|
ما مصير مجاهدي خلق في العراق
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2733 - 2009 / 8 / 9 - 08:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية لابد ان نشير ان هذه المجموعة كمنظمة سياسية و عسكرية مرت بعدة مراحل مختلفة من مسيرة نضالها و شهدت التغييرات الجذرية الواضحة في تركيبتها و افكارها و ايديولوجيتها و تعاملها مع الاحداث و اسلوب و طريقة تحقيق اهدافها العامة و شعاراتها المتقلبة بين حين و اخر ، و يجب ان نذكر انها اخطات كثيرا في العديد من المواقف السياسية و التي كان بالامكان ان تخرج منها دون ان تؤثر على وضعها، و كان هناك مجال تفادي الاحراجات التي وقعت فيها . و لكنها في مراحلها النضالية و خاصة في العراق و تحت ايدي الدكتاتور العراقي المقبور ، سوى كانت مجبرا او بارادة نفسها و نتيجة الخطا في الحسابات ، اخطات اخطائا كبيرا و غيرت من نظرة العالم لها و حتى المتعاطفين معها من العراقيين و العالم باجمعه. و في بعض الاوقات تعاملت مع الاحداث و كانها مرتزقة و ليست منظمة سياسية مستقلة لها اهدافها و فلسفتها و مبادئها و شعاراتها ، على الرغم من القاعدة العريضة التي تمتعت بها في اكثر الاحيان ، و الا لم تصل حالها الى هذا المستوى لتكون ورقة رابحة بيد الحكومات العديدة و تستعملها من اجل المصالح السياسية مع حكومة طهران . بعد المناورات العديدة في السياسة الامريكية و العراقية حول هذا الموضوع ، الا ان الحكومة الامريكية الديموقراطية! و من اجل اغراض عدة و هي في نفس يعقوب ، و هي متفقة على ما يجري الان في معسكر اشرف و ان بينت موقفها اللين الانساني . و في المقابل، لو تكلمنا حياديا فان هذه المنظمة لها الحق في التحرك و التعبير عن ارائها و مواقفها وفق مصلحتها بموجب القوانين السائرة في البلد ، فهل نسيت السلطة العراقية الحالية و التي اغلبية اعضائها من المعارضين السابقين للنظام الدكتاتوري بانهم مروا بهذه المرحلة و كانوا متواجدين في اراضي دول اخرى و لم يقفوا مكتوفي الايدي . و هنا يجب ان نذكر بان منظمة مجاهدي خلق اصدرت بيانا اعلنتا فيه استعدادهم للعودة الى بلادهم شرط ضمان حياتهم من قبل العراق و امريكا ، و منع السلطات الايرانية من سجنهم و تعذيبهم و يتمكنوا من التعبير عن ارائهم ، ويلتمسوا من منظمة الهلال الاحمر الدولي و المراقبين ضمان تحقيق هذه المطالب و الشروط حال عودتهم الى ايران . المستعجب و الغريب في الامر عدم تدخل الامم المتحدة ، و كذلك الدول الكبرى التي تعتبر نفسها راعية الحقوق الانسانية و مهتمة بحرية الفرد ، انهم لم يحركوا ساكنين خاضعين لما تفرضه الواقع . و امريكا و الدول الكبرى الاخرى خاضعة للمصالح العليا لبلدانهم ، و الا على الاقل يمكنهم اعلان منح اللجوء السياسي او الانساني لهم في تلك البلدان . و هكذا وصلت الحال الى ما حدث و راح ضحية ما جرى في مدينة اشرف الارواح و التي كان بالامكان ان تُحل المشكلة بسلام و امان و سلاسة و نقاش و اتفاق بما يرضي الجميع . الوقت حساس لجميع الاطراف و هناك مصالح كمقياس للمعاملة مع اي موضوع ،و لكن ماحدث لم يكن له المبرر ابدا . المستغرب هو عدم اشارة الامم المتحدة الى اي حل و عدم تقيمهم لما جرى في معسكراشرف . و الاغرب ان هناك اتفاقا وقعت بعد سقوط الدكتاتور بين الجيش الامريكي و المنظمة و استلمت امريكا بموجبها الاسلحة التي كانت بحوزة المجاهدين بشرط المحافظة عليهم من اي اعتداء ، و عوملوا كلاجئين تحت سلطة و قرارات الامم المتحدة و المفوضية العليا للاجئين التابع لها و طبقت بحقهم القوانين و الاتفاقيات الدولية الموقعة بهذا الخصوص عالميا ، و يمكن اعبارهم كلاجئين و تحت وصاية الامم المتحدة . اليوم بعد سحب القوات الامريكية من المدن و من ضمنهم الاشرف ، و كانت على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على حياة هؤلاء و من المفروض ان تلقى امريكا حل لهذه القضية و التي اثبتت انها تديم ما تتفق عليه الى ان تنتهي مصالحها و كما فعلت للكور و الاخرين، و استلمت الحكومة العراقية تلك المهام ، و بعدما جرى و ما وقع و سفكت الدماء ، ما مصير هذه المنظمة في ظل المعادلات السياسية التي تفرض مجموعة من الاحتمالات ، و اهونها هو تفرق هذه المنظمة نحو المجهول ان لم يعيدوا انفسهم و ينتظروا ما تقدم من الايام و المراحل ، و عليهم ان يعدوا رحالهم الى المكان المضمون .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل نعترف بولادة الديموقراطية في كوردستان
-
لماذا وصلت الحال لحد احراق الكتب
-
مَن وراء استمداد العنف و الارهاب في العراق
-
كان الخلل في التطبيق و التفسير و التاويل و ليس النظرية بكامل
...
-
افاق زيارة المالكي و ذوبان ثلج حاجز العلاقات بين الاقليم و ا
...
-
كيف كان دور المثقفين في الانتخابات البرلمانية الكوردستانية
-
احتمال اشعال امريكا للضوء الاخضر لحل المواضيع العالقة عند زي
...
-
الديموقراطية و الطبقة الكادحة
-
الخطوات المطلوبة لما بعد الانتخابات البرلمانية في اقليم كورد
...
-
النتائج الاولية للانتخابات تشير الى تغيير الخارطة السياسية ف
...
-
كيفية العمل على عدم تسليم مستقبل البلاد للقوى العابدة للغيبي
...
-
مهام هيئات و مؤسسات الاستفتاء و الاستبيان الرئيسية و مصداقيت
...
-
الوضع الاجتماعي السائد بحاجة الى التنافس الحر الامن
-
تجسيد اليسارية الحقيقية بحاجة الى الديموقراطية الراسخة
-
اين مصالح الطبقة الكادحة في ظل ما يجري على الساحة العراقية ؟
-
هل يصح رفض ما هو المنجزمن اجل اهداف سياسية بحتة ؟
-
الديموقراطية الحقيقية دواء لعلل الشرق الاوسط
-
المصالحة العامة من ضرورات العصر في المنطقة باجمعها
-
المعارضة المتشائمة و قصر نظرها تجاه المنجزات و الاحداث و الم
...
-
ثقافة الناخب و فرص نجاح المرشح في انتخاباتنا
المزيد.....
-
وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا
...
-
مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
-
استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
-
عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
-
بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
-
الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
-
ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا
...
-
-بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات
...
-
الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
-
سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|