أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - ألعوائل ألعراقية بدأت تسكن القبور ... أيها المحللون لواقع العملية السياسية المهيبه















المزيد.....

ألعوائل ألعراقية بدأت تسكن القبور ... أيها المحللون لواقع العملية السياسية المهيبه


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 23:41
المحور: المجتمع المدني
    


لم يعتد العراقيون من قبل سماع أو مشاهدة عوائل تسكن في القبور ، بل كانوا يسمعون عن ظاهرة كهذه في بلدان عربية اخرى فيحمدون ربهم على ما هم عليه من نعمه مع قلتها ، وحين سعت بعض القنوات الفضائية العراقية خلال شهر رمضان ، شهر الطاعة والغفران ، الى أن توظف الهبات المقدمة من قبل شركات ( الاتصالات ) الخاصه ضمن برامج الدعاية التجارية لها ، وذهبت لما اختارته من عوائل عراقية لتقدم لها هذه الهبات ، كانت قد كشفت المستور المؤلم لحال الكثير من العوائل العراقية المدفونة تحت ركامات الفقر والعذاب والتشرد ، نعم .. فلقد تبين بأن هناك عوائل تحمل الجنسية العراقية ومن الدرجة (أ) تسكن في المقابر ، بل إن احدى تلك العوائل صرحت برغبتها في أن تستجيب بقية العوائل ممن يمتون لها بصلة قربى لدعواتهم فيشاركونهم هذا المسكن الطيب والاقلاع عن الاحساس بالخوف من موتى أصبحت جثثهم لا تخيف حتى الاطفال .. نساء بوجوه تحمل سحنة المرأة العراقيه الجميله ، وصبايا عليهن ما عليهن من فتنة ذابت تحت وطأة العوز والحرمان ، ورجال بانت عليهم مذلة فقدانهم لكرامة من لا يجد منهلا لأعالة ابنائه ، جميعهم أظهرتهم لنا كرامات شهر الطاعة ، وكانت مناسبة لا تخلو من معاني كبيرة تلك التي حملت صور التصدق العظيمة على العراقيين المساكين من قبل شركة ( زين ) للأتصالات ، وغيرها من المؤسسات التجارية الوافده والتي تبحث لها عن مساحة من دعاية تعيد لها ما تتبرع به أضعافا مضاعفه .
لم يكفي العراقيين على ما يبدو، وهم ينتظرون يوم الاختيار الأكبر حين يتوجهون لصناديق الاقتراع ، بأن يسكنوا القبور حتى يتفهموا أين هي مواقع أقدامهم بين شعوب الارض ، ولم تثنهم عن عزيمتهم في ابقاء ذات الفأس التي احدثت شرخا في هاماتهم لتتركهم سبايا يستجدون خيرات رمضان في كل عام ، فهم سباقون يوم الاختيار الأعظم في عدم التنكر لأولياء الله من البشر ، وسيغمسون اصابعم في محابر الاستغفال وللمرة المئه ، فلا ضير في ذلك ما دامت هي ارادة الله ، وما دام طريق التضحية سيؤدي دوما الى جنة عرضها السماوات والأرض يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون .
العراقيون اليوم أصبحوا في جل ما يواجهونه من عذاب ، مشاريع مستساغة لتجارب العالم القريب منهم والبعيد ، ولم تعد حسابات السياسة والاقتصاد واستقراء المستقبل تفي بالغرض المطلوب في تبيان ماذا سيحدث يوم الغد .. ولم يتبقى لأي متتبع للشأن العراقي غير أن يستغرب أمام هذا الكم الهائل من اللامعقول والذي يحدث عند كل لحظة وفي كل مكان ، انه استهجان لا شبيه له بمقدرات شعب طالت معاناته وضحكت من تعثره الأبدي كل شعوب الدنيا ، شعب أغرب ما فيه أنه مصاب بعمى ألألوان ، لا يميز بين خفايا مصائبه ليخرج منها في لحظة من صحوه .
الجميع ممن يستهويهم الاستمرار في لعبة الموت في العراق اليوم ، أضحوا شركاء في الجريمه ، يساريوهم ومن يقفون على اليمين والوسط ، كلهم سوف يقفون يوما ، ان حل هذا اليوم ، في قفص لا يرحم ، ليجيبوا عن سبب ملهاتهم عما يعانيه البؤساء في بلاد لاتعد خيراتها ولا تحصى .
لم يعد من المحتمل ما يجري في العراق حيث لا أمل في حلول النهايه عن قريب ، وما تعكسه صور المعاناة التي فضحت البعض منها جولات القنوات الفضائية في رمضان لتوزيع هبات شركات القطاع الخاص الدعائيه، لا يترك المجال لغير الأعتقاد بأن كارثة حقيقية هي التي تحل بالشعب العراقي اليوم وبامتياز ، وما يحاول البؤساء من رواد الثقافة العابره الهاء النفس به وارضاء الذات حينما يشرعون بتأويل ما يجري ويسفون في دعاوى فارغة يسمونها تحليلا سياسيا واستشرافا للمستقبل ، ما هو الا هراء مبتذل أمام حقيقة الشروخ الكبيرة والتي أصابت المجتمع وجعلت منه شراذم من كيانات تسمي نفسها أسرا في حين لا تحمل في حياتها أي من معاني التنظيم الأسري الحقيقي .. فالناس في العراق يموتون بالجملة بفعل الامراض المزمنة والطارئة ، والعوائل التي اطلقوا عليها بالمتعففة تنخر في أوصالها سبل الضياع والتشرد ويفعل في اجساد أفرادها جوع لكل شيء . حتى بلغ الأمر الى ان يخلق رغما عن أنوف المحللين السياسيين النشامى مايسمى بسكان المقابر في العراق .
رغما عن أنوف الذين تستهويهم مشاغلهم في ركوب متن السياسة ليظهروا لنا في كل يوم بابداعاتهم الكتابية وهم يودعون ما تمخضت عنه تجاربهم الفذة وعلى مدى تاريخ طويل ليقولوا للناس هانحن ندعوكم لقبول واقع الحال لأن ما تبغونه من حرية وعيش كريم سيأتيكم بعد الف عام ..رغما عنهم وعن تاريخهم فان الحقيقة تنطق بسخف ما يقولونه وما يكتبونه وسوف يهزأ تاريخهم ذاته حين تكتمل صورة المأساة ، وحين يتبين بأن هذه المأساة لا يرقى اليها أي من تحليلاتهم ولا انتماءاتهم ولا مظاهراتهم المهرجانية الفارغه .
لقد طلب محافظ احدى ( الولايات ) العراقيه وبكتاب رسمي موجه لمديرية الماء والمجاري - قسم الواردات في محافظته ، وبموجب كتابه المرقم أ-م - 4 -1556 في 25 - 10 - 2008 (باضافة مبلغ عشرة آلاف دينار على قائمة الماء في كل دار مسجلة في دائرة التسجيل العقاري تحت عنوان ( ديون سابقه ) لغرض ايداعها في صندوق تشرف عليه لجنة من مجلس المحافظة الموقر كتبرع من شعب المحافظة لبناء ضريح السيد ( كذا ) قدس سره ، وفاء منا وعرفانا لدوره المتميز في تحرير العراق من الظالمين ) .. ولا يزال هذا المحافظ مستمر بتربعه على عرش المسؤولية وبكل احترام وتقدير أطراف العملية السياسية دون استثناء ، وما أضافه مؤخرا الى سجله الحافل بالانجازات هو انه برع في توجيه شرطة المحافظة لشن حرب ضروس ضد شاربي الخمور ومحلات بيعها ، ومحاسبة من لا يعمر وجهه بلحية تجيز له ان يكون من العراقيين الشرفاء ، وتميزه عن سواه ممن لا يحملون شرف المواطنه .
لم يتذكر السيد المحافظ هذا ، كما لم تتذكر أحزاب ومنظمات الموالاة والمعارضه على حد سواء ، بان هناك أسر عراقية توجهت الى المقابر لتسكنها لعدم توفر من يحميها من شضف العيش ، ولم يرعوي مجلس محافظة أخرى من المحافظات العراقية مؤخرا من توجيه الجرافات لارغام سكان أحد الاحياء لمغادرة مساكنهم واخلائها لمعارضتها للنظم المقرة من قبل البلدية ، في حين لم يفكر المجلس ذاك الى أين ستذهب تلك العوائل وما هو مصيرها في نهاية الامر .
اننا نريد كلمة سواء تقول لنا ماذا علينا ان نفعل لنستعيد كوننا بشر ، بعيدا عما أجهد ماركس وهيغل والدكتور علي الوردي انفسهم في ايجاد سبل مقنعة لتفسيره .. من يقول للعوائل التي يقتلها أشرار امعنوا في جرمهم فاحرقوا اليابس والاخضر ، ولا زالوا مستمرين في غيهم يقضمون مال الله قضم الأبل نبتة الربيع ، ويريح في نفوس الملايين من تلك العوائل المسكينه حاجتها لأمل منظور، تنتهي عنده معاناتها وتتوقف تلك الفزعة الرهيبة في نهب حياة افراد المجتمع العراقي وبكل قسوه ؟!! .







#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى اليسار في العراق .. بين أفعى الشيخ ( دبس ) .. وموفد المر ...
- حزن القاتل
- ليكن لكل واحد من ربه .. وليسقط السادة والشيوخ والكهنه
- لقاء .. ومطر
- ألشخصية العربية .. بين حرية السلوك .. والأرث الديني المتأصل
- لقيطة .. وقضيه .
- كيف لأمة أن تحيا وفيها من يحكم على المرأة بالفجور، لو كشفت ع ...
- ألشعب العراقي بين رحمة جامع ( براثا ) وفلسفة الرضوخ للعقل
- لنعمل معا من أجل وحدة الصف العلماني التقدمي بكافة أطيافه وتو ...
- بين أضرحة وفقراء .. وحناجر تهتف للسماء .. ألعراق يعيش ألأمل ...
- لا زلنا نتصدر قائمة ألأمية في العالم
- ليتوقف فورا تنفيذ حكم الاعدام بالنساء العراقيات في سجون بغدا ...
- علمانيون ومتعلمنين .. ظاهرة جديده تستحق الانتباه !
- أطفالنا يهددهم مستقبلهم المشحون بالوباء .. أين الحل ؟؟
- لماذا الدين الاسلامي دون الاديان الأخرى ؟؟
- لتتوحد كافة الجهود العلمية من أجل إيقاف ظاهرة التصحر في العر ...
- نعم لمبادرة الدكتوره وفاء سلطان والدكتور سيد القمني في إحياء ...
- منشور خطير كاد يطيح بنظام الحكم في العراق
- أفكار حول إشكالية الهجرة من الريف الى المدينة في العراق .. م ...
- من مظاهر إنحسار الرقي العربي والاسلامي في بلدان اللجوء


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - ألعوائل ألعراقية بدأت تسكن القبور ... أيها المحللون لواقع العملية السياسية المهيبه