أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - عن التهديد والوعيد














المزيد.....

عن التهديد والوعيد


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الايام القليلة الماضية ارتفعت نبرة التهديد والوعيد بين الاطراف السياسية في وقت يفترض انه مرحلة حوارات تشكيل الحكومة الجديدة وفي ظل نتائج انتخابية معقدة لاتسمح لأي طرف بتشكيل الحكومة لوحده وبالتالي فأن كل طرف مهما كان حجمه هو بحاجة الى بقية الاطراف ومهما تعنتت القوى السياسية اليوم فإنها في كل الاحوال مضطرة الى التحالف فيما بينها وفق صيغة ما.
التهديد والوعيد المتبادل بين القوى السياسية له عدة نتائج، منها تعقيد الحوارات الجارية او المنتظرة لتشكيل الحكومة ثم سيؤدي بعد ذلك الى ايجاد حكومة تسيطر عليها الاحتقانات والعداوات الشخصية والحزبية وهو ما سيؤثر على انسجام الحكومة وتماسكها وبالتالي فعاليتها، كما ان منهج التهديد والوعيد يعرض مؤسسات وهيئات الدولة الى ضغوط شديدة لأن جزءا من هذا التهديد والوعيد هو موجه بسبب اجراءات تتخذها هذه المؤسسات والهيئات وقد يقود ذلك الى تسييس عملها وتعريض بنائها الى الخطر في مرحلة قادمة نتيجة للاجراءات الانتقامية، وسياسة التهديد والوعيد تفتح الباب الى تعظيم التدخل الخارجي في العراق ويدفع القوى السياسية الى استجلاب دعم دول اخرى لها في اطار مواجهتها مع القوى العراقية المنافسة، واخطر ما تؤدي اليه سياسة التهديد والوعيد سيكون في السياق الامني، فقد تبارى خلال الايام الماضية ساسة الى الاعلان عن تعرضهم الى تهديدات بالتصفية الجسدية دون ادلة مؤكدة وبلا اجراءات قانونية وهم بذلك يرفعون من مستوى الاحتقان في الصعيدين السياسي والشعبي.
من الصعب جدا على اي شعب ان يدفع مرتين ثمن وجود نظامه السياسي، ففي العراق على الشعب ان يتحمل اولا اجراء عملية انتخابية بما يعنيه ذلك من مشاركة وتكاليف مالية واعباء امنية وادارية ثم على الشعب مرة اخرى تحمل مناوشات الساسة وربما مواجهاتهم الاعلامية واحيانا المسلحة بما يعنيه ذلك من خراب امني واقتصادي ثم تخرج بعد ذلك ومن تفاعل هاتين العمليتين مؤسسة سياسية ديمقراطية فيها فصل بين السلطات ومؤسسات تشريعية وتنفيذية تكلف المال العام الشيء الكثير.
من خلال سياسة التهديد والوعيد تبدو العملية الديمقراطية كمجرد حلبة لانتاج تسوية بين النخب السياسية بما يرضي جميع اللاعبين او بما يخلق اتفاقا بين لاعبين كبار يجنبهم مواصلة المواجهة فيما بينهم حتى الرمق الاخير ولتنتهي بذلك فكرة ان تكون الديمقراطية اداة الشعب للتعبير عن نفسه وحاجاته ومن ثم ادارة نظامه الاجتماعي وثروته بما يلبي تلك الحاجات، او باختصار اننا امام نموذج من ديمقراطية للحكام وليس ديمقراطية للمحكومين.
لماذا إطمئنت جميع القوى السياسية العراقية الى فكرة استسلام الشعب لعمليات دفع متواصلة دون اي مردود، او بمعنى آخر لماذا تظن القوى السياسية ان من واجب العراقيين دفع ثمن تمتعها هي بالسلطة؟.
سياسة التهديد والوعيد الشائعة هذه الايام تكشف عن نظام سياسي اكثر هشاشة مما قيل عنه حتى الآن وتكشف أيضا عن سيطرة افكار فردية وحزبية وفئوية هي ابعد ما تكون عن النظام الديمقراطي، كما تكشف عن احقاد هائلة يمكن للتصارع على السلطة ان يولدها في اي لحظة حاسمة للتغيير حتى لو جاء عبر صناديق الاقتراع، ويبدو هذا الوضع شديد الخطورة مع غياب او تقلص دور الضامن الدولي وبالاخص الامريكي، وهو يعني أيضا ان الساسة العراقيين وبعيدا عن الضغوطات لن يتقبلوا بسهولة الاستجابة لإستحقاقات النظام الديمقراطي، فلا الخاسر يريد الاعتراف بخسارته ولا الفائز يقف عند حدود فوزه، ويتصرف كل طرف مهما كان حجمه وكأن الدولة ملزمة بتوفير طموحاته والا فالويل والثبور.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدويل الازمة
- إطلاق سراح الابرياء
- شرعية قيد التشكيك
- متاهة عراقية
- ذبح الاطفال..خبر عابر
- صراع الأحقيات
- العناد السياسي
- الدور الاقليمي في تشكيل الحكومة
- أسس التفاوض والتحالف
- كثير من الضجيج الأجوف
- نتائج حرجة ومثيرة
- عندما لا نفهم النظام السياسي
- إنتخابات بدرجة فوضى
- الانتخابات.. الشك والتأجيل
- حملات ما بعد الانتخابات
- الاتفاق السياسي أولا
- البرلمان القادم
- الانتخابات وأزمة الثقة
- إتهامات بلا حدود
- التهديدات القادمة


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - عن التهديد والوعيد