معارك مبارك الأخيرة

نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

معارك مبارك الأخيرة د/ نصار عبدالله
من موقع الإعتزاز والفخر والتقدير لكل من كان لهم شرف الإنتماء يوما ما إلى قواتنا المسلحة المصرية، وبوجه خاص أولئك الذين شاء لهم قدرهم أن يخوضوا واحدة من أمجد معاركها وأعنى بها معركة أكتوبر 73، من هذا الموقع فإننى أطالب الرئيس السابق محمد حسنى مبارك بألا يرحل عن مصر وأن يبقى فيها إلى أن يموت على أرضها ويدفن فى ترابها كما وعد فى خطابه المؤثر الذى ألقاه مساء الثلاثاء 1فبراير،.... أطالبه أن يبقى ـ على الأقل ـ لكى يخوض معاركه الأخيرة، ومن بينها معركة الدفاع عن ذمته المالية (إن كان لديه بالفعل ما يدافع به عنها )،... إننى أطالبه أن يواجه بشجاعة الجندى المقاتل (الذى يفترض أنه مازال كامنا فى أعماقه) أن يواجه ما تردده بعض المصادر من أن ثروته تبلغ 3مليار دولار ( أى ما يوازى ثمانية عشر ألف مليون جنيه مصرى ) فى حين ترتفع بها مصادر أخرى إلى 70مليار دولار أى ما يقرب من نصف تريليون جنيه مصرى !، أطالب سيادته أن يتقدم فورا إلى الجهات المعنية بما لديه من الأدلة والمستندات التى تبين حقيقة مالديه هو وأفراد أسرته من الأموال وطبيعة مصادرها على وجه التحديد ، فإذا ما أفلح سيادته فى أن يثبت أن ما يتردد فى هذا الخصوص لا أساس له من الحقيقة فإن كل من ساهم فى نشر هذه المعلومات، بل إن كل من صدقها أو مال إلى تصديقها سوف يكون مدينا له بالإعتذار، وسوف يكون مبارك بذلك قد انتصر فى معركة استرداد الكرامة والإعتبار ، وأهم من ذلك فإنه يكون قد دعم موقفه القانونى والأخلاقى فى معركة أخرى أخطر تتمثل فى ذلك الإتهام الذى يوجهه إليه البعض حاليا فى الشارع المصرى ( وهو اتهام قد يكون صحيحا وقد لا يكون ) ، وأعنى به ذلك الإتهام المتمثل فى أنه قد أصدر أوامره منذ اللحظات الأولى بإطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين وهى الأوامر التى تردد فى بعض المنابر الإعلامية أن القوات المسلحة رفضت تنفيذها بينما نفذتها عناصر معينة فى الشرطة ،... إن إفلاحه فى إثبات براءة ذمته المالية ( لو أفلح ) سوف يكون له أثر كبير على صورته فى الإتهام الآخر المتمثل فى أنه هو الذى أمر بإطلاق النار ،.... ذلك أنه وإن كان إطلاق النار على متظاهر سلمى جريمة نكراء فى كل الأحوال ، إلا أن هناك فارقا كبيرا بين من يأمر بإطلاق النار دفاعا عن مصلحة عليا للوطن، يتوهمها أو يؤمن بها ، وبين من يأمر بإطلاق النار دفاعا عن أموال منهوبة يقتنيها أوثروات مسروقة يكتنزها ، ... إن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك هو الآن بين خيارين : إما أن يسكت ولايرد فيكون بذلك قد ساهم فى تأكيد ما يتردد حول حجم ثروته هو وأسرته، ويكون بذلك قد ساهم أيضا وهذا هو الأخطر فى تأكيد الإتهام بأنه قد أمر بإطلاق النار على المتظاهرين دفاعا عن الأموال التى قام بنهبها من الشعب المصرى ختى لا ينكشف أمرها، وفى ظل هذا الإحتمال فإن الأجهزة المعنية فى النظام السياسى الجديد قد تجد نفسها تحت الضغط الشعبى مضطرة إلى التحفظ عليه وتقديمه إلى المحاكمة ، ...وإما أن يبادر هو طوعا إن كان واثقا من برائته إلى خوض معركته والدفاع عن نفسه أمام الرأى العام على الوجه الذى أوضحناه فى بداية هذه السطور. ثم يبقى بعد ذلك خيار ثالث وهو أن يختصر الطريق فيبادر بأن يعلن بأنه هو وأفراد أسرته يتنازلون عن كل ما يملكون داخل البلاد وخارجها إلى أبناء الشعب المصرى، ثم يتبع هذا الإعلان بوضعه عمليا موضع التنفيذ ،... أظن أن مثل هذا القرار هو المحك الحقيقى الذى نستطيع من خلاله أن نقرر إن كان الرئيس مبارك يمتلك من الشجاعة ما يتناسب مع الأوصاف التى كثيرا ما وصفه بها إعلامه الرسمى الذى كثيرا ما أضفى عليه وصف البطولة .
[email protected]

#نصارعبدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات