أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جعفر المظفر - المسلمون في الغرب.. الخطر الساطع آت















المزيد.....

المسلمون في الغرب.. الخطر الساطع آت


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11 - 19:18
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لاشك أن المقالات والدراسات التي تعالج قضية المسلمين في الغرب صارت كثيرة, وفيها ما هو جدي ومفيد ومقنع, لكن الكثير منها يبقى في حدود التنظير والحوار المغلق, فهي لا تحقق بالتالي هدفها ولا تأتي ثمارها.
في المقابل. هناك تزايد كبير في أعداد المسلمين الذين يلجئون للغرب الذي يستقبلهم بدوره ويوفر لهم الاحترام ولقمة العيش والسكن والضمانات الصحية والتعليمية, لكن ذلك الموقف الكريم, في العديد من الأحيان, غالبا ما يؤدي بدوره إلى تداعيات سلبية. فكثيرا ما يستطيب الإنسان المهاجر حياته الجديدة, لأنها وفي أكثر جوانبها, لا تقارن بما كانت عليه في وطنه حتى في أيام الخير والاستقرار, لذلك فهو لا يجد في نفسه الرغبة للعمل, والذي هو دون أدنى شك, الوسيلة الأساسية التي تحقق له اقترابا سريعا واندماجا معقولا مع المجتمعات الجديدة التي يجب أن يتفاعل معها ويندمج بها.
إن بقاء المهاجر متنعما بالمساعدات الضمانية على مختلف وجوهها يجعله غير معني بكسر القيود والحواجز المادية والثقافية التي تفصل بين مجتمعه القديم والجديد, ولا تتوقف مضار ذلك عليه شخصيا وإنما تنتقل إلى محيط أسرته لتكوين بؤرة غير صحية, وسيكون أول ما يتعرف عليه أطفاله هو القدرة على التعايش غير المنتج مع المجتمعات الجديدة وحتى التحايل أيضا على القوانين وروح الثقة التي تأسست على تراكمية قيمية خاصة بتلك المجتمعات, وحيث لا تواصل معها من قبل المهاجر صاحب الثقافة المختلفة والقيم النقيضة.
على الجانب الآخر قد يبدو الخطر أشد. فالمجتمعات الغربية, ونتيجة لتصاعد وتائر الهجرة من جهة, ودخول هذه المجتمعات في أزماتها الاقتصادية الخانقة من جهة ثانية, وما خلقته أو ما استدعته من أعداء جدد بعد انهيار الإتحاد السوفيتي, والتي دفعت بالإسلام لكي يكون على خط المواجهة كبديل للشيوعية, وذلك بدفع من قوى ذاتية متخلفة ومجرمة هي القاعدة ومن يرفدها من التكفيريين السلفيين ومن السياسيين الإستخداميين على الجانب الإسلامي من كل المذاهب, وبأعمال مهما بدت متخاصمة فهي متجانسة التأثير, ومن القوى الأجنبية العنصرية المعادية على الجانب الآخر: التي ترى أن صعودها من جديد داخل مجتمعاتها الإنسانية التي رفضت التعصب وقطعت شوطا بعيد في تحقيق التحولات الإنسانية النقيضة للفكر العنصري إنما يرتبط بتصاعد التعصب على الطرف الإسلامي وقد يستوجب استدعاءه والعمل بكل الوسائل الممكنة على تنشيطه من أجل استخدامه لتنشيط الضد النوعي.
في بداية الأمر وقبل أن يتزايد عدد المهاجرين إلى أوروبا, وفي بدايات الرخاء الأوروبي, كانت أوروبا وأمريكا ذاتها تشهدان تطورا أخلاقيا سريعا بعد انتصاراتها الرائعة على الفكر النازي العنصري, وتضيفان بنودا دستورية وقانونية, وتقودان حملة رفيعة من أجل حقوق الإنسان, تدعمها متغيرات اجتماعية واقتصادية في عمق العملية الإنتاجية, مضافا إليها تلك القوانين المناعية التي أوحتها صيغ المجابهة مع العدو السوفيتي المركزي, والتي تقوم على الضمانات الصحية والتعليمية وتحديد مستويات معيشية ملائمة. كل ذلك ساعد هذا المجتمع على أن يعيش فورة إنسانية عارمة وسريعة لإنتاج أخلاقيات وثقافات كانت قد صبت سريعا في صالح المهاجرين, فلم يشهد أولئك سوى الترحيب بهم واحتضانهم.
علينا أن نفهم إذن إن الحياة التي يعيشها المهاجرون في المجتمعات الأوروبية في هذه المرحلة هي نتاج لمراحل رخاء أوروبي وأمريكي سابق ما عاد بالإمكان استعادته بشكل سهل.
أما اليوم فقد تغير كل شيء بشكل دراماتيكي وسريع. من جهة انتهى الإتحاد السوفيتي, وببنما كان الإسلام يلعب دور الحليف المرغوب ويعيش شهر عسل مع دوائر الفكر والأمن الغربيتين, فإذا به وقد نقلوه إلى الجهة النقيضة. هذا بدوره قد بدأ يخلق قاعدة تناقضية متسعة داخل المجتمعات الغربية وينقل الإسلام من موقع إلى آخر يتحرك على خط التناقض, ويعجل ذلك تصاعد العمليات الإرهابية, ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية فإن عقد الوضع السياسي لهذه البلدان قد عجل من احتدام تلك التناقضية وليجعل انهيار علاقات الود أمرا متوقعا.
كالعادة, تؤسس الأزمات الاقتصادية لتصاعد سلوك السايكوباث النفسي والسياسي. الجريمة الاجتماعية في الداخل تتصاعد وكذلك وثائر الانحراف الأخلاقي.
على الصعيد السياسي, تكون الأزمات الاقتصادية الحادة مجالا لتراجعات على صعيد الثقافة الإنسانية التي أنتجتها مرحلة الازدهار. التجربة النازية في ألمانيا أنتجتها تجربة ديمقراطية في ظل تراجعات اقتصادية خطيرة مكنت الحزب النازي على امتلاك قدرة المبادرة. في مرحلة الأزمة الثلاثينية من القرن الماضي كان التأثر أمريكيا لصالح قوى العنصرية واليمين الذي قاده مكارثي والذي أنتج قوانين عنصرية واضطهادية يسخر منها المجتمع الحالي. في ألمانيا الآن, ونتيجة لتداعيات الأزمة الاقتصادية يتقدم اليمين العنصري بقوة وبسرعة لكي يحتل له مواقع كثيرة ومؤثرة في مؤسسات القرار التشريعي والتنفيذي.
على نفس المستوى في السويد. اليمين الذي لم يكن قد حصل في السابق على مقعد واحد في البرلمان وها هو يحصل دفعة واحدة على عشرين مقعد. السويد ذاتها قد تصلح لقياس حدة التغيير, فهي ليست مثل أمريكا. هذه الأخيرة ما زالت لحتى هذه اللحظة دولة, أو لنقل مجتمع تحت التكوين, بمعنى قدرة نظامها على إبقاء التغيرات الكبيرة مفتوحة على مصراعيها. والتأثير لم يأتي بفعل نظام السوق وحده وإنما لأن دور أمريكا السياسي والعسكري كقطب وحيد كان وضعها أمام سباق بين المتغيرات التي يجب أن تلاحق قانونيا من أجل خلق حالات التناغم بين القديم, الذي لم يستقر بعد, وبين الجديد الذي يدخل على الخط بسرعة وتأثير.
هناك إذن حركة يومية تفاعلية يرافقها إنتاج لأفكار جديدة من شأنها أن تضيف على, أو تستبدل, بعض القديم, مما يعرض المجتمع إلى متغيرات سياسية غير متوقعة. حزب الشاي مثلا, الذي افلح في آخر انتخابات تكميلية على أن يغير خارطة مقاعد الكونغرس بستين مقعد لصالح الجمهوريين كان قد ساعدته على ذلك الأزمة الاقتصادية العاصفة التي يمر بها الداخل الأمريكي.
قبلها لم يكن أحد يسأل عن ملايين المكسيكيين المهاجرين اللاقانونيين الموجودين في البلد ولم يكن هناك من يلاحقهم. لقد كانوا جزء مرغوبا من قبل سوق جائع إلى عمالة رخيصة, وكانت الحاجة إليهم قد استدعت التغاضي عن القوانين التي تتحكم بالهجرة غير المشروعة, لكن ذلك قد تغير الآن, فالأعداد قد أصبحت هائلة والوضع لم يعد على ما يرام, لذلك صار الاحتدام شديدا بين أفكار وأخرى مضادة كان لها أن تنتج نظريات وقوى لم تعد تتعامل من موقع الرضاء مع الوجود الأجنبي في البلد.
ومن حين لآخر ترتفع أصوات أو تنشأ أحداث تنذر بأن القادم أعظم. وإن أول ما سيأكله ذلك القادم هي تلك القوانين التي تأسست في وضع الراحة والتي منحت الأجانب والمهاجرين وضعا جيدا من النواحي الاقتصادية والإنسانية.
وألآن فإن ما من أحد بمقدوره أن ينكر أن القوى اللبرالية والتقدمية في المجتمعات الأوربية والمجتمع الأمريكي باتت تتحرك من موقع الدفاع, ومع تفاقم الأزمات الاقتصادية وازدياد حدة التوترات المتأسسة على محاور ثقافية وحضارية ودينية فإن الوجود الإسلامي في الغرب سيكون في مقدمة من سيتأثر.
نحن إذن نحتاج بدءا إلى إدراك الخطر القادم وإلى وضع البرامج والخطط من أجل التخفيف من صدمته.
وهذا الخطر قادم قادم لا محالة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الجرائم ضد المسيحيين
- السرقة بين عهدين.. الصحراوي والخضراوي
- نحن شعب لا يستحي.. ولكن, هل تستحي أنت
- وهل هناك بعد عبادان قرية
- لاء الحسين و لاء صدام بن حسين
- أسانج المُغْتَصِب.. أسانج المُغْتصَب
- في بيتنا... أسانج
- وقفة رابعة مع شهداء الكنيسة
- لو كان يدري ما انتصر
- من أزمة الحكومة إلى الحكومة الأزمة
- هل كان الحكم الملكي طائفيا – 4
- فاز المالكي بخصمه لا على خصمه
- في كنيسة النجاة... هل كانت إسرائيل هناك ؟!
- إرهاب وسباب وأسباب
- جريمة الأحد.. هذا ما تريده القاعدة
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. الشيعة بين فقه الدين و ...
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. صديقك من صَدَقَكْ..(2)
- تقارير ويكيليكس ونظرية المؤامرة
- هل كان الحكم الملكي في العراق طائفيا
- عن بلجيكا والعراق


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جعفر المظفر - المسلمون في الغرب.. الخطر الساطع آت