أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد كاظم - قصة عراقية من سجن سعودي بخمس نجوم














المزيد.....

قصة عراقية من سجن سعودي بخمس نجوم


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 22:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من اماكن العزلة بعيدا عن صخب الاخرين في عالمي الذي احب ان اعيشة حيث غرفتي المظلمة الا من شاشة الحاسبة وصفحة الانترنت التي تتغير بنقرات الاصابع تذكرت صديقي "حميد" من ناحية "غماس" ايام واحدة من صفحات سوداء في معسكرات لواء حقير ايام احتياط مذل في احقر جيوش الارض حين قرات في الشاشة البيضاء ان هناك سجن سعودي بخمس نجوم في احد المواقع الانترنيتية . وحيث تستهويك القصص رغم غرابتها ومبالغاتها وتصدق مرغما نتاج السن الاخرين رغم التهويل . لكن بعض القصص تحوي من حروف الصدق اكثر من الصدق نفسة حين تختنق بحسرة ماساة و تاتي حروفها لتنفس عن انفس مكسرة لبقايا اجساد خاوية كما يقول المتنبي ...كفا بجسمي نحولا لولا.. مخاطبتي اياك لم ترني . حين كان الجوع ينخر عظم العراقيين في حصار لم تتاثر لة امعاء السلطة بينما كانت امعاء حميد تبحث عن لقمة تسد بها رمقها ورمق ثلاثة اطفال جياع وزوجة اعياها الهزال الذي اطلق اقدام حميد في اخر امرة ليعبر الحدود الى دولة الملوك من "ابناء سعود" لتجد قدماة موطاء قدم هناك في تلك المملكة التي لاتعرف ارضها الجوع والفقر والعازة مثل ماقيل لة . ليعمل " بوظيفة " راعي اغنام مع احد مربي الحيونات. لكن حظ حميد كان قاسيا حين وجد نفسة بأدي الشرطة التي وضعتة في سيارات "شوفر لية" اميركية نحو المخفر ليرحل بعدها نحو احد السجون التي لاتبعد عن الحدود. لكن حميد لم يشعر بالغربة لانة وجد هناك تجمع هائلا من العراقيين المتنعمين بفردوس سجن من خمس نجوم حيث الراحة والتبريد والطعام المجاني ونوم مريح على ارائك اسفنجية اضافة الى نيل حصة مجانية من النقد بدون عمل ومع احاديث هذا السجن وجلساتة بدا جسد حميد الاسمر يميل نحو البياض شيئا فشيئا بسبب شامبو الحمامات التي تفيض بالماء الصافي المعقم حتى في اماكن water closet التي لم يشاهد حميد لها من شبية حتى في احلامة الوردية . ومع مرور الايام في تلك الخمس نجوم كان الطعام يتغير حسب طلب النزلاء الذين اصابهم الملل من لحم الدجاج والخراف .وازداد وزن حميد ونمت لة طبقات دهنية وبدا جلدة يميل نحو النعومة ولم تصدق عيناة مثل ماشاهد من طيبة اناس بلباس عسكري مثل ماشاهد مثل اولئك الحراس المهذبين الذين لايشتمون سجينهم ابدا بل يعاملونة مثل طفل الروضة وصبي المدرسة الابتدائية . وتجمعت لدية كمية من تراكم لمال بالريال كان في مقياس القيم يكفي لشراء منزل في تراب ميسوبوتاميا الرخيص دائما. اضافة لسيارة يابانية عتيقة الطراز . لكن فرحة حميد لم تكتمل حين زار احد الامراء من ال سعود ذلك السجن وامر باطلاق سراح وارجاع السجناء بقرار انساني نحو اهليهم واوطانهم. لكن حميد واصدقائة لم يرق لهم قرار الامير وتوسلوا الية ان يبقيهم في ذلك السجن امام استغراب الامير ودهشة الحراس الذين لم يشاهدوا ابدا في حياتهم سجينا يتمسك باغلالة مثل مايتمسك هؤلاء العراقيون . وازداد ت توسلات حميد بأمر السجن وحراسة ان يتوسطوا لدى الامير ان يبقيهم او يجدد لهم هذة الاقامة لمدة عام اخر امام . لكن كل التوسلات بائت بالفشل لانهم كانوا بمثابة مجانين بنظر الامير وشرطتة الذين اعيتهم الدهشة والضحكات . وعاد حميد واصحابة مخفورا الى حدود ارض الامجاد والاجداد والحضارات . وامام الرصاص الكثيف للشرطة السعودية نحو المخفر العراقي كانت سيارت الحدود العراقية تهرع نحو هذا الصيد الدسم المليى بالاوراق النقدية والريالات . واقتيد حميد وجماعتة معصوب العينين هذة المرة نحو " سجن الخانوك " كما يسمية حميد . ويتاهوة حميد كثيرا . بالحسرة ...اة ... لم ارى في حياتي من القتلة والظالمين كما رايت في الخانوك.. وفي القاعة الخانقة بالروائح الكريهة و النتنة و المليئة بالقمل المنتقل بحرية بين اجساد السجناء العابرن للحدود فتح حميد عينينة .وامام " كيبل " ....1ملازم اول التحقيق اطلق حميد كل مايعرفة وما لايعرفة ....لان ضربة ذلك الكيبل تخترق الجلد وتستقر في الشحم الابيض...... كما تفوة المحقق وهو يمسك طرف "كيبلة" . وسال حميد بتوسل ذلك الضابط .....هل لك اب ياسيدي ..... لماذا ... هل والدك حي ياسيدي ... واستدرك الضابط شيا ..نعم .. لاني املك "قاط ".....2 صوفي رائع .. وهو هدية لوالدك ... ضحك الضابط وامر بعدم جلد حميد او تعليقة مثلما جلد بعض اصحابة الذين نزفت جروحهم من القيح والصديد ومات بعضم بتسمم الدم في ذلك السجن .. ويستمر حميد في اهوالة حين تنفس هواء الحرية بعد سنة مظلمة اذابت لة الشحم السعودي واسودت بشرتة التي نخرها القمل والحشرات وتصلب جلدة من النوم على الخرسانة والحجارة واصابة الهزال وفقر الدم بسبب عدم وجود ماياكلة في الخانوك الذي اكل لحمة . وتمنيت ان ارى حميد في هذة اللحظة واسمع منة صفحتة الاخيرة امام هذة الشاشة الانترنيتية ......لولا نصف تلك الريالات لم اخرج واشاهد منزلي الذي اشتريتة بالنصف الثاني من اموال ذلك السجن السعودي ذو الخمس نجوم ...
جاسم محمد كاظم
[email protected]





#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينتي في معرض الذكرى- ارتجاعية الصورة -
- اة لو كانت لهم شجاعة رفاق - سانت ياغو -
- لماذا لم يدافع العمال السوفييت عن دولتهم ؟
- هنا الوردة فلنجلس هنا......
- لانها وطنية كاذبة فالحل هو حكومة من الامم المتحدة
- السلالة الفرعونية المباركية الثانية والثلاثون
- من هو الشهيد في العراق ؟
- اليمن عراق جديد قابل للتفتت
- هل تبرأ فالح عبد الجبار من ماركسيتة؟
- اضربوة بذيل البقرة
- صدقت ماركس حقا انة ...... الشعب
- تحقير العمل وتبخيسة في العراق
- ماذا لو اقرت القائمة المغلقة؟
- مليونيرية السلطة وشحاتي الشعب
- هل تغير لون السيناريو ياحزب العمال الشيوعي ؟
- لواء العقيدة اليمني
- أي نصر هذا الذي حصل في اكتوبر ؟
- واحدنة يعادل مليون....-بالمشمش-
- هل سيكون الاكراد القادة الجدد للدولة العراقية؟
- هدوء نسبي .. نموذج عروبي لتزوير التاريخ


المزيد.....




- غروزني تشهد افتتاح معرض لغنائم العملية العسكرية الروسية
- ماذا تخفي الزيارة السرية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد إ ...
- ألمانيا- تأييد لتشديد القانون الجنائي لتحسين حماية السياسيين ...
- -ليس وقت الاحتفالات-.. رئيس بلدية تل أبيب يعلن إلغاء مسيرة ا ...
- روسيا.. العلماء يرصدون توهجا شمسيا قويا
- برلماني روسي: الناتو سيواصل إرسال عسكريين سرا إلى أوكرانيا
- كيم يهنئ بوتين بالذكرى 79 لانتصار روسيا في الحرب العالمية ال ...
- -في يوم اللا حمية العالمي-.. عواقب الصيام المتقطع
- اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وصربيا تدخل حيز التنفيذ في ا ...
- للمرة الـ11.. البرلمان الأوكراني يمدد -حالة الحرب- والتعبئة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد كاظم - قصة عراقية من سجن سعودي بخمس نجوم