|
كلنا طل الملوحي
ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3128 - 2010 / 9 / 18 - 11:33
المحور:
حقوق الانسان
لا يفعل التعاطف مع قضية الشاعرة السورية طل الملوحي المعتقلة خلف جدران الاستبداد ، شيئاً لحل قضيتها العادلة في الحرية والحياة ، فلا بد من وقفة مع النفس أولاً ، وسؤالها بكل جرأة ، إلى متى سنبقى أسرى الظلام والاستبداد والديكتاتورية ؟. بالأمس القريب كنا أسرى قانون الطوارئ ، وغداً نصبح أسرى الطائفية ، فإلى متى سيظل الإنسان يفتك بأخيه الإنسان ، لمجرد الاختلاف بالرأي ؟. نحن اليوم ، كلنا طل الملوحي ، فقضيتها العادلة قضيتنا جميعاً، وحقها في الحرية ، لن يثني أصحاب الضمائر الحية والقلوب الشجاعة إلى طرق كل الأبواب ونزع حجب الخوف والرعب ، فالعالم لازال يناضل دفاعاً عن المرأة وحقها في الحياة المتساوية مع الرجل ، والنظام السوري يوغل في اعتقالها وتعذيبها وحرمانها من أبسط الحقوق . هل يوجد نظام في التاريخ ، يمنع الزيارة والتواصل مع معتقلة بعمر الزهر، مثلما يفعل النظام السوري الآن مع المدونة طل الملوحي ذات التسعة عشر ربيعاً ، والتي لا يعرف ذويها ولا العالم عن مصيرها شيئاً ؟ . إن المعتقلة طل الملوحي التي انقطعت أخبارها عن العالم ، فيما يشبه الخطف من أحضان الحياة ، لم تكن أول معتقلة ولن تكون آخر معتقلة ، فمسلسل الاعتقالات مستمر، طالما استمر نظام الاستبداد بحكم سورية ، وطالما استهتر النظام بحياة الإنسان السوري وكرامته وحريته في سبيل تثبيت عروش سلطته وإدامة استبداده على حساب حرية الإنسان . غير أن عصر التعتيم والتجهيل والتضليل على أذهان الشعب ، ولى إلى غير رجعة ، وأن شعارات " الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة " سقطت مع أول صفعة من سوط جلاد طائش ، ومع أول صرخة ألم صدحت بها حناجر المعتقلين. إن كل صرخة ألم أطلقتها طل الملوحي ، في زنزانة التعذيب وغرفة التوقيف ، وكل عسف وإرهاب مارسه الجلادون المستبدون ، يجعلنا نتساءل عن أي ذنب اقترفته ، وأي تهديد شكلته على أمن النظام ؟ هل دفاعها عن فلسطين يستدعي كل هذا العسف ، أم أن حبها لوطنها المكلوم أزعج المستبدين وقض مضاجع حكمهم ؟. كما أن الغموض الذي يكتنف قضيتها ، وتضارب الأنباء حول مصيرها ، يضع النظام السوري أمام مسؤوليته الجسيمة ، إزاء أي أذى تعرضت له خلال فترة اعتقالها ، ويكفي الأذى الكبير الذي سببه النظام ، جراء حرمانها من التقدم لامتحانات الثانوية العامة لدورتين متتاليتين ، قبل اعتقالها وأثناءه . إن استهتار النظام السوري بحياة الإنسان وكرامته ، لن يمر من الآن فصاعداً ، دون مساءلة أو محاسبة ، مهما بلغ حجم تواطؤ وتخاذل بعض الدول الساعية لتأمين مصالحها ، على حساب مبادئها الأساسية في الدفاع عن حقوق الإنسان . فعصرنا اليوم ، هو عصر حقوق الإنسان ، الذي طالما ضربت به بعض النظم المستبدة عرض الحائط ، وما كان خفياً مضللاً بالأمس ، بات مكشوفاً اليوم أمام الرأي العام . إن أولى أشكال المساءلة ، التي لم يعتد عليها النظام السوري من قبل ، ولم يكن يتوقع حصولها على الإطلاق ، تجلت في الدعوة المفتوحة للاحتجاج السلمي أمام سفارته في وسط القاهرة ، بمشاركة الفعاليات المصرية والعربية والأجنبية المختلفة تضامناً مع قضية طل الملوحي ، طالما كان ذلك متعذراً حصوله في دمشق بفعل القبضة الحديدية التي تحكم سورية ، وحالة الرعب والخوف التي تنتاب الشارع السوري منذ أربعين عاماً . إن مشاركة الفعاليات في عواصم مختلفة من العالم ، ودفاعها عن معتقلي الرأي والضمير في سجون النظام السوري ، توجب على الأخير ، فهم رسالتها الاحتجاجية بالإفراج العاجل وغير المشروط عن كل المعتقلين الذين جرى اعتقالهم ومحاكمتهم بلا ذنب أو جريرة أمام محاكم تفتقر إلى الأساس القانوني لأي قضاء مستقل ، وإلا فأن ميزان العدالة الدولية لن يتساهل بعد اليوم مع أي نظام كان . إن قضية المدونة السورية المعتقلة في زنانين النظام السوري، والمصير الغامض حول اختفائها القسري ، لما يقرب من العام ، يجعلنا نقول كلنا طل الملوحي .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماهية العقل الإسلامي
-
إسرائيل تحاسب نفسها
-
بين عقلانية العرب وإسرائيل
-
لسنا بحاجة إلى العلمانية !
-
منع النقاب في سورية : ماذا عن الطائفية ؟
-
جاهلية الإسلام أم جاهلية العرب ؟
-
العلمانية ليست نقداً للدين
-
لماذا يبدع العرب في إسرائيل ؟
-
أحقاً اهتزت صورة إسرائيل ؟
-
الطائفية في سوريا : رؤية من الداخل
-
الإسلامافيا
-
العلاقات الكوردية المصرية : آفاق المستقبل
-
في تأمل طائفية النظام السوري ونقدها
-
نقائض الطائفية في سوريا
-
وقفة مع طائفية النظام السوري
-
طائفية (الوطني) ووطنية (الطائفي) في سوريا
-
علاج الطائفية حاضراً ومستقبلاً
-
تاريخ الطائفية في سوريا
-
هل الطائفة العلوية آثمة ؟
-
الطائفية السورية كتاريخ سياسي لا مذهبي
المزيد.....
-
شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق
...
-
الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
-
صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر
...
-
اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين
...
-
يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس
...
-
إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
-
التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
-
غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ
...
-
شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال
...
-
الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|