أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - لا للشذوذ الجنسيّ ...ولكن














المزيد.....

لا للشذوذ الجنسيّ ...ولكن


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 08:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تأخذني الحيْرة ويشدُّني الارتباك ، حين أفكِّر في أمر المثليين وكلّ أنواع الشذوذ الجنسيّ، فمن ناحية أحبّ الإنسان ؛ أيّ إنسان وأتعاطف معه ، وأحزن لطائرة سقطت في أقصى الأرض أو أعماق المحيط ، فتركت يتامى وأرامل وحزانى ، كما وأذوب حزنًا لأطفال يعضّهم الجوع في إفريقيا او أمريكا اللاتينية او مصر او السودان ، أو أية بقعة تحت قبة السماء.
وكذا الأمر مع المثليين وأمثالهم انهم مرضى ، أشفق عليهم ، وأرثي لحالهم ,ابكي معهم ولأجلهم ، ولكنّ إيماني الغير متزعزع بالربّ يسوع يجعلني انظر نظرة اخرى :..فها هو السيّد له المجد يقول : " من بدء الخليقة ذكرًا وأنثى خلقهما ، من أجل هذا يترك الرجُل أباه وأمّه ويلتصق بامرأته ".
وها هو بولس الرسول يقول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس : " لا تضلّوا ، لا زُناة ولا عَبَدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ، ولا مُضاجعو ذكور يرثون ملكوت الله"....والأمثلة في الكتاب المقدس بعهديه كثيرة وقاطعة.
نعم ...إنَّ الشذوذ هو مرض او بالأحرى خطيئة شنيعة ، لا تحتاج الا إلى التوبة والركون الى الله.

قد يقول بعض الدّاعمين لحقوق الإنسان وحريته ، انك تهذي ، وإنّك رجوعيّ ، لا تعشق الإنسانية كما تدّعي ، ولا تستنشق نسيم الحريّة النقيّ والجديد والآتي من الحضارة!!!..وينسى هؤلاء الذين يستندون على دعاوى حقوق الإنسان ، والذين يدعمون الشذوذ الجنسيّ وأصحابه ، ينسون ويتجاهلون ، أنه ليس من حقوق الإنسان أن يُفسد نفسه او غيره ، وليس له الحقّ أن يكسر كلّ الأخلاقيات المتوارثة في سبيل إشباع رغبة ، شاذّة ، متهورة ، جانحة وجامحة.
فالحريّة الحقيقية لا تدعو الى تدمير الإنسان وبيئته ومجتمعه ، ولا تتعارض مع الوصايا الإلهية والأخلاقيات والآداب العامّة.
قد أشفق على مثل هؤلاء ، وقد أحزن ولكنني لا أصفِّق لهم ...وقد أرثي لحالهم ولكنني انتفض غضبًا مُقدَّسًا حين أرى زواجا كنسيا مقيتًا في ركن "متحرّر" بعيد !!! أهذا يدعى زواجًا أم فحشاء ؟؟ .
كلمة شذوذ في نظري شاذّة في موسيقاها ، خشنة في وقعها ، قاسية في تأثيرها .
كنت أريد أن امحوها من القاموس ومن النفوس ، كنتُ أريد أن الوّنها بالتوبة ، وأصبغها بالرجوع الى نبع الماء الحيّ، فبالارتواء من هذا النبع ، تجفّ وتنضب هذه الأعشاب الغبراء الغريبة.

انني امتعض من القول المأثور : "العين بالعين والسّنّ بالسنّ " وأتبنّى ابدًا وبشوقٍ عارم واقتناعٍ جارفٍ المقولة النورانية : " أحبّوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم ، وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويضطهدونكم " ..أحبّهم جدًا ، أحبّ هؤلاء الشواذ محبة ضافية ، طاغية ، عارمة ، لذلك تراني – او لا تراني- في مخدعي أصلّي لهم ليشملهم الله بعطفه وحنانه ، ويعيدهم الى الحظيرة ، الى العقل ن الى التمتّع بمباهج الحياة ، في حدود المعقول والمقبول والمُتّبع والمُشرَّع.
إنّ الانفلات والتسيّب سيدمران البشرية ، انهما كما الزؤان في حقل القمح...زؤان لا أدعو الى قلعه بالقوّة وحرقه ، وإنما أدعو إلى الرأفة
به ، ومساندته ليعود الى جادة الصّواب ، لا الى تشجيعه و إضفاء صبغة الشرعية على هذا اللا شرعي واللا الهيّ.
العالم مُطالَب اليوم بالوقوف صفًّا واحدًا ضدّ كلّ ما يُدمِّر الأخلاقيات والآداب العامّة والا وصلنا وزرنا سدوم وعامورة ، فرفعت الفحشاء رأسها تعاليًا.
حقًّا ان الدواء الشّافي للشذوذ هو فقط المحبّة الداعية الى التوبة الحقيقية.

أحبّ احيانا أن أقطع في اللحم الحيّ ، واستعذب السخونة الزائدة او البرودة الزائدة ولا أحبّذ ولا أميل إلى الفتور او الى أولئك الذين يعرجون بين الاثنتين.

حان الوقت ان نقول لا...ونصرخ لا..وألف لا ...ولكن هذا لا يعني أن على المجتمع الدولي أن يقف حِيال هذه المشكلة المستعصية ، الأليمة ، وقوف المُتفرّج ، بل عليه أن يُداوي ويبلسم ، ويجد يقترح الحلول ، ويدعم بعد ان يقول قولته : لا..
لا...ولكن ..
نعم أنا مع لا...ولكن.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النعمة الغنيّة
- مَجْمع اللغة العربية في اسرائيل ، يجب ان يُدفن قبل ان يزكم ا ...
- الأطفال الجِياع جُرحٌ ينزِفُ
- عبوديتكَ حُريّة
- محبّة
- ُهُنا وهناكَ
- يا أحلى إله
- كَروان
- آلامكَ فوق طاقتي
- العنزة ُ الذكيّة- قصّة للأطفال
- الأحدُ العظيم
- المُزنَّر بالحياة
- فصحُ الحياة
- وتهاوى الموتُ خوْفًا
- كيتساف والقاضي العربي جورج قرّا
- حديثُ النَّهر
- آه منك يا زمن
- أمّاه.....أنتِ لوحةُ الأزل
- الأمّ والأمّ الأخرى_ قصّة للأطفال
- إمّي ...شعر للاطفال


المزيد.....




- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - لا للشذوذ الجنسيّ ...ولكن