أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - كيفية العمل على عدم تسليم مستقبل البلاد للقوى العابدة للغيبيات














المزيد.....

كيفية العمل على عدم تسليم مستقبل البلاد للقوى العابدة للغيبيات


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 10:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عند التمعن في الوضع السياسي العام و ما فيه من القوى المتعددة و المختلفة العقائد و المذاهب و الافكار و الفلسفات ، و نلقي نظرة فاحصة على معيشة الشعب في المجتمعات الشرقية و بالاخص في العراق و بما فيه من الاتجاهات المختلفة المتعددة و التي تتصف بخصوصيات ،و التغييرات الجارية في كينونته بين فينة و اخرى و التبديل الحاصل في بنيته و تعامله مع الحياة و متطلباته ، نرى تراجعا كبيرا في نواحي عديدة من سلوكه و تصرفاته و اخلاقياته و نظرته الى الواقع و ما يتسم به و مضامينه ، و ثقافته و فكره و عقيدته و مشاركاته في الامور العامة ، و في المقابل نلمس تقدما بسيطا في النواحي المعنوية و البنى الفوقية و ما يخص حريته و ممارسته لخصوصياته و طقوسه و ما يؤمن به .و من المؤسف جدا سيطرة الخيال و الغيبيات و عبادة ماوراء الطبيعة على مجرى معيشة و حياة الشعب في اكثر الاحيان ، و هذا ما يحتاج الى رجفة قوية و صحية لتعديل مسار الحياة الثقافية و الاجتماعية و السياسية ، و تقدمها بشكل طبيعي دون وصايا و فرض الافكار و الاراء عليهم من اية جهة و في اية ناحية كانت . و ما نلاحظه من المؤثرات العديدة الداخلية و الخارجية على حد سواء تكون مرتبطة بالمصالح العديدة لافراد الشعب و للقوى المنتشرة في البلاد و التي تعمل على ادامة الوضع على ما هو عليه و ما تفرضه متطلبات السياسة الحزبية في المنطقة . و ها نلاحظ تحركات بسيطة و نلمس في الافق ملامح حركات ثقافية تنويرية تقدمية على الرغم من المعوقات التي تقف حجر عثرة في طريقها ، و من المعلوم ان هناك من الخلافات الجذرية بين عقلية و تفكير و عمل القوى الموجودة ، و هذا ما يمكن ان يثمر في انبثاق حركات متعددة و هي تنبثق من خضم الصراعات و المنافسات ، و يمكن ان يُهمًش ما لا يلائم واقع المجتمع و ما يدلنا عليه تاريخه و حضارته العريقة و فكره و مسيرته التقدمية ، و يستبشرنا على الخروج من الوحل الغميق الكابح للتحركات ، و انقاذنا من المرحلة غير الطبيعية بعد اجراء الاصلاحات المتتالية من كافة النواحي بحيث تشمل الوضع العام السياسي و الثقافي و الاقتصادي و التي تؤثر من تلقاء نفسها على الحالة الاجتماعية ، و هذا ما يتطلب جوا و فضائا ديموقراطيا حقيقيا و مستوا عاليا من الاحساس بالمسؤولية و مشاركة الجميع بما فيهم و في طليعتهم النخبة المثقفة الواعية لامور الحياة .
و الملاحظ لحد اليوم ان القوى التي تدير الدفة بعد المعاناة الطويلة للعقود المنصرمة و ما شاهده الشعب من الظلم و التعسف و التعجرف من قبل الدكتاتورية و ما بعدها ، لم تدرك بشكل جيد خصوصيات هذا الشعب و لم تشاهد ما انتجته حضاراته العريقة و لم تتلذذ طعم ثمراته الفكرية الثقافية . و لذلك نعتقد بان حركة تحررية سلمية نابعة من الوضع الديموقراطي النسبي الامن و من رحم الشعب و متكونة من المخلصين و المؤمنين بالعلم و المعرفة الحياتية العامة تكون منقذة لما فيه المجتمع من الوضع و الحال و ان كانت بطيئة الحركة ويجب ان تكون مسالمة محافظة على حياة الشعب دون اي تشدد او تطرف او نفي للمنجزات البسيطة الحاصلة في العملية السياسية في الاونة الاخيرة .
و هنا ان تمكنا من الخوض في الخط العام لبيان ضرورة تلك الحركات ، فان الواقع يفرض الخطط الملائمة على الملمين و افراد الشعب كافة في كيفية ادراك السلبيات و محاولة ازالتها و الاهتمام بما يضمن المستقبل الصريح المفيد لهم . و المبدا الرئيسي الاهم لاتباع و تنفيذ المراد هو خوض كل تلك الصراعات بعقلانية و عدم التهور و السير بما يلائم العصر و الوضع العالمي و مؤثراته على المنطقة و منها الشعب العراقي و مكوناته. و هناك واجبات عامة تقع على عاتق كافة الفئات و منهم الساسة و المثقفين و الاكاديميين و المراة و الشباب في مقدمة من يجب ان يجدٌوا في العمل الاني المفروض ادائه لعبور المرحلة و التقدم . و عليهم جميعهم ان يبيٍنوا دورهم الفعال في ارشاد و توعية المجتمع في الظروف المفروضة و تحليلهم للواقع و العمل على ايجاد الوسائل المناسبة لبيان و شرح افكارهم و نتاجاتهم المطلوبة ، و عليهم دراسة و تحليل الوضع بدقة و علمية متناهية الدقة لفرز الصحيح عن الخطا و الاصرار على تقليل و ازالة سلبيات ما جرى منذ عقود و استمراره لحد اليوم ، و عليهم نزع ثياب الاهمال و عدم الاهتمام ، و الابعاد عن الاهداف العامة و تهميش النفس من الواجبات الوطنية كما عمل على تثبيتها في سلوك المواطنيت البعث و اعوانه ،و اثرت على الثقافات و نتجت من المستهلكات المحلية المضرة و من المثقفين التابعين و الخاملين في اداء الواجبات العامة .
و من يتعمق في الوضع الحالي العام و يحلل و يدرس ما نحن فيه بدقة و جدية سيكشف ان الاولوية في اعادة المسيرة الثقافية العلمية و الفكرية الى سكتها الصحيحة ، و عندئذ تبدا عملية الاصلاح و التغيير و التقدم في الوضع الاجتماعي العام ، و يتم ذلك بتقوية مواقع و اعمدة و ركائز الحركة التقدمية الثقافية السياسية العلمانية و بجهود الجميع ، و لدينا من الامكانيات المطمئنة لامتلاك الشعب من النخبة و التاريخ المليء بالماثر و الوقائع و التجارب الغنية، و يمكن ان يدلنا على العقليات التنويرية التجديدية و التقدمية الباهرة ، و اليوم نمتلك ما لا يمكن ان يُستهان به ، و هو ما يحتاج الى تنظيم و ترتيب و اعادة التوثيق و ادارة فعالة و تعاون و تنسيق و تكاتف من قبل الجميع بلا استثناء ، من اجل اعلاء كفة القوى الملائمة و المطلوبة و المفيدة لمستقبل الاجيال و ليس الغور في بحر الغيبيات و الاساطير و الخيالات البالية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهام هيئات و مؤسسات الاستفتاء و الاستبيان الرئيسية و مصداقيت ...
- الوضع الاجتماعي السائد بحاجة الى التنافس الحر الامن
- تجسيد اليسارية الحقيقية بحاجة الى الديموقراطية الراسخة
- اين مصالح الطبقة الكادحة في ظل ما يجري على الساحة العراقية ؟
- هل يصح رفض ما هو المنجزمن اجل اهداف سياسية بحتة ؟
- الديموقراطية الحقيقية دواء لعلل الشرق الاوسط
- المصالحة العامة من ضرورات العصر في المنطقة باجمعها
- المعارضة المتشائمة و قصر نظرها تجاه المنجزات و الاحداث و الم ...
- ثقافة الناخب و فرص نجاح المرشح في انتخاباتنا
- هل حصل الاصلاح لكي يتم التغيير في اقليم كوردستان ؟
- هل يحق لاقليم كوردستان اقرار دستوره الخاص بحريٌة
- ثقافة السلام و المدنية هي ثقافة العصر
- التغيير في المجتمع و ليس الحزب فقط
- وسائل الاعلام و المثقف و الكيانات السياسية في عملية الترويج ...
- الاحداث تكشف الخفايا احيانا
- دور المثقف في حملات الترويج الانتخابية
- هل تستغل امريكا الثغرات في اقليم كوردستان ؟
- علاقة التغيير مع الحرية و العدالة الاجتماعية
- كيف يكون البرلمان القادم في كوردستان
- المثقف بين التفاؤل و التشكيك


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - كيفية العمل على عدم تسليم مستقبل البلاد للقوى العابدة للغيبيات