الإحباط (ولكن) كما فى القصيد السيمفونى مُتعدد الأصوات ، يبزغ لحن المقاومة المستشرف الأمل فيقول (سيمضى الوقتُ- نعم بالتأكيد- وستكتبُ أنتَ بنفسكَ..خاتمة سُلالةِ حُكامِ العسكرِ.. لابدّ ستُصبحُ آخرَحصرمةٍ فى العنقودْ. وبأيديكَ تجيىءُ نهاية هذا العصرالمنكودْ.. ستتمُ من الأعوام ثلاثونَ.. ولكنْ لن يرثَ الورّاثون.. سينقشعُ الوالدُ.. والمولودْ) الشاعريكتب فى شهرأغسطس2005ومع ذلك كشفتْ له بللورة الخيال المسلح بالمعرفة وبحب الوطن ، عن النبوءة التى تحققتْ فى طوبة / يناير2011ويختتمها قائلا (لن يبقى من تلك المحنةِ.. غيراللعنةِ.. تنصبُّ على ذكراكَ.. وتذكارثلاثينَ من الأعوام السودْ) ويكون اللحن الختامى (هذا اليومُ سيأتى أسْرَعَ مما تتوقعُ.. لاريبَ سيأتيك بما لستَ تحب)
ألايستحق هذا الشاعرأنْ تنتبه المؤسسات الثقافية إلى مجمل أشعاره + رسالته للدكتوراه عن الفلسفة فى مصرالقديمة ، فترشحه لإحدى جوائزالدولة الكبرى ؟ فى عدد صحيفة القاهرة (6/7/ 2010) رصدتُ تجاهل المؤسسات الثقافية للمفكروالمترجم شوقى جلال والفنان والناقد عزالدين نجيب ، وفى عدد 26/4/2011رصدتُ تجاهل تلك المؤسسات للمبدع الكبيرجميل عطية إبراهيم ، وهاأنا أضيف اسم الشاعرحسن طلب ، الذى واجه الدكتاتور وهو متمترس خلف أجهزة قمعه ، ولم يُفكرفى عواقب تحديه وهويدفع بديوانه للنشرعام 2006. وإذا جازتصنيف الديوان بالشعر السياسى ، فإنّ لغة الشعرهى (نوتة) الإيقاع ومخاطبة العقل والوجدان خلفية هذه السيمفونية. فهل تتدارك مؤسسات الترشيح الثقافية تجاهلها ، وتضمه إلى قائمة من يعملون فى صمت ، ولايدّعون الثورية بأثررجعى ، لإيمانهم أنّ الإبداع هوالمُخَلد للمبدع وليستْ الجوائز.
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون البشر مثلثات متطابقة
- معبررفح وأمن مصرالقومى
- حقوق الإنسان والعقوبات البدنية
- إنقاذ الأمة المصرية من حرب أهلية دينية
- الإفراج عن كاميليا أم الإفراج عن العقل المصرى
- الانتقال من الاستبداد السياسى إلى الطغيان باسم الدين
- الكتابة واحترام عقل القارىء
- هل إعدام القتلة والمُفسدين هو الحل ؟
- إرادة الشعوب جمرة نارتحت رماد الاستبداد
- هل الرئيس المخلوع وأسرته فوق القانون ؟
- المستشارطارق البشرى بين المؤرخ والداعية الإسلامى
- حمام - قصة قصيرة
- شتاء الحرية وسقوط أوراق التوت
- مبارة عصرية فى شد الحبل بين الحرية والاستبداد
- إقصاء المختلف يبدأ بالكلمة وينتهى بالقنبلة
- الدكتورجمال حمدان والبكباشى عبدالناصر
- الاعتدال والتطرف فى ميزان المرجعية الدينية
- جامعة الدول العربية بين أوهام القدرة ووقائع التاريخ
- تعليم ضد المواطنة أم أمية تحمى الوطن؟


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلعت رضوان - الشعريواجه الدكتاتورالمحتمى بعرش السلطة