|
عصر التمدن لا يقبل المهاترات في الصحافة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2760 - 2009 / 9 / 5 - 09:04
المحور:
الصحافة والاعلام
كلنا على علم بان العصر المتمدن يتسم بعدة صفات حداثوية لا تقبل التعدي عليها او التراجع عنها ، و هي الحوار العلمي المنطقي المستند على الادلة و الكلام المقنع المتسم بعبق عطر الورد المعسول، بعيداعن الجرح و القذف و القدح، و من دون ان يُضمر الضغينة و الكره ، و الاهم هو الاهتمام ببيان الحقائق و طرح الاراء ، و المواطن حر في تقييم المطروح و الاقتناع به ام لا او تقبل الصحيح و رفض الخاطيء و اعتماد السبيل السوي و المقنع في نشر و تفسير و شرح اي موضوع على بساط التحليل و البحث. المرحلة التارخية الجديدة تجاوزت اللغات الخشنة و تلتزم الهدوء و كل ما تعتريها من الحروب و الحوادث ليست الا شواذ و استثناءات خارجة عن الخارطة الحديثة للاوضاع العالمية العامة ، و المسيرة مستمرة و تفرز السلبيات جانبا و تجرف امامها من العراقيل و العوائق الموجودة . و ما نريد طرحه و ما موجودة عليه الصحافة بانواعها ، نعتقد انها في الطليعة دائما للعبور نحو الضفاف الاخر بسلام ، رغم الشطحات هنا و هناك. و لكن ما نحس به في هذه المنطقة و يقلقنا للاسف هوما تمتليء بها الصحافة من الخشونة في الطرح و الاراء غير الموضوعية و المهاترات او التعابير السوقية التي مضت عليها الزمن ، و عدم الاحساس بالمسؤولية تجاه القضايا المتعددة الانسانية و السياسية ،و يمضي من يُحسبون على الصحافة في خدش الوجه الناصح للصحافة الحرة التي يجب ان تكون هي السلاح العصري و في طليعة عوامل و مسببات تقدم المجتمع . و المهم في امر عدم استغلال الصحافة من اجل الحصول على منافع خاصة و تحقيق مصالح ذاتية و انما المهنة المقدسة لاجل الصالح العام و لاظهار الحقائق و كشف المستورمن الاضرار التي تسببها بعض السلطات و المصالح المتنوعة . الصحافة التقدمية هي التي تتعامل بشكل موضوعي مع فنون العمل الصحفي و تتفهم الواجبات الضرورية الهامة و الاهداف السامية لها، و هي الوسيلة العصرية لتحقيق الاهداف العامة و المصالح العليا للشعب . و لابد للصحفي ان يعلم و يتقن جيدا مهامه و اهداف مهنته مستندا على القوانين المرعية الخاصة باختصاصه و يتفهم خطورة عمله و مسؤولياته الكبرى . بما ان العصر و المرحلة المتسمة بالحداثة في جميع المجالات السياسية و الاقتصادية و الثقافية ، فمن المعقول ان تكون الصحافة و الاعلام في القدوة في تحقيق الاهداف الانسانية ، و اهم المهامات في هذه المرحلة هو الابتعاد عن التشدد و التعصب الحامل للصفات و التعابير الخشنة و المخدشة . عندما نلقي نظرة عابرة على العدد الهائل من الصحف و محتوياتها في العراق فتقشعر ابداننا مما نراه من المواضيع و المحتويات الخارجة عن اطار و حدود لباقة المهنة خارجين عن حسن استغلال الحرية من قبل المثقف و الصحافي بالذات بشكل مسيء في ظل انعدام القانون مما يكون له الاثر السلبي و الضرر على الجانبين سوى كان ضد السلطة او الشعب و الراي العام و قدسية المهنة و المجتمع و احترامه ، و خاصة في بلد مثل العراق الذي تاريخه مليء بالمفاخر الصحافية . نحن لا نتكلم عن الصحافة الصفراء التي لا يهمها سوى الربح المالي، و ان التعدى على الحقوق و الحريات الخاصة للمواطنين و الشخصيات العامة و المعنوية يجب ان يحاسب عليه القانون باشد صيغة . اذن المرحلة و العصر الحالي بحاجة الى حوار متمدن و بلغة الورد المتعدد الالوان ، مطرز و مزين بعبق اجمل العطور ، انه عصر التسامي و التعالي عن استعمال العبارات و الصيغ التخلفية ، المهم هو كشف الحقائق على الراي العام و النقاش المدني الجميل و اتقان لغة السلام و قبول الاراء المختلفة و عدم الغاء الاخر ، انه عصر التمدن لا يقبل الخشونة و المهاترات في جميع مجالات الصحافة و الاعلام و الثقافة العامة ، و الا اننا يمكن ان نقول ان الصحافة انقرضت في العراق بالشكل و المضمون.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألم تتاخر الحكومة العراقية في طلب المحكمة الدولية حول الارها
...
-
نظام السوق الحر غير المقيد ينتج الاحتكار في هذه المنطقة
-
السياسة بين المهنة و الرسالة
-
ما نحتاجه هو التعبير عن الراي و لكن....!!
-
مابين المثقف المحافظ و المعتدل في اقليم كوردستان
-
فلسفة التربية و التعليم بين السياسة و الواقع الشرقي
-
هل تاثرت الثقافة في الشرق الاوسط بالازمة المالية العالمية
-
اليسار الكوردستاني بين الواقع و الضغوطات المختلفة
-
متى يتجه العراق الى العمل الجماهيري و ليس الحزبي القح
-
ما هي المعارضة الحقيقية في الدولة الحديثة
-
الكورد و العملية الديموقراطية
-
الدور المطلوب للاعلام بعد انتخابات اقليم كوردستان
-
من لا يريد السلام في العراق
-
اهم مهام سلطة اقليم كوردستان محاربة الفساد في هذه المرحلة
-
الاعتدال ليس استسلام للامر الواقع
-
لماذا يفضل السياسي السلطة التنفيذية على التشريعية في منطقتنا
-
هل المبالغة في التعددية مفيدة دوما
-
هل تتاثر اخلاقية المجتمع باستقلالية الفرد المادية
-
من اجل انصاف الجميع و منهم الفيليين
-
عدم الاستفادة من الاطروحات العلمية في هذه المنطقة
المزيد.....
-
السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با
...
-
اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب
...
-
السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو
...
-
حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء
...
-
كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
-
مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس
...
-
عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف
...
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي
...
-
بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة
...
-
ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|