أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الميه يا ريس ، النيل يا ريس














المزيد.....

الميه يا ريس ، النيل يا ريس


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 12:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كان من التقاليد التي إندثرت ، في خطاب رئيس الدولة بمناسبة عيد العمال في مصر ، و الذي كان يلقى في أحد التجمعات العمالية ، أن يقوم أحد العمال ، من الجالسين في الصفوف الخلفية ، و قرب نهاية الخطاب ، و قد رفع ذراعية لأعلى ، هاتفا : المنحة يا ريس .
بعد ذلك الهتاف ، كان على الرئيس أن يبتسم ، و ربما يتفوه ببعض العبارات الفكاهية ، ثم يتفضل بالإدلاء بتفاصيل منحة عيد العمال ، ليهتف بحياته الحضور في الصفوف الخلفية ، و يصفق الجميع بحرارة ، لينتهي الخطاب ، و معه المناسبة ، تلك النهاية السعيدة .
التقليد ، و الذي إندثر ، و برغم مسرحيته ، و تكراره ، إلا إنه كان فيه رسالة أعمق من تلك التمثيلية السنوية المرحة .
لقد كان دائما في نبرات هتافات كل العمال الذين قاموا بدورهم في ذلك العرض السنوي ، و في طريقة إلقاء هتافاتهم ، ما يدل على الملل من محتويات الخطابات ، و أن كل الخطابات لم يكن فيها ما يهمهم ، فالمهم هو ما يتعلق بحياتهم اليومية .
لقد كان في تلك النبرات المعبرة عن الملل ، ما يدل على الإنفصال بين الحاكم ، و المحكومين ، و أن أولوياتهم مختلفة .
برغم إندثار ذلك التقليد منذ سنوات عديدة ، بعد أن أصبحت الصحف النظامية تنشر تفاصيل المنحة قبل يوم الخطاب ، إلا إن ذلك الهتاف جاء على بالي و أنا أشاهد ، و أطالع ، أنشطة سيادة الرئيس أبو جيمي في شهر يوليو الماضي ، و التي كانت موضع متابعة في مصر ، و خارجها ، بعد الأخبار التي تسربت عن وصول السرطان لمرحلة متقدمة في الإنتشار في جسد حسني مبارك ، و هو الخبر الذي نشرته هنا في رومانيا أحد الصحف المحلية ، و التي ذكرت أن المصدر هو إستخبارات أحد دول وسط أوروبا ، و لا أعتقد إننا بحاجة للتخمين للقول بأن تلك الدولة هي ألمانيا .
بصرف النظر عن مدى صحة الخبر ، فقد كان واضحا من أنشطة أبو جيمي أنه لازال فيه ، ليس فقط رمق ، بل و عافية ، مكنته من القيام بمهام عدة تحتاج لجهد ، و ها هو يبرهن للمرة المليون على إنه نشيط ، و مجتهد ، و لكن للأسف فإن نشاطه في غير ما يهم المواطن المصري العادي من أمثالنا ، و ليس فيه ما ينفع الأجيال المصرية القادمة .
إنه نفس الموقف الذي كان يحدث في خطابات عيد العمال ، الحاكم في وادي ، و الشعب في واد أخر ، و للأسف لا يوجد من يستطيع أن يقوم ليهتف ، ليلفت إنتباه الحاكم لما يهم الشعب .
مصر ستتعرض لأزمة مائية ربما خلال نصف قرن على الأكثر ، و ربما قبل ذلك ، و هو لازال يصر على أن يقابل كبير آل سعود ، و لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي ، و محمود عباس ، و حضور عروض تخرج دفعات عسكرية ، و يقاطع حضور قمة الإتحاد الأفريقي ، و التي أقيمت في أحد الدول النيلية الهامة ، و التي تقود مع إثيوبيا حملة لتغيير إتفاقيات الحصص المائية النيلية .
حتى و بعد أن وصل إلى هذا العمر ، و الذي لا يصله أغلب الرجال المصريين ، و حتى و بعد ما أشيع عن مرضه بالسرطان ، لم يستطع التغلب على مخاوفه الشخصية ، أو عقدته الشخصية ، من أفريقيا .
لقد كان الأولى به من دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي ، و أبو مازن ، إلى لقاء لا طائل منه ، و حضور عروض التخرج ، و لقاء عبد الله آل سعود ، أن يذهب إلى كمبالا ، ثم يتبعها بزيارة إلى أديس أبابا ، ثم نيروبي ، و دار السلام ، و أن يدعو رؤساء دول حوض النيل للقاءات ، ثنائية ، و جماعية ، للتباحث للوصول لحل للأزمة ، و التي يمكن أن تصبح كارثة لو لم يتم الوصول لحل .
إذا لم يكن هناك من يهتف لينبهه ، فإنني ، و برغم عدم إعترافي بشرعية رئاسته ، أقوم لأهتف من أجل مصر : النيل يا ريس .

09-08-2010

ملحوظة دائمة : أرجو القارئ الكريم ، ألا يعير إنتباهه لأي تشويه أمني للمقالات ، و هو الذي يشمل تغيير طريقة كتابة بعض الكلمات ، أو بالحذف و / أو الإضافة ، و ليكن التركيز على صلب المقالات .

من المنفى القسري : بوخارست - رومانيا



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوضاع أقلياتنا تنسف مشروع دولة واحدة من النهر للبحر
- السفر بدون جواز سفر
- حماس ليست أعز عليه من أوجلان
- أخرجوا للطبيعة ، أخرجوا للحرية
- هل هي عادة أمريكية ؟
- الأسد يمكن قلبه إلى فأر
- الحبكة يلزمها فارسي و يهودي ، الأفريقي لا ينفع
- السنن السورية السياسية السيئة
- التكنوقراط من الأقليات هم الحل في هذا الموقف
- الأمل يمنع إستخدام القوة ضد إيران
- وزير الري القائد الأعلى للقوات المسلحة
- عار على النوبي إن رفض العودة
- يا أهل النوبة الغارقة : يمكنكم أن تعدوا أنفسكم للعودة
- خطوات صائبة من البرادعي ، و لكن
- المأمور قتل ، و لكن إسماعيل صدقي لازال حي
- التنوير ، كلمة يملكها المؤمن أيضاً
- و مغارات اللصوص تشجع على المزيد من السرقة ، حول الحسابات الم ...
- إنحدرنا حتى أصبحنا نطالب بالأساسيات
- لماذا لا تقبض حماس ثمن ما تقوم به بالفعل ؟
- الفرصة لم تضع لمبادرة مباشرة من حماس


المزيد.....




- لأول مرة.. لبنان يحذر -حماس- من استخدام أراضيه لشن هجمات على ...
- انتشار قوات الأمن السورية في جرمانا بعد اتفاق مع وجهاء الدرو ...
- الجيش الأمريكي يتجه لتحديث أسلحته لأول مرة منذ الحرب الباردة ...
- العراق.. هروب نزلاء من سجن الحلة الإصلاحي في محافظة بابل وال ...
- مشروبات طبيعية تقلل التوتر والقلق
- هل تقبل إيران بإدمان استيراد اليورانيوم؟
- وقوع زلزال بقوة 7,5 درجة قبالة سواحل تشيلي وتحذير من تسونامي ...
- المجلس الأعلى للدفاع في لبنان يحذر حماس من تنفيذ -أعمال تمس ...
- غارة إسرائيلية على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي بدمشق.. ما الذ ...
- من السجن إلى المنفى : قصة صحفية مصرية ناضلت من أجل الحرية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الميه يا ريس ، النيل يا ريس