أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهدي الداوودي - لماذا يعلن القاتل عن جريمته؟














المزيد.....

لماذا يعلن القاتل عن جريمته؟


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القاتل، مهما كان سبب القتل، لا يعلن عن جريمته أبدا، رغم أن دافعا غريزيا يدفعه إلى أن يحوم حول جريمته. وإذا حدث وأن أعلن عن جريمته، فلا شك أنه قد فعل ذلك دون إرادته وبصورة عشوائية لا واعية، سرعان ما يفتعل الندم على فعلته ويسرع إلى مجموعة الماشين وراء الجنازة أو الجنازات كي يساهم معهم في حمل الجنازة، وليوحي للآخرين أنه من المقربين من الميت أو الموتى الذين هم في الحقيقة ضحاياه. إن مجرد ركضه للمساهمة في حمل الجنازة، هو من ضمن دافع الحوم الغريزي الذي ليس بمقدوره مقاومته، فالقاتل، من حيث شاء أم أبى، يفقد شخصيته الانسانية ويتحول إلى كائن متوحش تمتلئ عيناه بالدم. ويرى الأشياء كلها حمراء ملطخة بالدماء. وإذ يفقد القاتل شهيته التي لن تعود إليه إلا بإراقة دماء جديدة، توخزه بقية باقية مما يسمى بالضمير في أعماقه التي لا زالت تحتفظ بالقليل منه. وهذا القليل من ضمير القاتل يتوارى ويتلاشى، كي يحل محله توتر يهيمن على أعصاب القاتل ويحوله إلى حالة من الجنون الحيواني الذي يسمى بـ "السعار". حين يصاب القاتل بمرض السعار، يكون قد حكم على نفسه بالموت المحقق الذي لا شفاء له إلا في أروقة المستشفيات التي يتجنبها القاتل، خوفا من إلقاء القبض عليه.

ويرى القاتل، أن عملية إراقة دماء الضحايا، هي مسألة طبيعية جدا، ذلك أن مولاه الملفع بالعباءة والعمامة، الذي هو ظل الله على الأرض، قد تسلم مهمة القتل وإراقة الدماء من قوة أعلى لا يجوز التفكير في ماهيتها. وهنا يبرر القاتل فعلته التي هي الجهاد وليس قتل الأبرياء مثلما يروجه أولاد الشوارع. وهو سينال جزاءه الذي يستحقه في الآخرة" حوريات وغلمان" و"جنات تجري من تحتها الأنهار". ما أقصر الطريق إلى النعيم.

ويعلن القاتل عن جريمته بكل وقاحة ودون خجل. لا يردعه رادع من أن يعلن أمام الملأ، عن مسئوليته بقتل مئات الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الأبرياء.

أي قاتل وقح وغبي هو هذا الذي يعلن أمام الملأ، أنه هو القاتل الحقيقي؟

ويتحول القتل إلى مهنة، ويفتخر القاتل أنه ذبح العشرات من البشر.
ويتحول السبب إلى ايديولوجية الحثالات، التي لا يمكن أن تناقش، والتي ترى في القتل العشوائي وسيلة إلى العودة إلى ما قبل الألف عام في عصر اكتشاف الكواكب. ومما يزيد في الطين بلة، أن دعاة مقاومي هذه الحثالات، هي نفسها حثالات من نوع آخر، تستخدم نفس الأسلحة البالية.
أليس هو منتهى الجنون أن يعترف القاتل بجريمته في وضح النهار؟
على من يتكئ هذا القاتل يا ترى، وما الذي يريد أن يحققه بهذه الوسيلة القذرة؟

أليست العملية كلها مشبوهة؟



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات
- حول مفهوم الديمقراطية
- على هامش حملة المثقفين العراقيين هل هي مشكلة عدنان الظاهر فق ...
- وداعا قحطان الهرمزي: أحد أعمدة جماعة كركوك
- سر غياب حمه جان
- كامل شياع ، ميدالية شرف الكلمة
- لمصلحة من هذه الحملة ضد الكورد؟
- دعوة مخلصة لسياسة واقعية
- كردي فيلي يبحث عن هويته
- إلى اليسار در
- إبراهيم الداقوقي في ذمة الخلود
- حذار من توريط البيشمه ركه في القتال
- أن نكون أو لا نكون


المزيد.....




- منازل مدمَّرة وذكريات مطمورة: أهالي مخيّم النصيرات يبحثون عن ...
- المفوضية الأوروبية تقترح عقوبات على إسرائيل والأخيرة تهدد بـ ...
- ظهور القيادي في حماس غازي حمد لأول مرة منذ الهجوم الإسرائيلي ...
- لبنان يواجه أسوأ موجة جفاف منذ 90 عاما
- 79 ألفا غادروا إسرائيل جراء الحرب على غزة
- إعلام عبري يكشف تفاصيل إطلاق صاروخ -قسام- بالضفة
- هآرتس: الجيش يوظف مليشيات فلسطينية بغزة لتنفيذ مهام عسكرية
- سوريا تشارك لأول مرة في -تكنوفيست- بإسطنبول
- الحكومة الصينية تمنع الشركات من التعامل مع -إنفيديا- تماما
- كل ما تحتاج لمعرفته عن -آي أو إس 26- الجديد


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهدي الداوودي - لماذا يعلن القاتل عن جريمته؟