أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - لخبطة -التحالفات- في الانتخابات بالمغرب الدولة مسؤولة














المزيد.....

لخبطة -التحالفات- في الانتخابات بالمغرب الدولة مسؤولة


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 08:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


حزب العدالة والتنمية نفسه، لم يلتزم بخطه الأحمر تجاه غريمه الأصالة والمعاصرة. فقد تحالف معه في أكثر من مكتب جماعة محلية. رغم ذلك، نحلل وفق الخط البياني التالي:

لم يعد لدينا أكثر من خط أحمر واحد في الساحة الحزبية بصدد تشكيل مكاتب الجماعات المنتخبة. ويظهر أن الخط الأحمر الرئيسي أو الوحيد في ساحات الجماعات المنتخبة هو الفاصل بين العدالة والتنمية وبين الأصالة والمعاصرة. لكن الموقف الذي أدلى به ادريس الاشكر، عن الاتحاد الاشتراكي قبل شهور، بصدد إمكانية التحالف مع العدالة والتنمية، جاء ليفتح التساؤل لدى التحالفات التي رسمت منذ إنشاء الكتلة الديمقراطية بداية التسعينات من القرن الماضي. ولو أن الفاعلين الكبار في الكتلة المذكورة لم يترددوا أمام التحالفات التي فرضها الملك بموجب تأليف الحكومة المسماة باسم التناوب التوافقي. واليوم لم تنته الصفة التوافقية للتحالفات الحكومية بل ميعت تمييعا بحيث لم يعد لأي تحالف قائم لا أسس سياسية ولا أجندة زمنية ولا مصوغات استثنائية. كل ما في الأمر أن المنافع والكراسي الحكومية وفرت العلة "المنطقية" الأصلية لباقي العلل المرضية في الجسم السياسي المغربي.
وأكبر مضاعفة من مضاعفات التحالفات "التوافقية" على الصعيد الحكومي، هو استنساخها على أرض الجماعات المنتخبة. بحيث تفككت الكتلة الديمقراطية والوفاق والوسط، كآخر منجزات العهد الحسني لتختلط التحالفات في العهد الحالي "خالوطة" مسخت كل الألوان. فلم يعد لكلمة "التحالف" في الخريطة الحزبية سحر التقاطب المسؤول كما كان سابقا. بل أصبح طريقة برغماتية لاستكمال نصاب الأصوات لانتخاب الرئيس في الجماعة. ولأن البرامج التنموية ليست بتاتا محل منافسة. فاستعمال المال في استمالة الناخبين تبقى الوسيلة الأساسية لحسم الأغلبيات والرئاسات. بل قد يحصل أن يصبح صوت أو صوتين فقط، حاسما لقلب سباق مالي محموم، لا أثر فيه للسياسة، بل كل الصبغة النارية ذات محمول بنكي مالي لا غير.
ولأن الاستقطاب الانتخابي في الحملة من طرف كبار الأحزاب خرج من جيوب كبار المستثمرين العقاريين، فالمنتخب وهو يختار حلفاءه ضمن التشكيلة المنتخبة، لا هدف له سوى ضمان استعادة الكتلة المالية فيما يلي من فترة التسيير، عبر بيع الرخص والصفقات والشواهد الإدارية، الموقوف عليها كل المسلسل البنكي والعمليات الاستثمارية. من لحظة السلف إلى لحظة الرد إلى لحظة الريع والإثراء السريع عبر الجماعات المنتخبة.
إن الحصول على سلطة التوقيع كرئيس لجماعة محلية ما، لهو الضمانة المؤسساتية للحصول على الأقساط الإرشائية. كما أن الرهان على مرشح ما، مع تطعيم الحملة الانتخابية بكل مفاعيل "الدوباج"، جزء من تخطيط المستثمرين العقاريين في المغرب في جهاته 16. مما يجعل أغلب الفرق الحزبية التي مارست الحملة الانتخابية بما يفوق المليار سنتم، تواصل حركة الدفع الرباعي المالي نحو اكتساب الأغلبية والحصول على ريع توقيع الرئاسة، لأن في الأمر شيكات بلا رصيد مرهونة في انتظار دوران ماكينة ريع موقع الرئاسة. ريع الترخيصات والصفقات والشواهد الإدارية. من خلال النسب المئوية التي تصل إلى 20% من قيمة المشاريع المهيأة للتوثب على مكتب الرئيس. فالخرائط والماكيطات وعقود الوعد بالبيع في ثلاجة الانتظار. والذين زودوا المتسابقين بال"دوباج" المالي لشراء الأصوات، صرفوا أموالهم ضمن احتمالات ومعادلات متعددة كلها تؤدي إلى الربح.
أحد هذه الاحتمالات والمعادلات، كون مال الرشوة الانتخابية، طاقة دخت لتوسيع نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات. وبالتالي فالدولة رابحة من عملية الإفساد المالي للانتخابات. مما يفسر تنوع تصرف السلطات المحليات بأشكال شبيهة بما مضى ضمن المدرسة البصرية (من ادريس البصري)، من حيث التدخل عندما لا يجب وعدم التدخل حينما يجب. بهدف وحيد فرض خريطة إدارية مسبقة حزبية بين المنتخبين الرؤساء. خصوصا عندما يتم عقد مواثيق ضمنية مع بعض القياد والباشوات والعمال والولاة لإطلاق أيديهم في إلحاق موظفي الجماعات من ميزانيات الجماعات لفائدة السلطة الوصية. ولاطلاق يد السلطة في بونات البنزين بلا حساب في الاستعمال الشخصي بل بيع تلك البونات ورفع حصيلة ريع موقع السلطة الوصية.
في ظل هذه الدينامية المفسدة، نجد أنفسنا رهيني مواقف دغمائية منتمية لتحالفات قائمة في ورق الوثائق. بينما رؤوس حراب الأقطاب الثلاثة عن الأصولية (العدالة والتنمية) والليبرالية (الأصالة والمعادلة) واليسار (الاتحاد الاشتراكي) لها خطوط حمراء جديدة كما سبق الذكر. بناء على المسلسل السلبي في السياسة الانتخابية الذي سلكته الدولة قصد الابتعاد ما أمكن عن مضمون السيادة الشعبية والإبقاء على مضمون سيادة الأمة أجوفا مغلفا بغلاف سلطوي سميك.
ها نحن إذن ما بين الخط الدغمائي المتخلف عن المستجدات الحزبية في الظرفية السياسية، وبين الخط المائع في مراكمة المكاسب والمواقع المؤسساتية بغض النظر عن الاختيار الحزبي الذي ينبني عليه موقف الناخب.
إن الدولة مسؤولة مسؤولية رئيسية عن هذا التدهور السلبي في دور التحالفات في صياغة التوجات السياسية للأحزاب والانتقال بها نحو التطبيق على أرض الجماعات المحلية المنتخبة.
إن تعويض التعبئة السياسية للمشاركة الانتخابية بالتعبئة الإرشائية المالية تدمير لمناعة المغرب على المدى الطويل، وليس فقط تدمير لسيادة الشعب. وفي ذلك حساب ضيق للنخبة الصانعة للقرار السياسي في قلب الدولة. واللي حسب بوحدو كيشيط له.



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب هل تحبل الظرفية باضطراب اجتماعي في الشهور المقبلة
- ماكينة الانتخابات في المغرب عطب في صناعة النخب
- انتهى مأتم أكل لحم الجيفة!
- ميلاد -الحركة الوصولية- الليبرالية
- امتحانات الشباب والنخب: العقل أم -النقل-؟
- بركان سياسي ينفجر في النيبال
- الاحتراف الانتخابوي والليبرالية المتوحشة
- الخطأ الجسيم لحزب الهمة في الظرفية الانتخابية
- 38 سنة من حكم القهر
- الملاحظ في تازمامارت
- حول إنهاء عسكرة قطاع الرياضة
- من أجل مدونة سياسية للجهوية في المغرب
- الانتخابات مجرد صناعة للنفوذ الفردي!!
- مسألتان أمام تجربة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان
- الانتخابات المقبلة في المغرب الذخيرة المالية في الحرب الانتخ ...
- من أجل مقعد في الجماعات المحلية ديناصور اشتراكي يلتحق باللي ...
- لِمَ الفراغات البرنامجية في الانتخابات؟
- عطب في صندوق الضمان الاجتماعي
- ما بعد الحرب على غزة
- عندما يأتي الحزن من باريس ومدريد


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - لخبطة -التحالفات- في الانتخابات بالمغرب الدولة مسؤولة