أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - غرام الافاعي














المزيد.....

غرام الافاعي


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 08:24
المحور: الادب والفن
    



ولأنهم يتشابهون ويتماثلون ويتطابقون، فهم دائما يتكلمون بلسان واحد ومنطق واحد ولغة واحدة، ولديهم من الحجج المقلوبة والأدلة الممسوخة ما يتيح لهم من أن يبدلوا الواقع خيالا، والكذب صدقا وفضيلة.. يحرفون في النصوص المقدسة، ويكذبون الأنبياء.. ويرجمون القديسين.. ويدعون رغم ذلك البراءة والطهارة..
في اللحظة التي يغرسون فيها أظافرهم المسممة في أجسادنا يزايدون علي الرحمة والفضيلة.. يتعقبون الآمنين السالمين.. ويرصدوا التحركات، ولهم في كل ميدان صورة تطلب القصاص ..
يمتلكون من الأقنعة والوشوش المستعارة ما يتيح لهم التنكر .. يتحايلون ويزيفون ويقتلون الأبرياء بالنهار، وفي الليل يرتدون الملابس السوداء لتقديم واجب العزاء
ولأنهم عنصريون يجيدون الخروج عن النص، وينسجون من الأكاذيب آيات شيطانية يرتلونها في المحافل الدولية والاوكازيونات العالمية.. ويروجون بضاعتهم المضروبة في الأسواق المشبوهة.
لأنهم لا يستطيعون أن يفرقوا بين عصير البرتقال وبقع الدم.. بين اللحم الطيب ولحم الخنزير، فكل شئ مباح ، وكل شئ حلال..
تُري هل مصادفة أن يمتلك رؤوس الافاعي مزارع أبقار يربون فيها أقرانهم، وهل هناك صلة ما بين فحيح الأفاعي وخواء البقر..
ما قيمة الكلمات إن لم تصرخ في وجه الظلم والقهر والعهر.. ما قيمة الكلمات إن لم تندفع كطلقات الرصاص والبارود وتنفجر في وجه المحتل المختل السفيه.. وما قيمة الكلمات أن لم تدو في الأرجاء تستحث الناس وتشد من عزيمتهم وتسطر البطولات اناشيد يغنيها الاطفال في طوابير الصباح..
الريح المرة تجتاح المدن الحانية، وتسوي الأبيض بالأسود، تقتلع الراسخ في الأعماق، وتفسد أجمل أيام العمر، فلنطفئ شمعة من عمر الوطن المغصوب، ونشرب نخب مرارتنا، هل آن أوان العزف علي أوتار الحزن الموشوم في ذاكرة الأيام..
الأرض العطشي تتوسل مجري للماء، والبذر المغروس في احشائها يتفتت حسرة .. الريح المرة تجتاح المدن الحانية وتقسو علي الابناء..تنطفئ قناديل الرحمة في الوطن المظلم، ولا يبقي سوي وقع أقدام العسكر ومحاسيم التفتيش..
لا شئ تغير.. لا شئ تبدل.. فمازلنا نقرأ الأحداث بعين عابرة.. تجهل ما بين السطور وما تحتها وما فوقها..ومازال الهزل الدولي المتصنع والمتنطع يمارس معنا كل يوم أساليبه القمعية ، ومازال الشرطي المتغطرس يفرض قوانينه العرفية، ويسن القوانين الشاذة..
في جنازات الحياة تسير النعوش في شوارع الموت قاصدة جبانات الوطن ومدافنه.. تخترق الصمت الموحش، وتفتح الطريق لأول خيوط الصباح ، فالشمس لا تفتح عينيها إلا علي تلال وطني، وتغمضها علي حقول الزيتون.. حتي الليل عندما يفرد ستائره في مغارب الدنيا يطمئن أن وطني قابع في مكانه يرتشف الشاي المسائي ويحكي حكايات الشهداء، ومن الليل الداكن المغموس في السواد إلي الفجر الفضي المتزين في ثوب الزفاف الأبيض تشع أنوار الصباح الرمادية علي فلسطين، وتبدأ دورة الأرض من جديد، فيدور النهار في الليل ويتعاقبان ، وأحيانا يتقابلان فيندمجان، ويتوحدان.. وينطلق من فوق المآذن .. حي علي الفلاح حي علي الكفاح،، وتدوي أجراس الكنائس لتعلن عن بداية ضحكة طفلة تلهو بعروستها وتقوم بتمشيط شعرها ليبدأ معا صباح يوم جديد..
ينتشر الفلسطينيون في أرجاء وأركان الوطن العربي من المحيط إلي الخليج تحت النهرين وفوق البحرين، في الازقة والحواري والشوارع والنجوع والكفور والمدن والقري، وفي القصور والعشش، ينتشرون في الليل والنهار، فالأرض التي كانت تتكلم عربياً أصبحت الآن تتكلم فلسطينياً ..
يتبدد الحلم، وتبدو الاشياء في حالة فوضي، تنهار الإعلانات الكبيرة، والعبارات المفخخة، وتبدو الحقيقة مرة، مرارة الصبار.. تتحرك المشاعر في اتجاه مغاير.. تبدو الاشياء علي غير المألوف.. وتصير الحكايات الصغيرة كبيرة جدا.. وتبدو الحكايات الكبيرة صغيرة جدا..نرتوي من نبع الحياة.. مره بأيدينا ومرة رغما عنا ولكن في كل الأحوال يبدو التغيير امرا حتميا بأوامر فوقية وكونية..
متي نكتب القصيدة الأخيرة.. دون النظر للقوافي والبحور الشعرية، إلي متي سوف ننتقي من بين صناديق اللغة وأجولة المعاني مفردات تناسب قواعد النحو والصرف والسلطان .. هل من البلاغة أن نختار كلمات تميع المعني وتفسده.. هل مازال مقص الرقيب يفرض علي رقابنا شروطه البلهاء وقوانينه البالية.. الوطن يموت بالنشرات الإخبارية ونحن نرصد الأخطاء المطبعية والنحوية في الصحافة الانتهازية..
أحصيت مكاسب أيامي
خنقتني كثرة أرقامي
فوقي، تحتي
من حولي
خلفي،
قدامي
يا ستار..
ما أكثر هذه الأصفار
أحمد مطر
نتحول من بين اللحظة والأخري إلي قنابل موقوتة تفجر الشرر في كل وجوه المغتصبين.. انتهي عصر الاستسلام والخنوع، لم نكسب شيئا حتي نبكي ضياعه.. لم نعد نملك شيئا غير كرامتنا.. فلن يضيع أكثر مما ضاع ، ولن نفقد أكثر مما فقدناه.. لم يعد وقت للبكاء علي أطلال الماضي.. فلم نمل ولن نكل ، فلم يملوا ولن يكلوا..
فلسوف يصعد كبير المهرجين ليؤدي مونولوجه المتكرر والمعاد والمقزز، علي أسماع الحاضرين، ولسوف يبتذل الكلمات الفارغة، ويردد النكات المبكية.. ولسوف يضحك المنافقون مرة أخري علي هزله.. ولسوف يتبعه تابعه السفاح لينشد فينا نشيد السلام بينما تتساقط من يديه الدماء.
عندما يختبئ الموت في ضفائر البنات وفوق سجادة الصلاة وداخل أواني الطعام وفي لبن الأطفال في تلك اللحظة، يستبد بالمكان الوحشة وينعق البوم ليرصد حالات الخوف والفزع علي الوجوه، ورغم كل ذلك مازال الواقفون واقفين والجالسون جالسين والنائمون في سبات عميق يحلمون ويحاكون الوهم ، يمتطون الخيول الخشبية ويحاربون طواحين الهواء.. ويتكرر السؤال، ومازال الغافلون المتكئون سادرين في النوم.. ليتهم لا يستيقظون..



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعياد ميلاد ومواكب أموات
- الموت الرحيم
- عبد السلام النابلسي : حسب الله السينما المصرية .. فقر و-عنطز ...
- عاطف الطيب : رادار الموهوبين
- سينما ما بعد النكسة : تكذب .. ولا تتجمل
- بهيجة حافظ : بنت الإسكندرية الارستقراطية التي عشقت الفن
- خطاب التنحي: وانتفاضة الجماهير في 9و1. يونيو
- الإرهاب في السينما : تخاذل مقصود أم وعي مفقود
- في عام النكسة : السينما لم تدفن رأسها في الرمال
- سينما نجيب محفوظ : واقعية وجريئة
- المرأة والسينما والانتخابات
- سعاد حسني في ذكراها السابعة: حالة خاصة جداً
- فؤاد المهندس سفير الكوميديا
- شبح اللمبي .. يطارد محمد سعد
- يوسف شاهين : تنويعات من التمرد والغضب والحب
- «الأم» في السينما المصرية.. نهر متدفق من العطاء
- فوضي حالات الاستثناء
- من «قيافا» حتي «اولمرت»00 يمتد طريق الآلام
- فلسطين 00 توابيت وأكفان
- وطن ينزف شعبا


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - غرام الافاعي