أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهدي الداوودي - شيء عن الفدرالية














المزيد.....

شيء عن الفدرالية


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 23:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الفدرالية كلمة فرنسية الأصل، تعني (اتحاد) أو (رابطة). وهذا النوع من الاتحاد الذي نطلق عليه (الفدرالية) إنما يكون بين مقاطعات ضمن الدولة الواحدة التي تحتوي على مستلزمات الفدرالية فقط. ولهذا فإن هذا المفهوم لا ينطبق على الاتحاد بين الأفراد والجماعات ضمن حزب أو جمعية مثلا.
والفدرالية، كشكل للنظام السياسي يمكن أن تنطبق في دولة تتمتع بوجود أمة واحدة لها مستلزمات مشتركة مثل اللغة الواحدة والدين والتاريخ والثقافة الخ، كما في ألمانيا الاتحادية مثلا وذلك لتسهيل إدارة الدولة وإعطائها إمكانات التطور السريع المتميز بالمرونة البعيدة عن الأساليب البيروقراطية المركزية مع أخذ ظروف كل مقاطعة بنظر الاعتبار.
كما ويمكن أن تطبق الفدرالية في دولة تتميز بوجود أكثر من قومية أو أمة أو شعب أو مقاطعات لها خصائصها التي تتميز بها. أي أن الحدود السياسية تجمع أمتين أو أمم أو مقاطعات تختلف عن بعضها بعضاً من ناحية اللغة والحضارة والأصل أو الجغرافية أو مستوى التطور الخ.
وينظر الدستور السياسي للدولة الفدرالية إلى المقاطعات والقوميات المختلفة بنظرة واحدة و متساوية ويعطي الضمان الكامل لأخذ الفروق التاريخية والثقافية والاجتماعية والأنثروبولوجية الخ بنظر الاعتبار. ويضمن رعايتها وحمايتها من الناحية القانونية. ويقوم الشكل الفدرالي للحكم بالاحترام المتبادل لذلك التنويع الحضاري والجغرافي والاثني الذي تتميز به تلك الشعوب مع إعطاء الضمان الكافي لاحترام تلك الحقوق.
ويعتمد النظام الاتحادي أو الفدرالي على شعارين مهمين يختصران محتواه، وهما:
1- وحدة المتنوعات.
2- التعددية في الوحدة.
وبهذا يكون النظام الفدرالي أشبه بموزائيك موحد، ولكن بألوان وزخارف مختلفة داخل إطار واحد، تجمعه المحبة والألفة والروح الحضارية.
وهذا الشكل الذي يسمى بـ ( الدولة الاتحادية) يستند على نظام أساسي يتكئ عليه المجتمع والدولة، نظام يفسح المجال الواسع للتعددية ومن ثم تطورها ضمن الدولة الواحدة.
وهنا يجب أن يتمتع الاتحاد وأعضاؤه بالمساواة المطلقة والتامة، فإلى جانب ضمان استقلال كل عضو اتحادي (فدرالي) بغض النظر عن حجمه، يجب أن يكون الإخلاص للدولة الاتحادية بنفس المستوى. وينبغي على الدولة الاتحادية أن تقوم بتنفيذ المهام التي لا يتمكن العضو الاتحادي أو الأعضاء الاتحاديين من إنجازها.
وشكل الدولة الاتحادية هو التنفيذ القانوني لمفهوم الدولة الفدرالية.

وبالنسبة إلى ما يتعلق بالدستور، فإن لكل عضو فدرالي دستوره الخاص به، يأخذ الظروف الموضوعية والذاتية للمنطقة بنظر الاعتبار، كما وأن هناك دستور خاص بالدولة الاتحادية المركزية يحدد العلاقة بين الأعضاء الفدراليين من جهة والدولة المركزية (الاتحادية) من جهة أخرى. كما ويتمتع كل عضو بامتلاك العلم والشعار الخاصين به واللذين ينتصبان إلى جانب علم وشعار الدولة المركزية.
وهناك شكل آخر أو شكلان آخران للفدرالية، يمكن تطبيقهما على قوميات أو مجاميع اثنية صغيرة، هما الحكم الذاتي أو اللامركزية، بحيث تتسنى لهذه المجاميع الصغيرة إدارة شؤونها بنفسها.
وللفدرالية، من حيث وجهة النظر التاريخية، أهداف متنوعة، ظاهرية وغير ظاهرية، وكذلك مخلصة وغير مخلصة.
إذا نظرنا بنظرة إنسانية صرفه إلى مفهوم الفدرالية، نجد أنها تؤدي إلى الأخذ بيد الأمة أو القومية الضعيفة المتخلفة من قبل الدولة المركزية صاحبة القومية الأكثر تطورا وهذا الأسلوب هو ما أراده النظام السوفييتي في بداية نشوئه، ورغم الصعوبات الكثيرة التي كان يعانيها الاتحاد السوفييتي سواء في الداخل أم الخارج، فإنه تمكن من الأخذ بيد شعوب متخلفة كثيرة كي تتمكن من إدارة شؤونها، ولكن تحت شرط الالتزام بالايديولوجية الشيوعية. وأما في القرون الوسطى، فإن النظام الفدرالي كان يحاول الهيمنة على القومية الضعيفة وصهرها في بوتقتها واستمرت هذه الحالة حتى القرن التاسع عشر.
إن الأهداف النبيلة للنظام الفدرالي هي التآخي الصحيح بين الأمم والقوميات والمساهمة الفعالة في تطويرها وازدهارها وإيصال معالم الحضارة إلى أبعد الأماكن التي حالت ظروفها الذاتية والموضوعية أن تحرم منها.
إن تنفيذ مبدأ الاتحاد الفدرالي لا يمكن أن يجري على أساس الإلحاق القسري أبدا ومهما كان، بل أن طريق الديمقراطية هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق هذه الفكرة التي تعتمد على مبدأ حق تقرير المصير الذي يبقى مفتوحا ويعطي الحق للعضو للانفصال متى ما شاء.
إن طريقة الإلحاق القسري قد تؤدي أحيانا إلى الكوارث كما حدث بالنسبة للدولة الاتحادية اليوغوسلافية. ويجري الانفصال أحيانا بالطريقة السلمية كما حدث بالنسبة إلى تشيكوسلوفاكيا وبعض الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي مثل ليتوانيا وغيرها.
أما ما يسمى بالكونفدراتسيون فهو اتحاد دول مستقلة بين بعضها بعضاً بشكل اختياري، غايتها التقارب والاندماج الاقتصادي أو القومي، مثال ذلك الاتحاد الذي حصل في العام 1971 بين كل من مصر وليبيا وسوريا، ولكن النتيجة لم تؤد إلى التوفيق بل إلى الفشل، علما أن الوحدة العربية هي شعار القومية العربية. ويبدو أن العامل القومي ليس هو الحاسم في تحقيق هذه المسالة التي لها قوانينها وشروطها الذاتية والموضوعية المعينة.
تكون للدول الأعضاء في الدولة الاتحادية الأمور التالية الخاصة بها:
- برلمان
- مجلس وزراء مع رئيس
- الميزانية السنوية
- جهاز الشرطة
- الأمن و صيانة الدولة
- الدستور المحلي

أما بالنسبة إلى وزارة الدفاع والسياسة الخارجية فتكونان مركزيتين. وبالنسبة إلى قانون الضرائب، فيتم بالتعاون مع الدولة المركزية. ويكون قانون الضرائب عادة موحدة ضمن الدولة المركزية، ومع ذلك فإن وضع المناطق المتأخرة اقتصاديا يؤخذ بنظر الاعتبار، إذ أن المناطق الغنية يجب أن تساعد المناطق الفقيرة.



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقليم كردستان، مكسب تاريخي لا يجوز التفريط به
- دناصير من هذا الزمن
- عار البعث في 8 شباط 1963
- تحريف التاريخ في زمن الارهاب
- أيها البحر
- تعصب الجاهلية الاعمى
- الواقعية في السياسة
- إلى أنظار المدعي العام العراقي المحترم
- أين تكمن خطورة البعث؟
- هل نحن بحاجة إلى النقد؟
- عندما يتحول الماضي إلى عبء مميت
- الجدران بين 2010 ق.م و2010 م إلى أدونيس
- ملاكمة بين أروخان والعسكرتارية
- أين تكمن المشكلة؟ بين الأمس واليوم
- متى نتعلم نن التاريخ
- القضية الكردية في تركيا
- لماذا يعلن القاتل عن جريمته؟
- تأملات
- حول مفهوم الديمقراطية
- على هامش حملة المثقفين العراقيين هل هي مشكلة عدنان الظاهر فق ...


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهدي الداوودي - شيء عن الفدرالية