أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زهدي الداوودي - ملاكمة بين أروخان والعسكرتارية














المزيد.....

ملاكمة بين أروخان والعسكرتارية


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 23:24
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل انعقاد اجتماع استانبول في 3 / 11/ 2007 بفترة قصيرة جدا، هبت عاصفة سياسية هوجاء في تركيا، نافست في قوتها وجبروتها أعتى الأعاصير التي تهب بين حين وآخر على الولايات المتحدة وخليج المكسيك وبدت كما لو أنها جاءت كي تقلب الدنيا عن بكرة أبيها. وأعقبت العاصفة هذه عملية تحريك واسعة للجيش التركي تم فيها نقل 100000 جندي مع أعداد هائلة من الدبابات والمدرعات والمقاتلات الجوية وأنواع ناقلات الجنود وحاملات الآليات العسكرية وتوجهت كلها إلى الحدود التركية – العراقية مع تهديدات واستعراض عضلات، سواء من قبل العسكرتارية أو رئيس الوزراء أردوخان. وكان الهدف من هذه الضجة، كما أعلنت عنه الجهات التركية المسؤولة هو تأديب مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووضع نهاية لارهابه واجتياح العراق، الأمر الذي أدى إلى نشر الرعب، ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم أيضا. وراحت وكالات الأنباء ومراسليها تبدي عن قلقها ومخاوفها الجدية حول مصير السلم في المنطقة. وأطلقت الدول الكبرى تصريحاتها بغية تهدئة القادة الأتراك وضرورة لجوئها إلى طريق الدبلوماسية واستعمال العقل والهدوء الخ..وقبل أن تنتقل المعركة إلى داخل العراق، أو بالأحرى إلى داخل أراضي إقليم كردستان، وهذا هو الهدف بالأساس، حصلت مناوشات خفيفة بين كل من الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، وذلك كجس نبض أولي لاختبار استعداد الطرفين لخوض المعركة الفاصلة. وكانت الحصيلة أسر ثمانية جنود أتراك، على الأرض التركية، من قبل مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووقوع ضحايا من الطرفين.
كانت هذه الخطوة أشبه باللكمة التي يوجهها الملاكم ضد خصمه خلال الدقائق الأولى في حلبة الملاكمة. وهذه اللكمة الأولية تحدد عادة لمن تكون الغلبة في نهاية المطاف. والذي تلقى اللكمة في الحقيقة لم يكن أردوخان، بل العسكرتارية التي أرادت أن تورط حكومة أردوخان في حرب خاسرة جديدة، بغية إضعافها فالاطاحة بها، ذلك أن عهد الانقلابات السافرة قد أكل عليه الدهر. ويعرف أردوخان هذه الحقيقة. ويعرف أيضا أن المسألة الكردية في تركيا لن تحلها وسيلة الحرب. فهو أي أردوخان، وضع الجيش أمام هذه الحقيقة منذ اللحظة التي أوعز فيها إلى برلمانه أن يصوت إلى جانب خيار الحرب. وكان أن زايد على العسكرتارية وسحب البساط من تحت أقدامها.
هذه هي النقطة الاولى التي سجلها أردوخان، كدعامة داخلية ضد عدوه المستتر: العسكرتارية التي لم تهضم بعد تربع حزب العدالة والتنمية على السلطة ولا تريد أن تهضمها. وأما النقطة الثانية التي سجلها أردوخان كدعامة خارجية ضد العسكرتارية، فهي اجتماع استانبول، إذ أنه أثبت أمام الاجتماع الذي ضم وزراء خارجية دول الجوار والدول الكبرى والثماني الصناعية، أنه الحاكم الشرعي المنتخب في تركيا والذي لا يمكن زحزحته، سواء من قبل التيار الكمالي أو القومي أو العسكرتارية. ذلك أن وجود كل هؤلاء في استانبول هو اعتراف ضمني بسلطته وحزبه، رغم لونه الديني. وأما النقطة الثالثة التي سجلها فهي ضد حزب العمال الكردستاني الذي أجمع الاجتماع على كونه حزب ارهابي. ولا يجوز الاستهانة بمثل هذا الاجماع مهما كانت الحجج. ولذلك أعاد حزب العمال الكردستاني النظر بكل جدية في مجمل استراتيجه وتاكتيكه للتخلص من هذه الوصمة، التي تستغل من قبل الكثير من الأوساط لتوجيهها ضد حركة التحرر الكردية. ومثل هذه العملية تحتاج إلى وقت غير قليل. ولا نريد هنا أن نعيد إلى الأذهان بأن الارهاب هو أسلوب من أدار التاريخ له ظهره، ثم أن إرهاب الدولة أقوى بكثير من أية عملية عسكرية تقوم بها جماعات تطالب بحقوقها الأولية، التي يمكن اكتسابها بأساليب النضال الجماهيري أيضا.
إن المسألة الكردية قضية معقدة ومتشابكة وحساسة وهي تعتبر من إحدى المشاكل العالمية التي لم تحل بصورة عادلة في الحرب العالمية الاولى. ولكن لابد أن يحله التاريخ ذات يوم، إن عاجلا أم آجلا. ولعل، أعقد حلقة في هذه المشكلة هي توزعها بين أربع دول لها ظروفها الخاصة بها، الأمر الذي لا يمكن علاجها بوصفة جاهزة واحدة وبسرعة، بيد أن هناك حقيقة واحدة لا يجوز نسيانها، وهي النضال الجماهيري المستمر من أجل الحصول على المكاسب، مهما كانت ضئيلة، فصيانتها. ولعل أعظم مكسب حصل عليه الكورد حتى الآن هو "فدرالية كردستان العراق". ولذلك فإن صيانة هذا المكسب هو واجب كل القوى التقدمية والديمقراطية في البلدان التي تقتسم كردستان.
قلت ذات مرة لصديق أذربايجاني في زمن الشاه:" أنتم تعدادكم في إيران أكثر من عشرة ملايين نسمة، لماذا لا تناضلون من أجل أن تنضموا إلى أذربايجان الأم، فتشكلوا دولة موحدة كبيرة؟"
أجابني ساخرا من سؤالي:" وماذا نستفيد؟ نحن مسيطرون على كل بازار طهران. هل تقبل أن نتنازل عن أسواقنا للفرس؟"
كانت تلك وجهة نظر تاجر بالنسبة إلى مسألة مصيرية لأمة. وللتجار أيضا رأيهم في السياسة وحق تقرير المصير. ولكن ينبغي أن لا ننسى بأن المال، إذا تجاوز حده، قد يتحول إلى وسيلة لتمييع القضية الأساس.



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين تكمن المشكلة؟ بين الأمس واليوم
- متى نتعلم نن التاريخ
- القضية الكردية في تركيا
- لماذا يعلن القاتل عن جريمته؟
- تأملات
- حول مفهوم الديمقراطية
- على هامش حملة المثقفين العراقيين هل هي مشكلة عدنان الظاهر فق ...
- وداعا قحطان الهرمزي: أحد أعمدة جماعة كركوك
- سر غياب حمه جان
- كامل شياع ، ميدالية شرف الكلمة
- لمصلحة من هذه الحملة ضد الكورد؟
- دعوة مخلصة لسياسة واقعية
- كردي فيلي يبحث عن هويته
- إلى اليسار در
- إبراهيم الداقوقي في ذمة الخلود
- حذار من توريط البيشمه ركه في القتال
- أن نكون أو لا نكون


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زهدي الداوودي - ملاكمة بين أروخان والعسكرتارية