أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي شايع - لِتُقرع الأجراس لأجل الصحافة














المزيد.....

لِتُقرع الأجراس لأجل الصحافة


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3189 - 2010 / 11 / 18 - 14:24
المحور: الصحافة والاعلام
    


قالت الأخبار إن محكمة في شمال السعودية حكمت في السادس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 2010 على الصحفي فهد الجخيدب مراسل صحيفة الجزيرة، بالجلد العلني، والحبس شهرين، بتهمة التحريض، لأنه كتب عن الغضب الشعبي إزاء انقطاعات الكهرباء، في مدينة من مدن البترول العربية، وحكوماتها الأغنى - نهباً – في كل العالم، وكانت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) قد وصفت الحكم بالجائر في بيان صدر مؤخراً، مشدّدة في سابق انتباه إلى تدهور أوضاع الصحفيين في بلد لم يصادق - إلى الآن - على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الموثّق فيه جميع الحقوق الضامنة للإنسان، وفق القانون الدولي، كحقه في حرية التجمع السلمي وحرية التعبير.
المحزن إن السعودية تخرق القانون وتزيف الوقائع عبر منظومة قضائية مسيّسة بعقائديات وبدائية مخجلة، فالحُكم الصادر بحق الجخيدب ورد فيه أن يتلقى 25 جلدة علناً أمام شركة الكهرباء، وعلى مرآى من الجمهرة. وهذا يعدّ تنكيلاً ما بعده تنكيل، إلا أن تؤخذ شهادات 45 شخصاً من شهود المدينة، شهدوا أثناء محاكمته؛ بالأضرار والخسائر التي لحقت بهم على مدار 15 عاماً بسبب غياب الكهرباء المستقرة، وكيف أن مدراء شركة الكهرباء تجاهلوا مطالباتهم بتحسين الخدمة. التنكيل الأشدّ أن تحسب شهادات هؤلاء دليلاً على تحريض الصحفي (الجخيدب ) الناس وتشجيعهم على التجمهر. حتى كأن التجمهر والاحتجاج ،ليسا من مناسك الحج والتقديس، ما دام يفتش كلاهما عن حق؛ شخص يجده في إله، وآخر يبحث عنه في استرداد حق سليب، ينغص عليه راحته وهناءته. فالكهرباء مستحق إنساني كالغذاء و كالهواء والماء لأي مواطن مادام له حق في خيرات بلاده، خاصة إذا كانت من بلدان ينابيع النفط الدافق تيهاً وسراب.
منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) قالت إن الموضوع الذي كتبه الجخيدب وصف مصاعب يتعرض لها سكان مدينة قبة السعودية جراء انقطاع الكهرباء المتكرر، وظهر تقريره في صحيفة الجزيرة بعنوان: "سكان (قبة) يتجمهرون لطلب الكهرباء". وأكّدت أن الموضوع لم يضمّ أي دعوة للتحرك، بل اقتصر على وصف الاحتجاج ومطالب المتظاهرين. ونقلت المنظمة نصاً من التقرير ورد فيه :" تجمهر مئات المواطنين أمام وحدة الكهرباء بقبة مطالبين الشركة بإصلاح وضع الكهرباء في بلدة قبة حيث الأعطال المتكررة التي تسببت في إتلاف الأجهزة الكهربائية للمنازل والخسائر المادية للمحلات التجارية وإعلان حالات الطوارئ لأهل المرضى وخاصة الأطفال وكبار السن المصابين بالربو"..من يقرأ النص السابق سيجد إن الصحفي وصف وقوف أناس يطالبون بحقوقهم، التي تسلب منهم ويسبّب فقدانها مشاكل لهم، ونقل معاناة أناس مرضى وكبار في السن، وأطفال، ولم يحرّض على التجمهر. ومع هذا كان مصيره أن يحشر الناس ضحى ليشاهدوه مجلوداً، وفي ذات المكان؛ أمام الدائرة الحكومية التي شهدت مظاهر الاحتجاج، ليكون عبرة لمن يعتبر، فالتجمهر محظور إلا لتُرى فيه مشاهد وأهوال أدواتها السيف والعصا. ولا تجمهر لغير ذلك..ولا تغطية صحفية يمكن أن توثّق لاحتجاج، فالأمر للدولة والسيف والعصا..فها هو صحفي يُجرجر ولو كانوا سيثبتوا عليه بالفعل تهمة التحريض لعملوا السيف برقبته، لكنه حوكم تعسفاً وتنكيلاً بالصحافة، وتحجيماً لصوتها الحر. فإلى مَ تحكم الصحافة بهذه الأقدار، وكيف تغالط الدول الكبرى ذات النفوذ نفسها، وتغض الأنظار عن تلك الفضائع، دون أن تُقرع الأجراس بإعلان الطوارئ الإنسانية القصوى لأجل ذلك؟.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك للمعارضين أيضاً!
- الزواليون
- أرْغْنُ سيِّدَة النجاة
- قرض المريض وقرظه!
- إن سعيكم لشتى!
- انتصار إنساني
- كلّه قبر مالك
- نقص القادرين
- علاج المدمن .. مهمة الدولة
- آثارهم!
- نبرة اليمين..تشدّد واقع
- سعادة العمل
- في العراق..كلّنا طبيب نفسه!
- كتابة للنسيان
- إرهاب الدواء في العراق!
- طائر التمساح!
- جدل بيزنطي
- المعارض الايجابي
- المحكمة الإعلامية
- خطوات لتحجيم القاعدة


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي شايع - لِتُقرع الأجراس لأجل الصحافة