أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالوهاب حميد رشيد - العاصفة القادمة















المزيد.....

العاصفة القادمة


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 17:20
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


هناك عاصفة قادمة نحو الشرق الأوسط. ويظهر أن لا حكومة الولايات المتحدة ولا الرأي العام الأمريكي مستعدون لها، وقلّما يدركون تأثيرها، لأنهم واقعون في حالة من خداع الذات بشأن قدرتهم التعامل مع هذا الوضع بالعلاقة مع الأهداف المعلنة. العاصفة ستنطلق من العراق إلى أفغانستان، باكستان، لتصل إلى إسرائيل/ فلسطين.. وبتعبير كلاسيكي "ستنتشر كالنار في الهشيم."
وقّعت الولايات المتحدة على إتفاقية وضع قواتها مع العراق SOFA. دخلت حيز التنفيذ في الأول من شهر تموز/ يوليو. تنص على تسليم الأمن الداخلي للحكومة العراقية. ومن الناحية النظرية، تُقيد الإتفافية، أساساً، القوات الأمريكية في قواعدها وبعض الأماكن المحددة لتدريب القوات العراقية. هناك ألفاظ في الإتفاقية غامضة، ويظهر أنها وضعتْ عمداً بإفتراض أنه كان السبيل الوحيد لكلا الطرفيق للوصول إلى توقيعها.
أظهرت الإتفاقية مدى ضعفها حتى في الأشهر الأولى من تطبيقها. القوات العراقية تفسرها على نحو صارم جداً. يُحظّر رسمياً دوريات مشتركة، وأيضاً أي نشاط عسكري أمريكي قبل إتفاق مسبق مع الحكومة. ووصل الأمر إلى حد قيام قوات عراقية بإيقاف قوات أمريكية عند نقاط التفتيش أثناء ساعات النهار.
صارت القوات الأمريكية في حالة غضب. حاولوا تفسير شرط فضفاض يضمن لهم الحق في الدفاع عن النفس، ويُشيرون إلى تصاعد العنف بأنه يعني ضمناً عدم قدرة القوات العراقية على ضمان الأمن.
من الواضح أن القائد العام للقوات الأمريكية في العراق الجنرال Ray Odierno مستاء للغاية، ويحاول- وفق الإتفاقية- إيجاد مبرر لإعادة بناء الدور المباشر للولايات المتحدة. اجتمع مع رئيس وزراء حكومة بغداد ومع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، وسعى لإقناعهما الإتفاق على إنشاء دوريات ثلاثية مشتركة (عراقية/ كردية/ أمريكية) في الموصل ومناطق أخرى من شمال العراق بغية منع أو الحد من العنف. وافقا بأدب النظر في اقتراحه، لكن خطوة اوديرنو تتطلب مراجعة رسمية لإتفاقية وضع القوات..
كان من المفترض، في الأصل، إجراء استفتاء referendum مع بداية شهر تموز لحسم مصير الإتفاقية، لكن الولايات المتحدة كانت خائفة من أن تخسر التصويت، وهذا يعني خروج كافة القوات الأمريكية من العراق بحلول 31 ديسمبر/ ك1 2010، سنة كاملة قبل الموعد النظري المحدد لخروجها وفقاً لإتفاقية وضع القوات.
تصوّرت الولايات المتحدة أنها كانت ذكية جداً في إقناع الجانب العراقي تأخير الاستفتاء لغاية يناير/ ك2 العام 2010 لتطبيقه بالتزامن مع انتخابات (البرلمان). ومن الاعتيادي في مثل هذه الانتخابات أن يسعى المرشحون الحصول على أصوات الناخبين. ولكن، من المتوقع أن لا يذهب أحد للمشاركة في حملة التصويت بـ "نعم" في الاستفتاء. ولتجنب أي شكوك، يعمل رئيس وزراء حكومة بغداد تقديم مشروع للبرلمان يسمح لأغلبية "كلا" بسيطة برفض الإتفاقية، مع أن المتوقع تواجد أغلبية ساحقة رافضة. من هنا، على اوديرنو أن يحزم حقائبه من الآن، أُراهن على أنه ما زال لديه أوهام بإمكانية تجنب العاصفة، لكن أوهامه أضغاث أحلام..
ماذا سيحدث بعد ذلك؟ في الوقت الحاضر، رغم أن هذا قد يتغير لغاية يناير، يبدو وكأن رئيس وزراء حكومة بغداد سوف يفوز في الانتخابات.. سيُحاول أن يبرز نفسه "الوطني" رقم واحد ليصبح بطل الوطنية العراقية. سيعمل على أن يعقد إتفاقات مع جميع السائرين (أو المدعين) على هذا الطريق دون استثناء. الوطنيون العراقيون، في هذه اللحظة، ليس لديهم الكثير للتعامل مع إيران أو السعودية أو إسرائيل.. هذا يعني أولاً وقبل كل شيء تحرير العراق من الحكم الاستعماري الأمريكي، وبالعلاقة مع الأحوال السيئة التي يعيشها العراقيون منذ الاحتلال العام 2003.
هل ستظهر ممارسات العنف في العراق؟ ربما، وقد يكون أقل مستوى مما يتوقعه اوديرنو وغيره. ولكن ماذا في ذلك؟- تحرير العراق- هو ما يُريده كافة العراقيين ومعهم الناس في الشرق الأوسط. وهذا ما سيجد ترجمته في كلمة "كلا" وقت الاستفتاء، وسيكون له تأثير مباشر عظيم على أفغانستان. سيقول الناس هناك، طالما فعله العراقيون، سنفعله نحن أيضاً.
بالطبع، الوضع في أفغانستان مختلف جداً مقارنة بالعراق. ولكن أنظرْ ماذا يجري حالياً بالعلاقة مع الانتخابات في أفغانستان.. توجد حكومة وضعتْ في السلطة لاحتواء وتدمير طالبان contain and destroy. ظهر الطالبان، كمجموعة، أشد تماسكاً وفعالية عسكرية أكثر من أي وقت مضى. حتى القائد العسكري الأمريكي Stanley McChrystal اعترف بذلك. يتحدث الجيش الأمريكي عن النجاح (النصر)، ولكن ربما على مدى عقد من الزمن. إن العسكريين ممن يتصورون بأن أمامهم عقداً من زمن للانتصار في الحرب ضد المتمردين (المقاومة)، يعني أنهم لم يقرأوا التاريخ العسكري!
لاحظْ السياسيين الأفغان أنفسهم. ثلاثة من المرشحين الأساسيين للرئاسة بينهم كرزاي، تحاوروا على شاشة التلفزيون بشأن الحرب الراهنة. أتفقوا جميعاً على أمر واحد.. يجب أن يكون هناك نوع من المفاوضات السياسية مع حركة طالبان، رغم أنهم اختلفوا على التفاصيل. بينما قوات الولايات المتحدة والناتو هناك أساساً لتدمير طالبان. كبار السياسيين الأفغان يناقشون كيفية التوصل إلى تفاهم سياسي مع طالبان.. هذا يعني هناك انفصال خطير بشأن تقدير الحقائق أو ربما أيضاً فيما يخص الأهداف السياسية.
استطلاعات الرأي- على قدر ما تستحق من الأهمية- تُبين أن غالبية الأفغان يُريدون مغادرة قوات حلف شمال الأطلسي.. كذلك يُريد الناخبون الأمريكان بأغلبيتهم الشيء نفسه.. والآن نتطلع قُدماً لشهر يناير 2010 عندما يصوت العراقيون في الاستفتاء على خروج الولايات المتحدة من العراق. تذكرْ أنه قبل وصول طالبان إلى السلطة، كانت البلاد مسرحاً لقتال عنيف وقاسٍ بين أمراء الحرب المتنافسين، وفق انتماءات إثنية، للهيمنة على البلاد.
شعرت الولايات المتحدة بالارتياح عندما استولى مناصروا طالبان على السلطة في باكستان، رغم ظهور مشكلة بسيطة، تجسّدت في أن حركة طالبان كانت جادّة في تطبيق الشريعة الإسلامية، وصديقة لمنظمة القاعدة الناشئة. عليه، وبعد 11/9 فإن الولايات المتحدة مع أوربا الغربية ومقاطعة الأمم المتحدة، غزت أفغانستان. تمت الإطاحة بـ طالبان من السلطة لبعض الوقت.
ماذا سيحدث الآن؟ من المحتمل أن تتحول أفغانستان إلى الحروب العرقية السيئة من خلال أمراء الحرب، ويصبح طالبان مجرد فصيل واحد. صبر الجمهور الأمريكي على الحرب سيتبخر، والعديد من دول الجوار(روسيا، إيران، الهند، باكستان) ستبقى تقاتل للتنافس على حصتها من الكعكة.
ثم تأتي المرحلة الثالثة- باكستان- وضع آخر معقد. ولكن لا أحد من اللاعبين هناك يثق بالولايات المتحدة. تُبين استطلاعات الرأي هناك أن الرأي العام الباكستاني يرى بأن الخطر الأكبر على باكستان هو الولايات المتحدة، وبأغلبية ساحقة. بينما العدو التقليدي- الهند- يأتي بعيداً خلف الولايات المتحدة.
عندما تنزلق باكستان تماماً في حرب أهلية، سيكون الجيش الباكستاني مشغولاً جداً. إنهم لن يستطيعوا
تأييد طالبان في أفغانستان، بينما يحاربونهم في باكستان، ولن يكونوا مستعدين بعد ذلك قبول الهجمات الجوية الأمريكية ضد باكستان.
ومن ثم تأتي المرحلة الرابعة من العاصفة- إسرائيل/ فلسطين. سيشهد العالم العربي انهيار مشاريع الولايات المتحدة في العراق، أفغانستان، وباكستان. مشروع الولايات المتحدة في إسرائيل/ فلسطين هو إتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لن يتزحزح الإسرائيليون عن مواقفهم قيد إنملة. وما تبقي من العاصفة هم الفلسطينيون. إحدى العواقب ستكون ضغط هائل من البلدان العربية على فتح (و) حماس لتوحيد قواتهما. وهذا الضغط سيقع على محمود عباس الذي قد يكون، حرفياً، هو القضية.
مممممممممممممممممممممـ
The firestorm ahead, By Immanuel Wallerstein, Aljazeera.com, 07/09/2009 07:00:00 AM GMT.
-- Immanuel Wallerstein, Senior Research Scholar at Yale University, is the author of The Decline of American Power: The US in a Chaotic World (New Press).
Source: Middle East Online.







#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفغانستان: مقبرة الإمبريالية الأمريكية
- الفساد في الإمبراطورية
- اللاجئون العراقيون يخشون ترحيلهم من سوريا
- اقتصاد القرن الحادي والعشرين: الآفاق الاقتصادية- الاجتماعية ...
- حقيقة مدينة الأطفال الرضع المشوهين في العراق
- جماعة حقوق الإنسان تنتقد سياسة الإعدامات في العراق
- مذابح المدنيين المسلمين هي دائماً.. -دفاع عن النفس- وليست إر ...
- تجارة المخدرات الأفغانية توفر 50 مليار دولار سنوياً للولايات ...
- الرقابة على إيرادات النفط في العراق
- الكفاح ضد الفقر.. -قصة من غزّة!-
- غسل الأدمغة ضد العرب في وسائل الإعلام الأمريكية
- نظرية النسبية بالعلاقة مع انطباقها على فلسطين
- حركة فتح: بداية جديدة أم نهاية وشيكة!؟
- البنتاغون ل اوباما: إبعث بمزيد من القوات أو إخسر الحرب
- العراق الجديد.. من صيدلانية إلى مدبرة منزل!
- أطنان من مهازل الإمبريالية
- اللاجئون العراقيون يواجهون تحديات حضرية
- أوقفوا القتل في أفغانستان
- تصاعد فرض الحماية في ظل الإمبريالية
- العراق يعاني من نوبة بيئية كارثية


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالوهاب حميد رشيد - العاصفة القادمة