خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 09:30
المحور:
القضية الفلسطينية
اجتماع الخلية ومؤتمر الحركة , كلاهما مهم في النضال السياسي فهي اداة من ادوات ممارسة الديموقراطية في الحياة الداخلية للحزب والفصيل , وهوشأن خاص بالفصيل والتنظيم , ليس لمن هم خارج التنظيم محاكمته والحكم عليه , فحق هؤلاء يبدأ عند _ حركة الفصيل والتنظيم السياسية _ ودورها واثرها ونتائجها في الحركة السياسية القومية ان في مجال الكفاح الوطني او الديموقراطي , لذلك كان من المؤسف فعلا رؤية البعض من المحسوبين على عضوية الحركة , او اللذين يدعون عضويتها استدعائهم لهذا المدى الواسع من التدخل الخارجي في شأن الحياة الداخلية لحركة فتح , واجدى بحركة فتح بهذا الصدد ان تبقي هؤلاء خارج عضويتها مهما كان عددهم ومستواهم , بل الاجدى بكل الفصائل الوطنية الفلسطينية ان تفعل هذا الامر حتى لا تصبح الفصائل وكانها بيوت ............؟
ان ما اشرنا اليه سابقا لا يتعلق بمخاوف امنية حيث تقدم المعلومات بكثافة لمن يراقب ويهمه امر الصراعات داخل الحياة الداخلية للفصائل الوطنية , وتسهيل مهمته في اللعب على تناقضاتها فحسب, وهذا امر تستفيد منه الاطراف المعادية , بل لان من واجبنا ان نعلم جمهورنا الفلسطيني المعنى العلمي والحقيقي للرقابة السياسية كرافعة من روافع الوعي السياسي الذي يجب ان يستند الى محاكمة الانجاز لا الغوص بتفاصيل حياة الفصيل الداخلية , ان تكريس نهج القال والقيل واعتماده عامل تقييم للموقف من الفصيل الفلسطيني , اصبح هو قاعدة الموقف من هذا الفصيل بما يحتويه من اسفاف في التقييم على اساس الشخصانية ومواصفاتها الاخلاقية , ولم يعد هناك مسافة تفصل بين رأي ووجهة نظر عضو الفصيل عن رأي ووجهة نظر المواطن ليس الفلسطيني فحسب , بل المواطن في أي قومية , فالهجوم على الاخلاقية النضالية الفلسطينية اصبح من حق كل انسان يستطيع التعبير عن وجهة نظره فكيف واجهزة الاعلام المعادية تقدم له اوسع الفرص , من موقع معاداة النضال التحرري الفلسطيني .
لم يكن بد من ضرورة المرور بهذه الملاحظة على هذه ( الرعاية ) الواسعة التي حصل عليها مؤتمر حركة فتح السادس , وعلى وجه الخصوص ممن يهمهم امر هزيمة الحركة وسقوطها من موقعها القيادي في الحركة السياسية الفلسطينية , لا امر ثباتها وترقي قدرتها الكفاحية والنضالية , فنحن الفلسطينيون نضع ( ابنائنا ) تحت اقدامنا حين يأتي الطوفان , لكننا لا نعلمهم العوم قبل ذلك , لكن هذا المقال لا يستهدف التركيز على هذا الجانب من جوانب اهمية انعقاد المؤتمر كما ان ليس من شانه محاكمة تعطل الحياة الديموقراطية في حياة حركة فتح الداخلية , فهذا جميعا من شأن عضوية الحركة التساؤل حوله , ومن شأن الحركة ان تعرض او لا تعرض للجمهور الفلسطيني عبرة هذا التساؤل ان هي انجزت امرا بهذا الصدد ,لان اما واجب الجمهورفهو اما مكافأة او عقاب حركة فتح على الاثر الذي تتركه في حياة المواطن ومصيره كعضو من القومية الفلسطينية , يصيبه ما يصيبها من خير او شر, لذلك فانني اتعرض في هذه الكتابة لدور المؤتمر واثره المتوقع في الحركة السياسية الفلسطينية العامة , وفي المجالين الداخلي والخارجي منها ؟
الضرورة الوطنية الفلسطينية:
في الهزيمتين التي لحقت بالفلسطينيين عامي 1947-1967م, قطع مخطط شطب والغاء الخصوصية الفلسطينية شوطا كبيرا من التحقق , حاولت الثورة الفلسطينية والنضال الفلسطيني الى الان وقفه والتصدي له , غير ان عملية تفكيك وحدة عوامل الخصوصية الفلسطينية لا تزال مستمرة, حيث يجري باستمرار عملية التجريد من الملكية والفصل عن الوطن واتاحة الفرصة لعامل الزمن كي يستكمل عملية استنساخ الاصل القومي الفلسطيني بهوية قومية اخرى واستبدال الولاء الوطني الفلسطيني بولاءات اخرى , ولم يكن متاحا لهذا المخطط ان يحقق المستوى الذي وصل اليه حتى الان , لولا انخراط ( الاشقاء العرب ) بتنفيذه بمنتهى الحماس , حيث لا يزالون يمارسون دورهم فيه من اعتقال الفلسطينيين في المهجر وفصلهم عن الاحتكاك بالعدو وتوطينهم بصورة منهاجية تراكمية , وذلك بعد ان قضوا على امكانية الكفاح المسلح الفلسطيني , وحتى في مجال المحاولة الفلسطينية عن طريق التفاوض لاستعادة بعض حقهم المغتصب , يقوم ( الاشقاء العرب ) بتنفيذ العرقلة الحقيقية لهذا النهج , ولم تكن المقاومة في غزة إلا اعاقة محسوبة الحجم والوظيفة تعمل ضد تنفيذ التسوية من المنظور العالمي الذي يرى للدولة الفلسطينية موقعا يخدم المصالح الاستعمارية , لكنه بالنسبة للمصير الفلسطيني يعني وقف عملية الشطب والالغاء واتاحة الفرصة لالتقاط الانفاس , ويحاول الاشقاء العرب في المقابل تحقيق وتنفيذ التسوية الاقليمية على اساس التفاوض المباشر مع اسرائيل واسقاط العامل الفلسطيني منها , او اخضاعه لعملية تقاسم وظيفي مشتركة من قبل تحالفهم مع الكيان الصهيوني
ان الضرورة الفلسطينية اذن تتمحور وتتكثف بقيام الدولة الفلسطينية , لا باستعادة السيطرة الدينية على المجتمع الفلسطيني او باولوية المصلحة القومية العربية على حساب المصلحة ( القطرية ) الفلسطينية , فها هي هذه الانظمة ( الشقيقة ) رفعت شعارات اولوية بلدانها وانظمتها وحرية العملية الاقتصادية في اسواقها القومية على حساب شعار ( مركزية ) القضية الفلسطينية التي ادعتها وتدعيها في خطابها الفلسطيني الذي لا يصدقه الا البلهاء البسطاء من مجتمعنا , فهل على مؤتمر حركة فتح ان يستجيب لشعارات التحرر الديني والقومي العربي الزائفة او ان يستجيب لمطلب وقف مخطط شطب والغاء القومية الفلسطينية
انني اتفق مع مطالب الشعوذة السياسية هذه اذا ضمنت الاقلام المضللة, للنضال الفلسطيني فتح حدود الاردن وسوريا ولبنان ومصر لحرية الكفاح المسلح الفلسطيني , وحرية اتصال الفصائل بجمهورها الفلسطيني والعمل على تعبئته وتنظيمه في مهمة النضال الفلسطيني , واعادة المخيمات الفلسطينية الى مواقع الاحتكاك بالعدو التي عملت على نقلها بعيدا عنه , حينها سنقول لجوقة المطبلين والمزمرين حيا الله ( مقولتكم القومية العربية ) وحيا الله ( جهادكم الديني ) ونحن معكم
اما ومجرى الحركة السياسية على ما هو عليه , فلا حياء في القول اننا مع مشروع التسوية العالمية وامكانية قيام الدولة الفلسطينية ولنضع ( الاشقاء ) تحت اقدامنا طالما انهم وضعونا تحت اقدامهم سابقا , ان المطلوب من مؤتمر فتح وهذه الحال
1- اعطاء الشرعية لما سبق وقطعته الحركة من شوط في قيادة الحركة السياسية الفلسطينية كفاحا مسلحا وكفاحا تفاوضيا
2- التأكيد على ضرورة المضي قدما في مسار مقاومة الشطب والالغاء وضد ( التحالف الصهيوعربي ) الذي ينفذه وان مطلب الدولة الفلسطينية هو الضرورة الوطنية الفلسطينية الاكثر اهمية والحاحا ومباشرة
3- التاكيد على ان للشرعية الفلسطينية الاولوية على أي شرعيات اخرى , والعمل بموجبها داخل وخارج الوطن المحتل
4- اعادة النظر في اهمية الموقع الفلسطيني ( الوسيط ) جغرافيا وعسكريا وسياسيا في المنطقة وتوظيفه باستراتيجية التحرر الفلسطينية , والعمل على تحويله من عامل ضعف الى عامل قوة يمسك بزمام القرار السياسي والعسكري في حركة المنطقة وعلاقاتها وامر السلم العالمي
لقد كان ياسر عرفات رحمه الله يدرك مزايا الخصوصية الفلسطينية , وكان ذلك عامل رشاده القيادي , واظن ان حركة فتح تدرك هذا الامر ايضا وعليها توظيفه ان بصورة سلمية او بصورة عسكرية لصالح مطلب التحرر الفلسطيني ...
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟