أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - صديقي المبدع، بهيج إسماعيل














المزيد.....

صديقي المبدع، بهيج إسماعيل


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 21:26
المحور: المجتمع المدني
    


محظوظٌ مَن يكون له أصدقاء مبدعون! إذْ بوسعه أن "يتلصّص" على إبداعاتهم قبل أن ترى النورَ وتغدو مُتاحةً للناس. أنا أحدُ أولئك المحظوظين! ومؤخرًا، أرسل لي صديقي المبدعُ مخطوطةَ مسرحيته الجديدة التي ستكون، حين تظهر على خشبة المسرح، واحدةً من أهمّ ما قدّم المسرحُ المصريّ العريق. أما صديقي المبدع، فهو بهيج إسماعيل، الكاتب المسرحيّ، والمثقف العضويّ المحترم. وأما المسرحيةُ فعنوانها "قوم يا مصري"، استلهامًا من أغنية سيد درويش، وحثًّا للمواطِن على النهوض من غيبوبةٍ طالت.
مجموعةٌ من شباب المتظاهرين يبدأون تظاهرتهم بدخول جامع "عمر مكرم" ليقيموا صلاةَ الغائب على: "كل حاجة حلوة ماتت في البلد". يتزعمهم محمود، وعروسه مها. يُضرب محمود على رأسه بعصا الأمن المركزي فيدخل في غيبوبة موتٍ إكلينيكيّ ستَّ سنوات. انفضّ الجمعُ بعدما فقدوا الأمل، إلا الأم التي تؤمن بعودة ابنها للوعي، والطبيب الذي يحقنه بمادة تنشّط اللاشعور. ثم تأخذنا الدراما داخل عقل محمود المغيّب في رحلة عبر الزمن، والمكان ثابتٌ: أرض مصر. يدخل محمود ومها العصرَ الفرعونيَّ فيجدان الجنود ينشدون التحايا للملك الذي أبدًا لا يظهر للمواطنين ولا يسمع شكواهم. أليس الملك؟! والحاشيةُ أليست وظيفتُها بناءَ حائط غليظ بين الحاكم والمحكومين؟ يحاولون اختطاف مها لتقديمها قربانًا للنهر المقدس "حابي"، فتظهر الأمُّ في اللحظة الأخيرة لتبسطَ عباءتها على المشهد، وتنقذهما. فيدخلان العصر الرومانيّ، ويشهدان قسوة الرومان على المصريين. ولحظة يقرر الجنودُ قتلهما لأنهما لا يسبِّحان بحمد قيصر، تبسط الأمُّ عباءتها من جديد، فيدخلان عصرَ المماليك. يفرض الجابي ضرائبَ باهظةً على محمود الفقير فيفكر أن يسرق. أن يشحذ. يقبض عليه العسكر لأنه يرمي باللوم على السلطان في إنشاده! ثم يقرران أن يبيعا نفسيهما في سوق النِّخاسة. ومن جديد تظهر عباءة الأم/ المُخَلّص. يدخلان اليومَ الفاصلَ بين العصر المملوكيّ والعثمانيّ. يوم شُنق طومان باي السلطان الجسور على باب زويلة على يد السلطان العثماني سليم الأول. ويوقّع محمود صكَّ عمله على سلاح جديد جلبه التركمان لمصر اسمه "الخازوق"، لكنهم يخدعونه ويحاولون أن يجربوا السلاحَ عليه، فتنقذه الأمُّ كالعادة في اللحظة الأخيرة. لنعود معه، من جديد، إلى سرير غيبوبته، في عصرنا الراهن. يمسك الطبيبُ الجريدةَ ويقرأ أخبارًا إيجابية "زائفة" عن مصر: القضاء على الفساد، الجشع، الغلاء، البطالة، التلوّث، أزمة السكن، أزمة المرور، إسفاف الفضائيات، وخلق مشروع قومي للشباب، الخ. بعد سماعه تلك "الأوهام"، ينهضُ المصريُّ من غيبوبته، ويخرج إلى الوعي.
تلك الرحلةُ الشاقةُ ليست سياحةً زمانية في تاريخ مصر، بل تحليلٌ عميق لأزمة الراهن الضاربة بجذورها في قلب الماضي. نصٌّ إبداعيٌّ ثريّ، محتشدٌ بعشرات الرموز والدلالات النافذة، لا يجوز اختزالُها في كلمات، مثلما أفعل هنا. لكنه لون من "التحنيس" الطفوليّ؛ (مثلما يفعل الأطفال حين ينالون شيئًا لا يناله سواهم!) أولاً؛ لأُبدي فرحي بقراءة المسرحية قبل الناس! وثانيًا؛ لأُغري المشاهدين بأنهم على موعد مع عمل فانتازيّ راق، مثل كافة أعمال بهيج إسماعيل. المصري اليوم.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدةُ الزهور الجميلة
- الثالثُ المرفوع، وغير المرفوع
- لأن معي أتعاب المحامي
- أزمة الإنسان واحدةٌ فوق المكان والزمان
- درسُ سلماوي الصعب!
- يوميات قبطي، واحد م البلد دي
- مندور، ابنُ الزمن الجميل
- كتابٌ مخيف من ترجمة طلعت الشايب
- فاروق الباز، أيها المصريّ
- أن ترسمَ كطفل
- سعد رومان ميخائيل يرصّع اللوحات العالمية على جداريات دار الأ ...
- هزْلُهم... فنٌّ
- أعمدةُ الجمال، بين رسالة والساقية
- أن تصطادَ عصفورًا من النيل، فأنتَ إذن إبراهيم أصلان
- عاطف أحمد، فنانٌ من بلادنا
- الفنُّ تكسيرًا للصورة النمطية للعرب
- قرطبة مدينة الشعراء والتاريخ المزدوج
- كهاتين في الجنّة
- الشِّعرُ في طرقات قرطبة
- فاطمة ناعوت والسعي وراء تأنيث العالم


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - صديقي المبدع، بهيج إسماعيل