|
الإجهاض كلمة خشِنة الوقع
زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 08:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
" لقد أخطأنا "..... " لم يكن في الحسبان " .." كانت غلطة " تعبيرات وكلمات تسمعها وتسمع مثيلاتها يوميًا ، والنتيجة في كثير من الأحيان والحالات الإجهاض. وهذه "الإجهاض" ، كلمة خشنة في حروفها ، وخشنة في وقعها وتأثيرها ، تسلك حتى تصل اليها درب الجريمة أحيانًا ودرب القتل غير العمد أحيانًا أخرى ، لا درب الدّفاع عن النَّفس أبدًا.
أمقتها ، وأعلن مقتي منها علانية ، فينبري احدهم مدافعًا عنها ، مُتذرّعًا بالوضع الاقتصادي الصّعب ، وصحّة الام الحامل ، ويُبحر الى أنّ الجنين الذي قد يحمل الإعاقة ، هو حِمْل ثقيل على كاهل الوالدين والمجتمع والحياة ، وأن الحياة لا تحتمل الا الأصحاء ، المعافين – تمامًا كما يؤمن زرادشت ونيتشه واتباعهما- ناسيًا هذا المدافع الالمعيّ أنّ الطبّ لم يصل بعد – ولن يصل- الى الكمال ، فكثيرًا ما أعلن أنّ جنينًا ما يحمل بين جنبيه الإعاقة ، وعندما رأى النور ، " خيّب ظنّهم " فجاء طبيعيًا سويًّا ، وبالعكس فكثيرا ما تابع الأطباء حمل إحدى السيدات ساعة بساعة وهم يُطمئنون ، والبسمة تعلو وجوههم ، أنه طبيعيّ وأكثر ، وتأتي المفاجأة الحزينة !!! والأمرّ والأدهى حقيقةً ، عندما يتشدّق هؤلاء الناس ، الذين يجرون مثل هذه العمليات المُحرّمة ، يتشدّقون بأقوال اختزلتها الحياة من قاموسها ، واختصرها الناموس الإنسانيّ والإلهيّ .
هذا ما جناه أبي عليَّ وما جنيْتُ على أحد
هيا أقنعني ايها المتشدّق لماذا "همس" المعريّ بهذه " الدُّرة اليتيمة " ؟ فكّرت طويلا في هذا المعريّ الخشن ، الذي يرفض أن يرى طفلا بريئًا جميلا يحبو على عتبة بيته ، فتحبو السعادة والهناءة بين جنباته ، وفي شرايين أيامه وعصب كينونته. أتراه كان شبه رجل؟!!! أتراه مقت النساء – تلك الزهرات التي تسير على قدمين ، لغدر ما أم تراه كان صحراويًا نفسًا وروحًا وطبيعةً؟ لقد قطع الطبّ اشواطًا، وقطعت الثقافة العامّة اشواطًا ايضًا ، والكلّ يعرف ويدري ، أن هناك وقاية وأساليب مانعة ، تُجنّبك الإتيان بمثل هذه الجريمة .فالاجهاض وبالبنط العريض هو قتل وليس اقلّ من ذلك ، فبعملنا هذا نمنع عصفورا غِرّيدًا من أن يزور بساتيننا ، ويُسقسق على أفنان أشجارها . سوف يقول قائل –بل قائلون-ما لَهُ يغمس ريشته في القلوب ، والأمور المُحيّرة ؟ ما لَهُ ينبري للأمور المُختَلَف عليها ، فيأخذ الأخلاقي منها ويدافع ، ضاربًا الحضارة والظروف ، والألفية الثالثة عرض الحائط .. فأجيب هكذا انا ..نعم هكذا انا .. لا امسح جوخًا ، اخطّ ما أؤمن به
لا أعتقد ابدا أنّ السّماء ارتضت بالأمس او ترتضي اليوم بالإجهاض ، ولا أظنّ أنّ هذه السماء لا تواكب العصر ، ولا تتماشى مع الحضارة !!!! لقد قالت السماء بالفم الملآن لا ..وعلى الأرض ان تسمع.. قد اتفهّم بعض الحالات النادرة المتعلّقة بديمومة الحياة ، او بتعبير أوضح بصحّة المرأة الحامل ، والتي قد تتعرّض للخطر ان استمر هذا الحمل ، والذي جاء بالخطأ !!! مع انّ قد هذه حرف يفيد الشكّ في بعض الأحيان. قد أتفهّم ، ولا اظنّ أنّ تفهمّي هو أخلاقي تمامًا ، ولكنه لا ينسحب على كلّ الحالات ، فالإجهاض ليس لعبة أطفال ، وليس تصحيحا لخطأ ارتكبناه في غمرة لذة ، انه مسار حياة ، وشريان حياة ، قطعه يقطع الحياة. أتراني امزح وأنا افتّش عن والدين اسميا مولود تهما " إجهاض"
صرخة تصرخ في الأرض وتزوبع في الضمائر عسى ان نسمع صداها !!
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنتَ الوطن
-
لا للشذوذ الجنسيّ ...ولكن
-
النعمة الغنيّة
-
مَجْمع اللغة العربية في اسرائيل ، يجب ان يُدفن قبل ان يزكم ا
...
-
الأطفال الجِياع جُرحٌ ينزِفُ
-
عبوديتكَ حُريّة
-
محبّة
-
ُهُنا وهناكَ
-
يا أحلى إله
-
كَروان
-
آلامكَ فوق طاقتي
-
العنزة ُ الذكيّة- قصّة للأطفال
-
الأحدُ العظيم
-
المُزنَّر بالحياة
-
فصحُ الحياة
-
وتهاوى الموتُ خوْفًا
-
كيتساف والقاضي العربي جورج قرّا
-
حديثُ النَّهر
-
آه منك يا زمن
-
أمّاه.....أنتِ لوحةُ الأزل
المزيد.....
-
54 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى
-
ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية
...
-
ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ
...
-
إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله
...
-
-حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
-
عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف
...
-
عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف
...
-
يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس
...
-
الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
-
-أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل
...
المزيد.....
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
-
فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب.
/ يوسف هشام محمد
-
التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا
...
/ علي أسعد وطفة
المزيد.....
|