|
هل حلال للأتراك و حرام على المصريين ؟
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3119 - 2010 / 9 / 8 - 12:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها للنقد لتأييدي التعاون المتوسطي ، فقد سبق أن تعرضت للنقد ، أو اللوم ، من قبل ، و تحديدا منذ أكثر من عامين ، بعد أن نشرت عدة مقالات تدعم الفكرة ، و تقدم تصورات لما نتطلع إليه كشعب جنوب متوسطي من ذلك التعاون ، في ميادين حقوق الإنسان ، و التجارة ، و السفر ، و الضرائب ، و التعليم ، و الثقافة . هذه المرة سأقوم بالرد . أولا : لا أرى أي رابط بين التعاون المتوسطي و ساركوزي ، فالتعاون المتوسطي أقدم من ساركوزي بكثير ، إنه من جزء من التاريخ الحضاري لكافة شعوب المتوسط . و حتى الاتحاد من أجل المتوسط ، لا يجب ربطه بساركوزي ، أو بأي شخص ، أو أشخاص ، لأن الاتحاد المعني هو هيئة ، و يجب أن ننظر لها ، و نتعامل معها ، على إنها أكبر من أي شخص ، أو أشخاص ، تماما كما أن الاتحاد الأوروبي أكبر من أن يربط بشخص ، أو أشخاص ، و لقد تعاملت مع الاتحاد من أجل المتوسط ، في مقال : برغم ذلك سندعم الاتحاد من أجل المتوسط ، من هذا المنطلق ، فمن السهل ملاحظة أن نظرتي إليه كانت بعيدة المدى بما يتجاوز النظام القائم حاليا في مصر ، و بالتأكيد بما يتجاوز أي شخصية سياسية في دولة ديمقراطية مثل فرنسا ، الفيصل فيها للبقاء في الحكم هو صندوق الإقتراع ، و الدستور . الاتحاد من أجل المتوسط ليس اتحاد ساركوزي ، و ساركوزي إن لم تكن تعجبنا بعض سياساته - و أنا شخصيا سبق أن إنتقدته مرارا ، مثل في مقال : ساركوزي يواري فشله بالبوركا ، أو البرقع ، و مقال : البوركا الساركوزية لم تكن سابغة بما يكفي ، كما سبق أن أنتقدت بعض سياساته في أفريقيا - إلا إننا لا يمكنا أن ننكر أن له الفضل في تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط . نظام آل مبارك سيذهب ، و ساركوزي بالتأكيد سيذهب ، إن لم يكن بعد فترة رئاسية واحدة ، فبعد إنقضاء فترتين ، أما الاتحاد من أجل المتوسط فيجب أن يبقى ، و ينمو ، و يتطور . ثانيا : كون الاتحاد من أجل المتوسط بشكله الحالي لا يفي بتطلعاتنا ، فإن ذلك لا يعني أن ننفض أيادينا منه ، و قد كنت واضحا في هذا الشأن في مقال : برغم ذلك سنظل ندعم الاتحاد من أجل المتوسط . ثالثا : لماذا يجب أن تلام مصر ، أو شعب المصري ، عند التطلع للتعاون مع أوروبا ، أليس الإنضمام للاتحاد الأوروبي هو حلم تركيا المسلمة ؟؟؟ لماذا لا تلام حكومة حزب العدالة و التنمية التركية ، التي تتفاوض بهمة لم تعهد في الحكومات العلمانية السابقة عليها ، من أجل الإنضمام للاتحاد الأوروبي ؟؟؟ أن أي مراقب للوضع الداخلي التركي من السهل عليه أن يلاحظ أن كثير ممن يعارضون الإنضمام للاتحاد الأوروبي ينتمون للتيار الأتاتوركي ، بينما معظم مؤيدي حزب العدالة و التنمية من أنصار الإنضمام للاتحاد الأوروبي . و حتى لمن ربما يقول : ان حكومة أردوغان مرغمة ، لأنها ورثت الموقف ، و إنه لا سبيل أمامها سوى إستكمال التفاوض ، أرد عليه : و ما الذي يرغمها على الإستمرار في السعي للإنضمام ، أليس هو ضغط الشعب التركي الذي سبق و أن أتى بتلك الحكومة للسلطة ؟؟؟ الشعب التركي ، الذي أتى بحكومة حزب العدالة و التنمية للسلطة ، و يبقيها فيها للأن ، هو أيضا الذي يتلهف على الإنضمام للاتحاد الأوروبي ، و أنا متأكد من أن الشعب المصري أيضا يؤيد التعاون المتوسطي - الأوروبي ، خاصة بالشكل الذي سبق طرحه في التطلعات المستقبلية لذلك التعاون ، لأن ذلك التعاون يصب في مصلحتنا في المقام الأول . فهل الإنفتاح على أوروبا حلال للأتراك ، حرام على المصريين ؟؟؟ رابعا : نحن الطرف الأكثر إحتياجا للتعاون المتوسطي - الأوروبي من أوروبا ، و هذا التعاون لا يسلخنا من هويتنا ، و الحضارة العربية - الإسلامية ذاتها ليست إلا نتاج إنفتاح و تمازج حضاري كما يعلم أي تلميذ أنهى مرحلة التعليم الأساسي . فإذا كنا قديما لم نجد حرجا ، أو مانع شرعي ، في التفاعل مع الحضارات الأخرى ، كما حدث مع ترجمة تراث الأغريق ، و إقتباس العديد من مظاهر الفن البيزنطي ، فهل نجد نحن اليوم هذا الحرج ، و مصر اليوم في وضع متدنى للغاية ، تقنيا ، و إقتصاديا ، و سياسيا ؟؟؟ الأنظمة القمعية فقط هي التي تدعم الإنغلاق ، و حججها دائما واهية . الدعوة للإنغلاق ، و الإنعزال ، ليست إلا دعوة للتخلف ، و الفقر ، و لدينا منهما حاليا الكفاية .
08-09-2010
جاء في مقال : كان أفلح مع عرابي و عبد الناصر ، عبارة : و ما يأتي بالمستقبل ، و صوابها : و ما يأتي به المستقبل .
ملحوظة دائمة : أرجو القارئ الكريم أن يتجاهل أي تشويه أمني صبياني في المقالات ، و هي العادة التي دأبت عليها إحدى الهيئات الأمنية المصرية ، ذلك التشويه الذي يشمل تغيير كتابة بعض الكلمات ، أو بالحذف و / أو الإضافة ، و ليكن تركيز القارئ الكريم على صلب المقالات .
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كان أفلح مع عرابي و عبد الناصر
-
برغم ذلك سنظل ندعم الاتحاد من أجل المتوسط
-
الغاز المصري أولى به المصنع المصري
-
بشار الأسد و جمجمة الناصرية
-
الميه يا ريس ، النيل يا ريس
-
أوضاع أقلياتنا تنسف مشروع دولة واحدة من النهر للبحر
-
السفر بدون جواز سفر
-
حماس ليست أعز عليه من أوجلان
-
أخرجوا للطبيعة ، أخرجوا للحرية
-
هل هي عادة أمريكية ؟
-
الأسد يمكن قلبه إلى فأر
-
الحبكة يلزمها فارسي و يهودي ، الأفريقي لا ينفع
-
السنن السورية السياسية السيئة
-
التكنوقراط من الأقليات هم الحل في هذا الموقف
-
الأمل يمنع إستخدام القوة ضد إيران
-
وزير الري القائد الأعلى للقوات المسلحة
-
عار على النوبي إن رفض العودة
-
يا أهل النوبة الغارقة : يمكنكم أن تعدوا أنفسكم للعودة
-
خطوات صائبة من البرادعي ، و لكن
-
المأمور قتل ، و لكن إسماعيل صدقي لازال حي
المزيد.....
-
مشتبه به يرمي -كيسًا مريبًا- في حي بأمريكا وضابطة تنقذ ما دا
...
-
تعرّف إلى فوائد زيت جوز الهند للشعر
-
مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم
...
-
مسؤول إسرائيلي: العملية العسكرية في معبر رفح لا تزال مستمرة
...
-
غارات جوية إسرائيلية على رفح.. وأنباء عن سماع إطلاق نار على
...
-
من السعودية والإمارات.. قصيدة محمد بن راشد في رثاء بدر بن عب
...
-
شاهد.. أولى الدبابات الإسرائيلية تسيطر على الجهة الفلسطينية
...
-
هل انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى السودان؟
-
فيديو: ارتفاع حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات والأمطار في كينيا
...
-
فيديو: آلاف المجريين يخرجون في مظاهرة معارضة لرئيس الوزراء ف
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|