أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الرزاق السويراوي - المواطن العراقي : واجبات بلا حقوق














المزيد.....

المواطن العراقي : واجبات بلا حقوق


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 04:58
المحور: حقوق الانسان
    


من المفاهيم المثيرة للجدل هي قضية الترابط بين الحقوق والواجبات . فمن بديهيات القول أنّ للدولة واجبات على مواطنيها مثلما أنّ للمواطن حقوق على الدولة . هذا الموضوع كُتبَ عنه الكثير , ومن زوايا مختلفة , لأن مسألة الحقوق والواجبات لا ترتبط بجانب معرفي واحد , وإنما هي ترتبط بعدد من الأختصاصات منها على سبيل المثال العلوم الإنسانية بتفرعاتها المتعددة ومنها القانونية وكذلك الأخلاقية بل وحتى الدينية . وبطبيعة الحال أنا لا أريد الخوض في هذا الموضوع بتشعباته المعرفية , لأنني لست مختصاً بأيّ واحد من هذه الأختصاصات , ولكن يمكن النظر لهذا الموضوع من زاويته العامة . ففي البلدان المتحضرة التي تعتمد البناء المؤسساتي المرتكز على مجموعة من القوانين العامة والمحكومة بدستور يخضع له الجميع على حد سواء ودون تمييز بين مسؤول في الدولة أو مواطن عادي , فأن العلاقة بين الحقوق والواجبات وفقا للتوصيف المذكور, تكون في الغالب قائمة على موازنة تتقلص فيها قسرية ترجيح الواجبات على الحقوق أو الحقوق على الواجبات إلاّ في الحالات الإستثنائية والطارئة كقيام الحرب مثلا .لذا فأن حقوق المواطن على الدولة مكفولة مثلما أنّ واجب الدولة على المواطن مكفول هو الآخر . لا أريد الإستطراد في هذه المقدمة اكثر, وإنما سقت ذلك كمدخل للحديث عن مفهوم الحقوق والواجبات عندنا في العراق . فالمتتبع لهذا الموضوع يلمس بوضوح إختلال الموازنة بين حق المواطن وواجب الدولة والذي رافق تقريبا معظم الحكومات التي حكمت العراق طيلة عقود من السنين , وهذا الإختلال على طول الخط نراه دائماً قائماً على ترجيح واجب الدولة على حساب حق المواطن , بحيث يصل الأمر أحيانا الى أن عنْصري المعادلة بين الحقوق والواجبات يصبح أحادياً , وأعني بالأحادي , أنّ حق المواطن ينعدم تماما ليجد المواطن نفسه أما م مجموعة من الأوامر يجمعها عنوان واجبات الدولة المفروضة عليه قسرا , وهنا يتحول المواطن المسكين الى كبش فداء لديمومة نمو كروش أصحاب المعالي من المسؤولين وحواشيهم من المرتزقة والطفيليين الذي يترجمون أوامر أسيادهم فلا يحسنون والحال كذلك غير سوق الناس الى ما يحيلهم الى الموت المعنوي رغم انهم احياء . وفي ايامنا هذه بلغ تدني ما للمواطن من حقوق على الدولة مستوى لا يقارن حتى مع اكثر البلدان دكتاتورية وتسلطاً ,وهذا ليس قولي , فوزيرة حقوق الإنسان في العراق , وهي جهة حكومية رسمية , اعلنت قبل اسبوع تقريبا بان العراق يأتي ثانيا بعد إيران في ضياع وإنتهاك حقوق المواطن فيه , وهذا الأمر من الخطورة بحيث ستكون له إنعكاسات وخيمة مستقبلا فضلاً عن ظرفنا الحالي , وبحسب ما تسرب من اخبار على أثر تصريحات الوزيرة المذكورة , قيل بأنها تراجعت عن تصريحاتها تحت ضغوط معينة لا نريد الخوض فيها , من هنا فأن موضوع ترجيح واجبات الدولة على حساب حقوق المواطن العراقي وإن كان المواطن نفسه يساهم في جزء منه , ولكن تبقى مسؤولية الدولة هي الفيصل في وضع هذه القضية في مقدمة سلّم أولوياتها لمعالجتها , وإلاّ فالآمر لا يحتمل التمادي في تجاهله أكثر من ذلك .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الساسة العراقيين : أوباما بن حسين هل هو أحرص منكم على تش ...
- أنا والديمقراطية عَدوّانِ الى يوم القيامة !!
- إتّفقَ الساسة العراقيون على أنْ لا يتّفقوا !!!!!
- صرف رواتب البرلمانيين .... أو مليون عافية !!
- في قضية العالِم النووي الإيراني مَنْ غَلَبَ مَنْ : إيران أمْ ...
- تظاهرات البصرة وهمجية عصر الديمقراطية المقلوبة
- أقولها علناً : أنا أشكّ بتحسّن أحوالنا قريباً!!!
- هلالُ تشكيل الحكومة متى يخْرجُ من المحاق ؟؟
- نصف كلمة : أمريكا تطرد الإرهاب من الباب فيدخلها من الشباك !!
- نصف كلمة : بسببِ حكّامهم , تأخّر العربُ
- نصف كلمة : نظرة مستقبلية للبرلمان الجديد
- نصف كلمة: كلمات نووية متقاطعة
- نصف كلمة :المعادلة المقلوبة للزمان والمكان في العراق الراهن ...
- نصف كلمة : لماذا تصرّ الحكومة الكويتية على الثأر من العراق ؟ ...
- نصف كلمة : قوى البعث في الخارج تسعى للتقارب والكتل السياسية ...
- إنفجارات بغداد :رسالة للسياسي أمْ للمواطن العراقي ؟؟
- حوارات الكتل السياسية : كرسي السلطة أمْ مصلحة العراقيين ؟؟؟
- صاروخ قرضاوي جديد هدية للعراقيين
- هل هناك فجوة بين الناشط المدني والسياسي ؟
- التمويل الخارجي لبعض الأحزاب وأضراره السلبية على العملية الس ...


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الرزاق السويراوي - المواطن العراقي : واجبات بلا حقوق