أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تديين السياسة أم تسييس الدين ( 4 )- حد الردة رغبة سياسى أم رغبة إله مضطرب .















المزيد.....

تديين السياسة أم تسييس الدين ( 4 )- حد الردة رغبة سياسى أم رغبة إله مضطرب .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 20:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة .

يعتقد الكثيرون أن الدين قد تم إستغلاله على مدار التاريخ من قبل الساسة والقادة لفرض هيمنتهم وسطوتهم على الشعوب وتحقيق مصالحهم الذاتية تحت مظلة المقدس .
لاشك أن هذه الرؤية صحيحة والتاريخ شاهد على أن كثير من الحروب والصراعات تمت ممارستها بتطويع الدين فى خدمة الأهداف الإستراتيجية , بل أن العلاقة بين الساسة وحاملى أختام المقدس لم تنفصم عراها بل كانت وحدة تعضد بعضها بعضا ً .

ولكن رؤيتنا التى نحن بصددها تتجاوز هذه الرؤية الكلاسيكية لتحاول أن تتلمس البدايات الأولى لنشأة النص المقدس لتؤسس رؤية أن السياسى والقائد الأول ( النبى ) هو من صاغ وسطر النص ليخدم أهدافه ومشاريعه ..أى ان السياسى هو السابق على النص فكرا ً وإرادة ً لذا لم يتورع فى أن يشكل النص ويصيغه كما يريد ليخدم أجندته السياسية .
وإذا كان هناك من إستفاد بالشكل النهائى للنص فى مراحل لاحقة بتوظيفه لخدمة أغراضه ومصالحه فهذا تم بالفعل بعد أن إكتسبت نصوص السياسى الأول صفة القداسة والتأثير وأعتبر النص مظلة لتمرير مصالحه .

ما أود إثارته وألح عليه هو أن الأديان والمعتقدات لم تأتى ولم تتكون لبناتها إلا من أجل بناء مشروع قومى سياسى وإجتماعى محدد الهوى والهوية يلح على الوجود والتواجد .

فعندما نخوض فى الأديان والمعتقدات على مر العصور سنجد هناك مشاريع قومية وذات أهداف سياسية لم تخفى هويتها ..يظهر هذا الأمر بجلاء وفجاجة فى التراث العبرانى التوراتى لنجد مشروع الأرض الموعودة طارحا ً نفسه بقوة منذ البدء ليكون هو القضية المحورية و الأساسية لتدور كل التوصيات والقصص والمشاهد حول هذا الهدف وهذا ما تعرضنا له فى الجزء الأول من هذا البحث .
ولا يبخل علينا المشروع الإسلامى أيضا ً فى إمدادنا بكم ثرى من القصص والأيات والأحاديث التى تؤسس لمشروع سياسى له أهدافه فى التوحد والتمدد لتكون فكرة التوحيد الإلهى خادمة للتوحد السياسى ... وقد تعرضنا فى الجزئين الثانى والثالث من هذه الدراسة لصور من أن السياسى هو من يصيغ النص ويشكله .

*** حد الردة كصياغة لتأمين المشروع السياسى .

الردة هى ترك الإنسان لمعتقده وإيمانه وإنصرافه عنه إلى توجه فكرى أو إيمانى بديل يرضى قناعاته وينسجم مع تفكيره ووعيه ..الأديان الإبراهيمية رفضت بشدة ترك الإنسان لدينه وعزوفه عن الإيمان الذى ورثه عن أباءه وأجداده لتمارس عليه أقصى أنواع العقاب البشرى بفصل رأسه عن جسده !! .

سنتسهل حديثتا عن الإسلام ليس لكونه الأكثر إنتشارا ً وتأثيرا ً فى عالمنا العربى وهو ما يشكل بالضرورة مبعث هَمنا وإهتمامنا , ولكن لكونه أكثر الأديان الإبراهيمية الحاضرة بقوة وتطلب المزيد من الحضور والهيمنة على واقعنا العربى .

" من بدل دينه فإقتلوه "..حديث ورد على لسان نبى الإسلام يعنى بتأسيس شريعة قتل المسلم إذا ترك دين الإسلام وإرتضى لنفسه أى معتقد أخر ..وهذا الحديث يأتى تأكيدا ً لأحاديث أخرى وردت فى السنه النبوية نذكر منها :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِي وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ " (متفق عليه)
حديث عائشة :
" قَالَتْ عَائِشَةُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ أَوْ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ أَوْ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ " أخرجه النسائي بإسناد حسن ومثله عن عثمان رضي الله عنه .

لسنا هنا فى مجال الإستزادة والإستفاضة فى التراث والتاريخ الإسلامى الحافل بشرعية قتل المرتد ... فلا شك أن حد الردة هو تشريع صادم لقيم عصرنا الحديث وسيرفضه كل العالم الحر كونه يتحدى ويقف ضد كل قيمنا الحضارية والإنسانية ..بل ينتهك ويغتصب كل مبادئ حقوق الإنسان فى حرية الفكر والإعتقاد والإختيار .

لم يأتى التشريع الإسلامى منفردا ً فى تسويق فكرة قتل المرتد فقد سبقه التراث العبرانى كأب روحى لكل التشريعات والممارسات الموغلة فى العنف والقسوة والبداوة ..فسنجد النص التوراتى لا يبخل علينا بالمزيد من النصوص التى تدعو لقتل المرتد فنجد مثلا ً :
جاء في سفر التثنية [ 13 : 6 ] :
(( وَإِذَا أَضَلَّكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ، أَوْ زَوْجَتُكَ الْمَحْبُوبَةُ، أَوْ صَدِيقُكَ الْحَمِيمُ قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَنَعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكَ وَعَنْ آبَائِكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الأُخْرَى الْمُحِيطَةِ بِكَ أَوِ الْبَعِيدَةِ عَنْكَ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاهَا، 8فَلاَ تَسْتَجِبْ لَهُ وَلاَ تُصْغِ إِلَيْهِ، وَلاَ يُشْفِقْ قَلْبُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَتَرََّأفْ بِهِ، وَلاَ تَتَسَتَّرْ عَلَيْهِ. بَلْ حَتْماً تَقْتُلُهُ. كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ قَاتِلِيهِ، ثُمَّ يَعْقُبُكَ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ. ارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ. . . ))

(( إِذَا ارْتَكَبَ بَيْنَكُمْ، رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ، مُقِيمٌ فِي إِحْدَى مُدُنِكُمُ الَّتِي يُوَرِّثُكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ، الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مُتَعَدِّياً عَهْدَهُ، فَغَوَى وَعَبَدَ آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدَ لَهَا أَوْ لِلشَّمْسِ أَوْ لِلْقَمَرِ أَوْ لأَيٍّ مِنْ كَوَاكِبِ السَّمَاءِ مِمَّا حَظَرْتُهُ عَلَيْكُمْ، 4وَشَاعَ خَبَرُهُ، فَسَمِعْتُمْ بِهِ، وَتَحَقَّقْتُمْ بَعْدَ فَحْصٍ دَقِيقٍ أَنَّ ذَلِكَ الرِّجْسَ اقْتُرِفَ فِي إِسْرَائِيلَ، فَأَخْرِجُوا ذَلِكَ الرَّجُلَ أَوْ تِلْكَ الْمَرْأَةَ، الَّذِي ارْتَكَبَ ذَلِكَ الإِثْمَ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ، وَارْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ ))
[لاويين 18/21].

(( إن سمعت عن إحدى مدنك التي يعطيك الرب إلهك لتسكن فيها قولا: قد خرج أناس بنو لئيم من وسطك وطوّحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفوها، وفحصت وفتشت وسألت جيدا وإذا الأمر صحيح وأكيد قد عُمل ذلك الرجس في وسطك، فضربًا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف، وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف، تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها، وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة!!، للرب الهك، فتكون تلا إلى الأبد لا تبنى بعد. ولا يلتصق بيدك شيء من المحرّم؛ لكي يرجع الرب من حمو غضبه، ويعطيك رحمة، يرحمك ويكثرك كما حلف لآبائك )) [تثنية 13/12].

ورد في سفر الخروج [ 32 : 28 ] ان الرب أمر نبيه موسى بقتل عبدة العجل من بني لاوي فقتل منهم 23 ألف رجل : (( فَأَطَاعَ اللاَّوِيُّونَ أَمْرَ مُوسَى. فَقُتِلَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوَ ثَلاَثَةِ آلافِ رَجُلٍ. 29عِنْدَئِذٍ قَالَ مُوسَى لِلاَّوِيِّينَ: «لَقَدْ كَرَّسْتُمُ الْيَوْمَ أَنْفُسَكُمْ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ، وَقَدْ كَلَّفَ ذَلِكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ قَتْلَ ابْنِهِ أَوْ أَخِيهِ، وَلِكِنْ لِيُنْعِمْ عَلَيْكُمُ الرَّبُّ فِي هَذَا اليَوْمِ بِبَرَكَةٍ ))

التراث المسيحى لم يكن واضحا ً فى الدعوة لقتل المرتد كون المسيحية جاءت كحركة إصلاحية للتراث العبرانى فلم تهتم بقضية التشريع ..بل أن المناخ العام للمسيحية يعطى عدم الإهتمام بهذه القضية ...ولكن لم يمنع هذا أن نجد أية بإنجيل لوقا 19: 27 " اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فاتوا بهم الى هنا و اذبحوهم قدامي ."
قد لا تكون الأية ليست بالقوة والدلالة كما فى النصوص التوراتية والإسلامية ولكن يكفى حضور العهد القديم العبرانى بالكتاب المقدس لتكون النصوص التوراتية السابق ذكرها بالإمكان إستحضارها وتفعيلها متى رأى السياسى ضرورة تصعيدها كما شهدت بذلك أحداث فى التاريخ .

إذن هل لنا أن نعتبر أن حد الردة تشريع إلهى جاء صالحا ً لكل زمان ومكان أى أن له قابلية التطبيق فى عصرنا الراهن ؟!... أم نعتبر هذا التشريع هو تشريع بشرى جاء فى زمانه ومكانه معبرا ً عن واقعه وظرفه السياسى والموضوعى والتاريخى وأنه بذلك لا يخرج عن كونه تاريخ ..ولا يحق لأحد إسقاطه على الواقع .

إننا لو إعتبرناه تشريعا ً إلهيا ً فنحن أمام إشكاليتين ..الأولى خاصة بفكرة الله والحساب والعقاب الإلهى ..فأين حرية الإختيار والذى ستقام علي مسرحها مراسيم المحاكمة الإلهية االذائعة الصيت إذا كان الإنسان لا يستطيع الإختيار بين الإيمان أو اللاإيمان .
والإشكالية الثانية أن العصر الراهن يرفض بشدة المساومة والإنتقاص من حق الإنسان فى حرية فكره و معتقداته وإيمانه ...أى أن الإنسان بحضارته تجاوز منظور وفكر ورؤية إلهية مُفترضة .!!

ولكن حتى ندرك بأن فكرة قتل المرتد تأتى فى سياق فكر السياسى الذى رأى ضرورة سن مثل هذا تشريع للحفاظ على مشروعه السياسى وتماسك جبهته الداخلية من الخلل والإضطراب علينا أن ندرك مفهوم الردة والإرتداد كما فهمها السياسى ( النبى ) وكما كان يدركها الإنسان القديم .

فالدين فى نشأته هو مشروع تأطير لهوية إجتماعية لمجموعة بشرية تبحث لها عن تواجد وتمايز وسط جماعات بشرية أخرى تتصارع على مصادر الغذاء والماء ..فيكون الإله هو المظلة والراية التى تتجمع حولها الجماعة البشرية .

فالجماعات الإنسانية على مدار التاريخ تحتاج لرابط ومنظومة تحدد ملامحها وهويتها , وتجعل للإنتماء وجود مادى يحدد إطارها وسماتها لتميزها عن الجماعات البشرية الأخري فيغدو الإرتباط كناموس يلف الإنسان ويحتضنه ويحتويه .
مع حجم الضآلة المعرفية وإنعدام وجود مفردات ثقافية تصيغ العلاقات الإجتماعية إبتدعت الجماعات البشرية الأولى فكرة الإله كمظلة تحتوى المجموع ويصبح بمثابة علم وراية تلتف حوله الجماعة وتنصهر فى داخله كرمز للإنتماء والهوية ..ويتم إستحضار رموز إضافية لتوثيق الهوية فيتحول النبى أو زعيم العشيرة كقائد الجماعة إلى تجسيد مادى لفكرة الإله وتوثيق وحدتها .

من هنا لا يكون غريبا ً أن نجد هذا التعدد الهائل للألهة والطواطم فى العصور الأولى للبشرية ..فكل إله هو رمز لكل جماعة تميزها عن غيرها من الجماعات الأخرى وتطفى عليه ملامحها الخاصة مستمدة من الطبيعة والجغرافيا إستلهاماتها ..كما لا تكون الطقوس والشعائر كالرقص والغناء أو الطواف حول معبوداتها إلا كرموز تكمل بها هويتها وتجعلها متميزة ومتفردة عن جماعات بشرية أخرى .
أعتقد أن إبتداع فكرة الألهة لم تكن لحاجة معرفية فى الأساس بقدر ماهو رمز توحيدى للجماعة البشرية يحدد ويؤطر هويتها وتأتى الإحتياجات الإنسانية من الألهة كمطلب تالى بعد ذلك ...وقد تحتاج هذه النقطة المزيد من التوثيق أحيله لبحث لاحق .

بظهور الجماعة لم يلغى من داخلها الصراع ..هى توحدت بالفعل كإطار عام ولكن لم يُلغى الصراع ولن يُلغى طالما هناك حياة ليكون البقاء للأقوى وذو السطوة ..ومن هنا ظهر القائد أو السياسى الذى يعبر عن مصالحه الفئوية فى الأساس ولا بأس من أن يَحمل مشروعا قوميا ً وطبقيا ًيخدم مصلحته والجماعة .

لذلك كان الخروج عن الدين هو خروج عن النظام والهوية الإجتماعية ..هو مفارقة للجماعة كما جاء صريحاً وواضحا ً فى التعبير الإسلامى .
الإرتداد يعنى بمفهوم هذا الزمان الذى جعل الدين دستور وهوية هو ترك وإنفصال عن الجماعة البشرية والإنضمام بالضرورة لمشروع جماعة بشرية أخرى منافسة ..هو خصم حقيقى من رصيد الجماعة وإضافة لرصيد جماعة الأخرى .
لذا جاء قتل المرتد كحفاظ على الجماعة البشرية من التبعثر ودرء للفتنة وضربها فى مهدها مع حرمان أصحاب المشاريع الدينية الأخرى من الإضافة ..فلا تكون الأمور أكثر من هذا حتى لا يتصور البعض أن هناك إلها ً منزعجا ً لإرتداد إنسان عن الإيمان فلما إذن مسرحية المحاكمة إذا كان الإيمان يتم قسرا ً .

حد الردة تم إستخدامه على مدار تاريخه لتأمين الجبهة الداخلية من أى تمرد وتشرذم وكضمان حقيقى أن يبقى التابعين تحت هيمنة المشروع السياسى والإجتماعى المرسوم لهم ..والطريف أن مظلة حد الردة السياسية لم تقف عن حدود الإيمان واللاإيمان بل إمتدت لتعطى لنا نماذج سياسية شديدة الوضوح والفجاجة ..فنجد أن أول حروب الردة والتى قام بها الخليفة أبو بكر الصديق كانت ضد الرافضين لولايته كخليفة للمسلمين وإمتناعهم عن أداء الزكاة التى تمثل العصب الإقتصادى الحساس للدولة والتى لا يمكن التهاون والتخاذل أمامه .

حد الردة هو تشريع إنسانى بشرى لم يخطأ هدفه ومرماه , فهو رغبة السياسى ( النبى ) فى تأمين مشروعه السياسى وتحصينه من أى خلل أو تفسخ يلحق به .

لعلنا نكون قد وصلنا لمرادنا فى هذا الموضوع من تأكيد فكرة أن الدين بتشريعاته وقصصه لم يأتى إلا برغبة وتخطيط ورؤية وإحتياج السياسى الذى إبتدع النص والتشريع لتحقيق حُلمه وأجندته السياسية ..ولكن لا يجب أن تفوتنا فرصة التحذير من إستدعاء النصوص والتاريخ القديم الذى هو ملك زمانه و رغبات ورؤى حالة سياسية محددة على واقع معاصر تجاوز بالضروة فكرة أن الإعتقاد هو الذى يمثل الهوية الإجتماعية للإنسان .. بل هى حرية خاصة لا تضيف لإنتماءه أو تقلل منه شيئا ً.

إن رفع سيف حد الردة مشهورا ً فى وجه الإنسان المعاصر هو إغتصاب وإنتهاك لحريته وكرامته الإنسانية ..هو الإنسحاق بالإيمان مجبرا ً مع القطيع ...هو تحصين للعقائد الهشة من الإقتراب والنقد ..هو بقاء الإنسان متجمدا ً مشلولا ً خائفا ًو بائسا ً .

دمتم بخير .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 9 ) - الخلوة الغيرالشرعية بين ...
- لماذا يؤمنون .. وكيف يعتقدون ( 3 ) _ الدنيا ريشة فى هوا .
- من داخل دهاليز الموت إشتقت لحضن أمى .
- إشكاليات التراث ومتطلبات العصر وأين يكون حرثنا فى الأرض أم ف ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 2 ) - لا تسأل ولا تعرف .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 8 ) _ أشياء مطلوب الإعتذار عنه ...
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 3 ) - الجنه تحت أقدام المقاتل ...
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 5 ) .
- تديين السياسة أم تسييس الدين (2) - الناسخ والمنسوخ تردد إلهى ...
- إلى هذا الحد وصلنا لحالة من الشلل والتسطيح والتهميش .
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 1 )- اليهودية نموذجا ً .
- ثقافة المراجعة والإعتذار المفقودة .
- نحن نخلق ألهتنا ( 6 ) - الله رازقا ً .
- تأملات فى الإنسان والحيوان والبرغوث .
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 4 )
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 3 )
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 2 ) .
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 1 ) .
- الأديان كتعبير عن مجتمعات عبودية الهوى والهوية .
- الجنه ليست حلم إنسان صحراوى بائس فحسب .. بل حلم مخرب ومدمر . ...


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تديين السياسة أم تسييس الدين ( 4 )- حد الردة رغبة سياسى أم رغبة إله مضطرب .