أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - دفاعا عن الأناركية رد على مقالي الكاتب سليم نصر الرقعي عن الأناركية















المزيد.....

دفاعا عن الأناركية رد على مقالي الكاتب سليم نصر الرقعي عن الأناركية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 21:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دفاعا عن الأناركية
رد على مقالي الكاتب سليم نصر الرقعي عن الأناركية في الحوار المتمدن

أعتذر لأنني أرد على مقالي الكاتب الرقعي بمقال , ذلك بسبب ظروفي التي تضطرني لقراءة الكثير من مواد الحوار المتمدن المنشورة بشكل متأخر .

القضية مرة أخرى ليست في الدفاع عن الأناركية كفكرة أو كعقيدة , و لا في خوض حجاج و جدال عنيف حول آراء الكاتب , و غيره , عن الأناركية . ما أريد أن أبدأ به هو أنني عندما أصبحت أناركيا لم يخطر ببالي قط , و حتى اليوم , أنني أصبحت و قد آمنت بدين جديد , أنبياؤه هم باكونين و كروبوتكين و غيرهم , و سدنته و كهنته هم تشومسكي و غيره , على العكس تماما , ما أعتقده هو أني عندما أصبحت أناركيا كان هذا يعني أن مرجعيتي الأساسية هي الجدال الحر البعيد عن عصمة أي كان أو عن تقديس أية فكرة ما و وضعها فوق الإنسان و فوق التاريخ و فوق العقل و فوق النقد .

قضية أخرى تستفزني جدا و هي محاولة إظهار القذافي و كأنه باكونين ليبيا , على العكس تماما , القذافي و هذا واضح لي تماما هو ستالين ليبيا , إن أي مشروع فوقي نخبوي يفرض من أعلى يمكن تسميته بأوصاف مختلفة , أقربها الشمولي , الديكتاتوري , التسلطي و الستاليني بالنسبة لمن هو في صفوف اليسار , لكن من المجحف تسميته بالأناركي .

ثانيا آراء الكاتب لا تعبر عن نقد الدين للأناركية , كل اعتراضاته على الأناركية رددها من قبل شيوعيون ستالينيون و تسلطيون و لينينيون و ليبراليون تقليديون و جدد لا علاقة لهم بالدين , أكثر من ذلك وجد في الفرق الإسلامية رجال و مفكرين رفضوا القول بحتمية الدولة و دعوا لتنظيم المجتمع بشكل حر يقوم على تضامن البشر فيما بينهم و قيامهم بالعدل بينهم دون الحاجة للدولة مثل أبي بكر الأصم و هشام الفوطي من المعتزلة و الكثير من فرق الخوارج .

ثالثا لا أعتقد أن القضية تتعلق بالخير و الشر في الإنسان , إنني أعتقد أن الخير و الشر , كما قال الكثير من علماء المسلمين أنفسهم , يوجدان أساسا في العالم و الخير و الشر في الإنسان هو نتيجة لهذا التناقض الموجود في العالم نفسه , و كانت قضية نسبة الشر إلى الله قضية شائكة بالنسبة للفكر الإسلامي و الديني عموما أدت بالزرادشتية و المانوية مثلا للقول بإلهين لمحاولة تفسير هذا التناقض في الكون , إذن إنها قضية محو الشر من العالم أساسا , لكني أزعم أن القضية لا تتعلق ببساطة بمفاهيم أو قيم مطلقة كالخير و الشر , إنها تتعلق أساسا بقضية حرية الإنسان , إنها تتعلق بأهلية الإنسان , إن فرض الوصاية على الإنسان من قبل أي سلطة خارجة عنه يعني شيئا واحدا هو أنه غير مؤهل ليحكم نفسه بنفسه , و أن هذه السلطة هي التي ستقوم بهذه الوظيفة بشكل أفضل و "لمصلحته" , أليس هذا ما يردده كل الطغاة بمن فيهم القذافي ؟ إن الإنسان لن يكون إنسانا , لن يستحق أن يكون إنسانا , حتى يحقق حريته , حتى يصبح سيد نفسه . يمكنك أن تسمي أية سلطة خارجة على الإنسان و مفروضة عليه و تفرض عليه نمط حياته و قوانينها و تراقبه و تتجسس عليه و تحاصره بعنفها بما تشاء لكن لا يمكن لأحد أن ينكر أن الخضوع لهذه السلطة يعني عبودية البشر الذين يخضعون لها , و العبد كما تعرف إنسان ناقص حتى أن الكثير من الفقهاء جعلوه تابعا لسيده في الكثير من الأحكام الفقهية و أسقطوا عنه في عدة مناسبات الأهلية الضرورية لكي يحاكم . من حقك أن تعتبر عبودية البشر لبعض البشر الآخرين ضرورية إن شئت , لكن علاقة هذا بالعقل , على أقل تقدير , أمر مشكوك فيه , ناهيك عن أن كل محاولات القوى و الطبقات السائدة و الحاكمة لتفسره و تثبته و تعززه لم تؤد إلا إلى إظهار أن العكس تماما هو الصحيح , لقد فشل العلم السائد حتى اليوم في إثبات فوارق حقيقية بين البشر أكثر من تلك التي فرضها استغلال بعضهم للبعض الآخر , لم تثبت بعد فرضية أن الإنسان هو كائن ناقص الأهلية و بالتالي مستحق لعبوديته هذه . من حقك أن تفسر كما فعل الكثيرون حتى اليوم ضرورة أن يكون الإنسان عبدا لغيره لكن بعد ذلك أي حديث يصبح ممكنا أو معقولا عن حرية هذا الإنسان , لا يوجد حل وسط بين الحرية و العبودية , أي شيء أقل من الحرية هو بالضرورة عبودية و لا بد هنا من الاختيار . إن أنسنة الإنسان نتاج لعوامل معقدة و مختلفة لكن الخطوة الأهم الآن نحو أنسنته هي خطوة واعية تماما يجب عليه أن يقوم بها بالثورة على عبوديته , بانتزاع حريته , إن أنسنة الإنسان هي صيرورة طويلة لا يتغلب فيها الإنسان على الشر داخله بل أساسا على الشر في هذا العالم , أي على الإقصاء و التهميش و الاستبداد و الاستغلال , يتغلب فيها على الشر داخله أيضا أي على خوفه من الحرية و استسلامه لعبوديته . لقد حولت أنظمة الاستبداد الإنسان في مجتمعاتنا إلى كائن مقهور مستلب الإرادة مقموع و مستغل و هي تعرف حريته باستبدادها و قمعها و استغلالها له , إنه باختصار مستباح و عار تماما أمامها , الرأسمالية حولته و حولت معه حريته إلى سلعة تباع و تشترى , حتى الثورة ألبسوها ثوبا مخمليا كما هو دارج بين السادة و حولوها إلى مادة للإثارة و ترويج السلع . عندما ثار العبيد على روما , و من بعد على كل مستغل و طاغية , لم يكونوا يعرفون ما الذي يريدونه , كانوا يعرفون شيئا واحدا , أنهم يريدون حريتهم , و قد تراكمت خبرات هائلة من هذه المقاومة شبه الدائمة و المستمرة ضد الطغيان و الاستبداد و في سبيل الحرية , الأناركية هنا هي محاولة للإجابة على هذا السؤال , كيف نبني مجتمعا مختلفا , مجتمعا يقوم على الحرية لا الاستبداد , التضامن لا عداء الجميع للجميع , العدالة لا الاستغلال , من الغباء طبعا الزعم أنه لا يمكنك أن تقاوم من يضطهدك إن لم تكن أناركيا , لكن الأناركية هي خلاصة تاريخ طويل من مقاومة الاضطهاد و الاستبداد و الاستغلال , إنها تشير إلى ملامح من مجتمع الغد , مجتمع الحرية و العدالة , القائم على حكم الإنسان لنفسه بنفسه , الأناركية هي مشروع جواب حر إنساني على السؤال الذي يشغل بال العبيد المتعطشين إلى الحرية عما يجب و يمكن أن يفعلوه في معركتهم و صراعهم مع مضطهديهم , عن بعض ملامح الطريق إلى الحرية , الحرية الحقيقية لكل إنسان , و ليست تلك المعلبة لصالح رأس المال أو التي تتغنى بها نخبة ما على أنها حقها في حكم البشر الآخرين أو في استعبادهم .

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يعنيه أن تخرج في مظاهرة
- أزمة جديدة في حزب مأُزوم ( عن الأزمة الجديدة في الحزب الشيوع ...
- انتفاضات الخبز في مقابل الثورات المخملية
- الحرية ليست شأنا خاصا بالمستبدين أو الطغاة و لا بالنخب أو جي ...
- لماذا يجب الاقتصاد في التصفيق لأردوغان
- حادث عادي جدا
- تعليق على ما كتبه غسان المفلح و كامل عباس عن اليسار و اليمين
- الرهانات في -معاقبة- اليونان
- لماذا لا سادة و لا آلهة ؟
- تضامنا مع نضال العمال اليونانيين !
- لا رأسمالية بلا أزمة بيان الأول من أيار
- سجال حول المواطنة
- نحو يسار عربي جديد
- بين الديمقراطية و الليبرالية
- ما بعد أمريكا
- أوجه الشبه بين ستالين و بوش
- الحراس أو العسكر من وحي مزرعة الحيوانات لجورج أورويل
- القصة الأخرى لكتاب لينين مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية
- الصراع الطبقي في سوريا
- وجه الشبه بين مبارك و الأسد و أمريكا والله


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - دفاعا عن الأناركية رد على مقالي الكاتب سليم نصر الرقعي عن الأناركية