أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد علي - من اجل انصاف الجميع و منهم الفيليين















المزيد.....

من اجل انصاف الجميع و منهم الفيليين


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 09:43
المحور: حقوق الانسان
    


من يعاشر بعض الشرائح الطيبة الواسعة في العراق و منهم الكورد الفيليين المغدورين في تاريخهم الجديد، يعلم ما جرى لهم و كيف مرروا العقود الثلاثة السابقة بالاخص و هم يعيشون تحت نير و ضيم اعتى دكتاتورية عرفها التاريخ في الشرق الاوسط . المعروف عنهم انهم اذكياء لحد كبير و لهم العقلية التجارية الظريفة بحيث لهم القدرة على تنظيم حياتهم الاقتصادية بشكل مذهل ، و لا نبالغ ان كنا نقول ان اقتصاد و تجارة العراق بشكل خاص كانت تدار من قبلهم ، و قدموا الكثير لتطور البلد من خلال هذا العصب الرئيسي لتطور البلدان . و اليوم نلاحظ مدى ارتباط التقدم بالعقليات التي تلم باختصاصات معينة و و نكتشف علاقة التقدم من كافة المجالات بالاقتصاد وكعامل حاسم في علمية التطور الطبيعي لسياسة و اقتصاد اي بلد ، و دور الاقتصاد و النظام الاقتصادي في العملية ، و تكون مرتبطة بدورها بالالية و العقلية التي تدير مفاصل الحياة في البلد .
لو نظرنا الى الوضع الاجتماعي و الظروف السياسية التي نحن فيه و المؤثرة على مسار الحياة لكافة الفئات و المكونات و منهم الفيليين ، نتلمس مدى التقلبات الحاصلة في معيشتهم و بشكل جذري، و لو دققنا اكثر نرى تاثيرات الابادة الجماعية المتنوعة التي تعرضوا لها من عمليات التسفير و التهجير و الترحيل و التشريد و السجن و الاعدامات التي مورست بحق شيبهم و شبابهم المتنورين و المثقفين من حاملي الاختصاصات المعتبرة في العلم و المعرفة بكل معنى الكلمة. و المعلوم عنهم انهم مروا بحالات من الفوضى التي اصابتهم نتيجة تعامل السلطة البعثية في حينه معهم بسبب حسهم القومي العالي مع تمتعهم بالعقائد و الطقوس الخاصة بهم و التي هي من صلب الحريات الشخصية و ليس لاحد الحق في التدخل في شؤونهم الايمانية و العقيدية ، وهم هكذا كما خلقهم الله و ليس بيدهم الحيلة لتغيير ما توارثوه من الصفات المادية و المثالية . الاهم هنا شعورهم العالي بالمسؤولية تجاه واجباتهم و لكل ما يعملون و يؤمنون و ايمانهم بالمواطنة و الاخلاص للبقعة التي يعيشون فيها .
الامر الهام الذي يجب ان يعلمه الجميع و يتعاملوا به معهم و يحسب لهم كموقف ايجابي غاية الاهمية هو عدم ارتكابهم لاية ضائقة تذكر للسلطات الجديدة حتى اليوم و هم شعب مسالمون ، الا انهم قادرون على الدفاع عن انفسهم بشجاعة كما قارعوا الدكتاتورية من قبل بكل ما يملكون وبشجاعة معروفة عنهم ، و هم يصرن على احساسهم القومي مهما عاتبوا عتاب الاخ لاخيه ، و هذا حق مشروع مكفول لهم ، و ليس بذنبهم هم ان تعاملت السلطة و القوى المختلفة من اية زاوية تؤمن بها و تحاول ان تستفاد منهم لاغراض سياسية كانت او اجتماعية و بالاخص ما تتطلبها الانتخابات ، و هم ليسوا بقليلين و يُقدرون باكثر من مليون مواطن في بغداد لوحدها .
لو تكلمنا بصراحة اكثر ، يجب ان ننتقد الجهات المعنية كافة على الاوضاع التي يعيشونها حتى اليوم و خلال هذه المدة بعد سقوط الدكتاتور ، و يمكن ان نذكر ابسط المعاناة من المسفرين الذين عادوا فرحين مبتهجين الى ارض الوطن ، و حتى اليوم لم تنجز لهم معاملاتهم الرسمية لاعادة الجنسية العراقية التي يفتخرون بها و اسقطها عنهم النظام البائد ، و هذه ابسط المهمات التي كانت بالامكان تنفيذها من قبل الحكومة الجديدة باقصر وقت ،هذا ناهيك عما سرق منهم من الاملاك و الاموال ،و غدرت بهم السلطة البعثية بالذات . ان قلنا الحقيقة فان معاناتهم لا تقل عما تعيش فيه اهالي و اسر و ذوي المؤنفلين ان لم تكن اكثر منهم ، و ما نحس به من تعدد التوجهات و الاراء و المواقف الموجودة عندهم نتيجة طبيعية للاسباب الموضوعية اكثر من الذاتية ، و الاهم عندنا هو قناعتنا بانهم حريصون على مواقفهم المخلصة لبني جلدتهم ، و هذا طبيعي في عالم الديموقراطية و متطلباتها العديدة .
من هنا يمكننا ان نطالب الجهات المعنية و في مقدمتهم السلطة في اقليم كوردستان و التحالف الكوردستاني في الحكومة الفدرالية ، عليكم اهم المسؤوليات و لديكم من الامكانيات التي يمكن ان تنصفوا بها هذه الشريحة الواسعة المخلصة كيفما كانت مواقفهم و ارائهم و انتمائاتهم وهم حريصون على الانتماء لاصلهم لانهم ابناء الشعب الكوردي المظلوم ، و هم عانوا الامرين من نظرة السلطة البعثية اليهم من زاوية التعصب القومي و الطائفي التي عملت عليها تلك السلطة، و بررت تلك المعاملات بحجج شتى غير معقولة و مردودة على نفسها ، و هدفها نزع روح الانتماء الى الام منهم بقوة و اجبارهم على انكار الاصل ، و كما علمنا ان اخر ما وصلت اليه هو تسفيرهم الى دولة اخرى و هم ابوا ان يخضعوا لمتطلبات السلطة ، و ان ما اتهموا بها فقط من اجل اهداف سياسية لا تمت بانتمائاتهم ابدا و هم يفتخرون بها و يستحقون المكافئة على تحملهم الصعاب و مقتاومتهم و صبرهم على المحن .
اليوم و السلطة العراقية تتمتع بالحرية و خطت الخطوة الاولى من الديموقراطية و تعتمد التعددية و احترام الراي الاخر لحد ما ، و لحد اليوم تطالب الاكثرية باخذ العبر مما مر به هذا الشعب ، و يجب ان يعاد الى كل ذي حق حقه من كافة المجالات ، و منها الاشتراك الواسع لجميع مكونات الشعب في السلطة و توفير المجالات و الارضية المناسبة لهم في الوصول الى السلطات التشريعية و التنفيذية و التي لا يتحقق الا باللامركزية المطلوبة في الحكم من اجل توفير الفرص الكثيرة لمشاركة الاكثرية ، و لكن البعض يحاول الحد منها من اجل المصالح الخاصة ، و هذا يعق طريق هذه الشيحة في الوصول الى السلطة بشكل غير مباشر. و لهم الحق في المشاركة حسب ثقلهم و نسبتهم ، و على حكومة اقليم كوردستان قبل غيرها ان تبادر على موقف عام لضمان حقوقهم الكاملة ، و الانتخابات البرلمانية العراقية على ابواب ، و بطرح اية فكرة تنصفهم ستجعلهم اكثر التزاما باحاسيسهم و شعورهم الوطنية و القومية المعتدلة ، و الظروف الحالية تفرض فسح المجال امامهم من خلال اي طرح مدروس ، و يجب ان نعتبر من التجارب الماضية، و ربما الدفاع عنهم بالمبادرات العملية الواقعية ستعيد المياه الى مجاريها ، و انهم حقا يستحقون ان ينصفوا من خلال معاملتهم العادلة لتعاد الهم الحقوق المغتصبة ، اخذين بنظر الاعتبار ظروفهم الخاصة و تاريخهم و وضعهم و ما آلت اليه حالهم بعد تعرضهم للمظالم و الغدر و التعدي على حقوقهم الطبيعية سابقا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدم الاستفادة من الاطروحات العلمية في هذه المنطقة
- حان الوقت لكشف الحقائق كي نعتبر منها
- الانتهازية صفة يكتسبها الفرد في المجتمعات المضطربة
- التنافس السلمي عامل لتقدم المجتمع
- اسباب ضعف دور المثقف في الحياة العامة لاقليم كوردستان
- الاوضاع السياسية في ايران الى اين؟
- ما مصير مجاهدي خلق في العراق
- هل نعترف بولادة الديموقراطية في كوردستان
- لماذا وصلت الحال لحد احراق الكتب
- مَن وراء استمداد العنف و الارهاب في العراق
- كان الخلل في التطبيق و التفسير و التاويل و ليس النظرية بكامل ...
- افاق زيارة المالكي و ذوبان ثلج حاجز العلاقات بين الاقليم و ا ...
- كيف كان دور المثقفين في الانتخابات البرلمانية الكوردستانية
- احتمال اشعال امريكا للضوء الاخضر لحل المواضيع العالقة عند زي ...
- الديموقراطية و الطبقة الكادحة
- الخطوات المطلوبة لما بعد الانتخابات البرلمانية في اقليم كورد ...
- النتائج الاولية للانتخابات تشير الى تغيير الخارطة السياسية ف ...
- كيفية العمل على عدم تسليم مستقبل البلاد للقوى العابدة للغيبي ...
- مهام هيئات و مؤسسات الاستفتاء و الاستبيان الرئيسية و مصداقيت ...
- الوضع الاجتماعي السائد بحاجة الى التنافس الحر الامن


المزيد.....




- مستجدات حرب غزة.. شهداء بالعشرات والمجاعة تضرب القطاع
- الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة يفوق الخيال
- لندن.. اعتقال 4 إيرانيين من بين 5 للتخطيط لمؤامرة إرهابية مز ...
- المقاومة العلمية.. اختراعا -بصير- و-البريل- لمساعدة المكفوفي ...
- ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!
- مصدر أمني: بعض الأسرى الأوكرانيين يرغبون بالبقاء في روسيا
- آلاف الأسرى يواجهون قتلا بطيئا في سجون الاحتلال الإسرائيلي
- بريطانيا.. اعتقال إيرانيين للاشتباه بتخطيطهم لـ-عمل إرهابي- ...
- -نيويورك تايمز-: إدارة ترامب تقاضي ولاية كولورادو بتهمة عرقل ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة... القلم العراقي ينزف بصمت


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد علي - من اجل انصاف الجميع و منهم الفيليين