أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - جامعة الدول العربية بين أوهام القدرة ووقائع التاريخ















المزيد.....

جامعة الدول العربية بين أوهام القدرة ووقائع التاريخ


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 17:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعتمد جامعة الدول العربية فى إنفاقها على تنقلات أمينها العام ومخصصاته المالية وكذا رواتب جيش موظفيها على المبالغ السنوية التى تدفعها الدول العربية خصمًا من حقوق شعوب هذه الدول. فهل لهذه الجامعة دورفعال فى حل النزاعات الاقليمية لتحقيق الاستقرارالاجتماعى ، وهل لها دور(فعال) لصالح القضية الفلسطينية فتستحق الاستمرار؟ لعلّ الوقائع التالية تساعد على الإجابة.
بعد أنْ سيطرتْ العصابات الصهونية على فلسطين ، أعدّ مبعوث الأمم المتحدة الكونت فولك برنادوت مشروعًا لتوحيد فلسطين وشرق الأردن فى وحدة من جزأين (عربى ويهودى) ويكون معظم (النقب) للعرب ومعظم (الجليل) لليهود . أما القدس فتبقى ضمن القسم العربى وتوفيرحكم ذاتى للجالية اليهودية. اعترض اليهود على مشروع برنادوت واغتالوه يوم 17/9/48. والمفاجأة التى تُثيردهشة الباحثين هى : لماذا رفضتْ جامعة الدول العربية مشروع برنادوت رغم إيجابياته لصالح الفلسطينيين وفق موازين القوة التى رجحت كفتها لصالح (العصابات الصهيونية) الذين انتصروا على جيوش خمس دول عربية + الجيش المصرى ؟ وما مغزى أنْ يتحد موقف اليهود وموقف الجامعة العربية ضد مشروع برنادوت ؟
ذكرالمؤرخ الفلسطينى عبدالقادرياسين أنّ مثقفين عرب موالين لأمريكا أنشأوا (المكتب العربى) على رأسهم (موسى العلمى) الذى كان محورنشاطه الدعوة إلى التعاون مع الإنجليز والأمريكان. وأوصى مكاتبه- كتابة- بعدم نشرالأنباء والتعليقات التى تسىء إلى الإنجليز والأمريكان. وتجنب كل مايؤدى إلى تشجيع أعمال الجهاد والقوة. المفاجأة (التى تُثيردهشة العقل الحر) أنّ موقف رئيس المكتب العربى تعززبعد أنْ اختارته الجامعة العربية عام 45 مندوبًا لفلسطين فى الجامعة (كفاح الشعب الفلسطينى قبل عام 48- مركزأبحاث منظمة التحرير الفلسطينية- مايو75ص 204، 205) فلماذا اختارت الجامعة العربية هذا الشخص المشبوه الموالى للأمريكان والمعادى للكفاح الوطنى الفلسطينى ليكون مندوب فلسطين بها ؟
ولعلّ غزوجيش العراق لدولة الكويت ، أنْ يُساعد العقل الحرعلى جدوى استمرار الجامعة العربية. فقبل الغزو بشهورملأ صدام حسين الدنيا بتصريحاته (المصحوبة بالتهديد) حول حق العراق فى بعض الآبار البترولية الواقعة داخل الأراضى الكويتية. فهل تمكنتْ الجامعة العربية من حل النزاع (دبلوماسيًا) بين دولتين عربيتين ؟ وبعد الغزو هل استطاعتْ- أو كان لها دوربالأساس- فى منع الدولة الكويتية فى الاعتماد على الأمريكان لطرد الغازى المحتل ؟ وفى هذا السياق كتب أ. سلامة أحمد سلامة ((سارعتْ الكويت- حتى قبل أنْ يصدرمجلس الأمن قراره بشأن العراق- إلى التأكيد على عزمها وضع أراضيها وتسهيلاتها فى خدمة الغزوالأمريكى للعراق)) (أهرام 10/11/2002) وبعد تحريرالكويت ، هل استطاعتْ (توحيد) العرب لمنع احتلال العراق ؟ وإذا كان الخطاب السياسى للجامعة يرى أنّ أمريكا هى الداعم الأول لسياسة إسرائيل التوسعية ، فلماذا لم تتخذ أى إجراء لمنع إقامة القواعد الأمريكية فى دول الخليج العربى ؟ وهل تستطيع الجامعة التدخل فى هذا الشأن ، مع حقيقة أنّ ميزانيتها تُموّل من هذه الدول ؟ وفى هذا السياق ذكروزيرالخارجية القطرية الشيخ حمد بن جاسم أنّ ((على دول الخليج ألاتخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية. ولاتخجل لوجود القوات العسكرية الأمريكية فى المنطقة)) (أهرام 12يناير2004ص 8) وفى نفس العدد كتب أ. سلامة أحمد سلامة ((قال سيف الإسلام القذافى أنّ بريطانيا وافقتْ على تدريب الجيش الليبى فى إطارصفقة تاريخية. ولم يُمانع سيف الإسلام فى منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية قائلا "إننا نتخلى عن أسلحتنا ومن ثم فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا". وقال إنه أقام علاقات وثيقة مع المخابرات الأمريكية والبريطانية. وتساءل أ. سلامة ((المظلة الدولية (الأمريكية) لحماية ليبيا ستكون ضد من ؟ وفى حالة النزاع بين دولتين عربيتين (مثل النزاع بين الجزائروالمغرب وبين العراق والكويت التى تُطالب بتعويضات عن الغزوالعراقى ، والنزاع بين سوريا والعراق بسبب دعم سوريا للبعثيين الصداميين الذين يقتلون الشعب العراقى) فى هذه النماذج (وغيرها كثير) مع من تقف الجامعة العربية ؟ مع الدولة صاحبة الحق ، أم يقتصردورها على (تطييب الخواطر) بالكلام الإنشائى ، بمراعاة أنّ الدولتين المتنازعتين تمولان ميزانيتها ؟ والأكثرفداحة ماذا فعلتْ الجامعة لوقف المخطط الأمريكى لتقسيم العراق إلى ثلاث دول (كردية وسنية وشيعية) وهوالمخطط الذى وافق عليه مجلس الشيوخ الأمريكى يوم 26/9/2007؟ وماذا فعلتْ لوقف ظاهرة (اللاجئين العراقيين) الذين هربوا من جحيم المذابح اليومية وعددهم أكثرمن 4مليون ؟
ينكشف أمرالجامعة فى موقفها من الأقليات العرقية ، فلا يكون لها أى دورفى وقف المذابح التى ارتكبتها الميلشيات العربية (الجنجويد) المدعومة من النظام السودانى ضد شعب دارفور؟ (مقتل أكثرمن 300ألف مواطن دارفورى) هل لأنه يتمسك بدياناته ولغته وثقافته الإفريقية ، وبحقه فى موارده الطبيعية ، وضرورة إقامة نظام علمانى يكون أساس الانتماء فيه للوطن وليس للدين ، أم لأنّ السودان (الدولة) هى التى تُساهم فى ميزانية الجامعة ؟ أم هى كل هذه الأسباب ؟ وإذا كان أهالى دارفورأفارقة وغيرمسلمين ، فلماذا الصمت التام عن مأساة الشعب الأحوازى المسلم الذى يخضع للاحتلال الإيرانى منذ عام 1925؟ ويرفض النظام الإيرانى الاعتراف بحقهم فى استخدام لغتهم العربية. ومعاقبة كل من يتحدث بها فى الشارع. وتفرض عليهم اللغة الفارسية بالإكراه. وهذا الموقف القمعى يُنفذه آيات الله ضدهم (بالضبط) كما فعل الامبراطور رضا شاه البهلوى. والشعب الأحوازى عدده 8 مليون إنسان (عرب سنة) ليس لهم حق المواطنة أوحق الترشيح لرئاسة الجمهورية. وقامت حكومة الآيات باحتلال أراضيهم والاستيطان بها وذلك بزرع كتل سكانية فارسية وشيعية للسيطرة على ثرواتهم الطبيعية. بالضبط كما تفعل إسرائيل مع الفلسطينيين. فهل تعرف الجامعة (العربية) شيئًا عن هؤلاء (العرب المسلمين الموحدين) ؟ وإذا كانت تعرف فماذا قدّمتْ من أجلهم ؟ وإذا كان الرد الدبلوماسى هوأننا لانملك التدخل فى الشأن الإيرانى الداخلى ، فلماذا تصمت على دورسوريا التى تتولى تسليم المناضلين الأحوازيين للحرس الثورى الإيرانى لمواجهة أحكام الاعدام أوالاعتقال ؟ (د. أحمد أبومطر- الخطرالإيرانى : وهم أم حقيقة- شركة الأمل للطباعة- عام 2010ص 47)
وماذا فعلتْ لوقف احتلال سوريا للبنان منذ عام 1976؟ وبعد أنْ نجح الشعب اللبنانى فى طرد المحتل السورى كتبتْ الكاتبة نادية عيلوبى ((سوريا التى أغاظها نجاح الانتفاضة اللبنانية فى معركة الاستقلال التى نجحت فى طرد قوات الاحتلال السورى من لبنان ، ظلتْ تُحيك المؤامرات ضد هذا البلد ، بل إنها ظلتْ تتحين الفرص من أجل الانتقام من لبنان الحر والمستقل ، ولم تجد أداة أفضل من عملائها لخوض غمارهذا الانتقام الذى جاء على يد حزب الله)) (دراسة فى كتاب حزب الله- الوجه الآخر- المكتبة الوطنية بالأردن-عام 2008ص 60) فلماذا غاب دورالجامعة العربية طوال سنوات الاحتلال السورى للبنان ؟ والنظام السورى الذى يرفع شعار (فلسطين حرة) ماذا كان موقفه من الفلسطينيين الهاربين من جحيم العراق ولجأوا إلى الحدود السورية ؟ فتحتْ سوريا حدودها ودخل 90لاجىء فلسطينى فقط ثم أقفلتْ الحدود نهائيًا وبقى المئات عالقين على الحدود السورية العراقية. وكان تعليق الكاتب الفلسطينى د. أحمد أبومطر ((لقد استغل النظام السورى معاناتهم لبعض الوقت عبرتصريحات فلسطينية مجاملة لدوره القومى الإنسانى ، ثم عاد لدوره المعروف عنه)) (إيلاف 16يوليو2006) فلماذا لم تتدخل الجامعة العربية لدى سوريا لإنقاذ باقى الفلسطينيين ؟ وإذا كان رد النظام السورى برفض التدخل ، فما أهمية وجود الجامعة أصلا ؟ وفشلها تقدمه وقائع عديدة منها ما كتبه أ. سلامة أحمد سلامة ((أعلن عمروموسى أنه حقق تقدمًا لإقامة حكومة وحدة وطنية والتمهيد لإجراء انتخابات رياسية فى لبنان. وبعد ساعات قلائل يُعلن فشله)) (أهرام 28/6/2007) وماذا فعلتْ الجامعة عندما قتل فلسطينيون مصريين داخل حدود مصر؟ وماذا فعلتْ إزاء الحمساويين الذين يتهمون السياسة المصرية الرسمية بتنفيذ (أجندة إسرائيلية أمريكية) ؟ فهل بعد كل هذه الوقائع المذكورة على سبيل الأمثلة فقط ، يجوزاستمرارنزف أموال الشعوب العربية على هيكل ورقى ؟ ولنستمع للمؤرخ طارق البشرى الذى ذكرأنّ بريطانيا استهدفتْ بناء كيان تُسيطرعليه وحدها ، تقوم على أساس دعم الحكومات الاستبدادية فى المنطقة وجمعها من خلال الجامعة العربية (الحركة السياسية فى مصر45/1952دارالشروق ط 2 عام 83 ص 283) وصدق أ. جلال عامرفى قوله الحكيم ((منذ قرّرسيّاد برى إدخال الصومال فى الجامعة العربية ، ضاعتْ الصومال)) (جريدة القاهرة- 6/2/2007ص 23) .
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليم ضد المواطنة أم أمية تحمى الوطن؟


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - جامعة الدول العربية بين أوهام القدرة ووقائع التاريخ