أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الديموقراطية بين الوعي والممارسة وخطورتها في الوضع الفلسطيني















المزيد.....

الديموقراطية بين الوعي والممارسة وخطورتها في الوضع الفلسطيني


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2325 - 2008 / 6 / 27 - 10:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


يسود المنطقة اختلاط في الوعي , حول مفهوم الديموقراطية وعلاقته بالحريات , وربما يعود ذلك الى التلازم التاريخي بينهما , وربما لقصور في توضيح التمييز بينهما. وربما لسوء استخدام اللغة اثناء التعبير عن كل منها, وربما لكل هذه الاسباب مجتمعة . لذلك لا بد من البدء بتوضيح الاختلاف الجوهري بينها , الى جانب تحديد مجال تلازمها
فالحرية , هي المجال المتاح امام الحركة , ولا نقصد هنا الحركة الميكانيكية بل مختلف مجالات الحركة المؤسسة اقتصاديا على بنية العملية الانتاجية وانعكاساتها في البنية الفلسفية للمجتمع وافرازه النفسي السلوكي فيه من حيث العلاقات الفردية والطبقية
اما الديموقراطية فهي التنظيم العام الاجتماعي لممارسة هذه الحريات , انها التنظيم الاداري والقانوني المستند الى حجم الشرعية المتاحة امام الفرد والطبقة في ممارسة الحريات , لذلك كانت تاريخيا جدلية العلاقة بين الحرية والديموقراطية هي في كون الديموقراطية شارط ممارسة الحرية , المشروط بمحتواها الطبقي ,
فتاريخيا لم يكن هناك مجتمع يخلو من الحريات وبالتالي من ضرورة التنظيم الطبقي لها , كمحدد للمدى المسموح به ممارسة الحرية , وفي البد قبل وجود الدولة كانت العلاقة المباشرة بين الطبقات وميزان القوى بينها هو الناظم الديموقراطي لممارسة الحريات , لكن ولادة الدولة في المجتمع الطبقي نقل وظيفة التحديد الديموقراطي لممارسة الحريات الى الدولة باعتبار ( المفهوم المثالي حول حياديتها الاجتماعية )وهكذا ايضا تطور مطلب الادارة والقانون والخضوع للشرعية الاجتماعية والذي ياخذ صورة الخضوع لشرعية تمثيل الدولة للمجتمع
من هنا نشا اختلاط المفهوم بين الديموقراطية والحرية , ومن هنا نشا ايضا الاختلاط القانوني بين مسالتي خضوع الدولة للقانون او خضوع القانون للدولة وهي مجال صراع مستمر ليس بذاته بل بمحتواه المصيري بالنسبة للمجتمع القومي , انها المحتوى الحقيقي لمفهومي التقدمية والرجعية في المقولة الفلسفية
لقد ادلت الاتجاهات الفلسفية برايها في هذا الصراع وقواه واتجاهاته واتخذت كل منها بحسب تكوين وعيها الفلسفي , وفي الحقيقة حسب اي مصالح طبقية تمثل موقفا من الديموقراطية كنظام اجتماعي متكامل لحجم ممارسة الحرية , وهكذا كانت الطبقات تقدمية في مرحلة صعودها الى السلطة و رجعية في مرحلة اسقاطها عن السلطة , مما يوضح ان الموقع من السلطة هو من العلامات الرئيسية الفارقة التي يجب ان تؤشر لموقفنا من الطبقات وموقعها من عملية التغيير في المجتمع
ان من القصور اذن اعتبار الديموقراطية نظام حكم فحسب , فنظام الحكم يمثل جانب الشرعية والادارة والتنظيم والمسائلة القانونية في الممارسة الاجتماعية العامة للديموقراطية , مما يجعل من الديموقراطية النظام الاجتماعي المتكامل الذي اما ان بسهم بدفع مسار التطور القومي الى الامام او يعيق تقدمه , لذلك يكون هناك في المجتمع صراع حول المطالب الديموقراطية , انها مطالب حول مدى اكبر من مجال الحركة امام اسلوب انتاج وقوى انتاج ومفاهيم انتاج جديدة وبنية فكرية جديدة تناسبها .
اما اهمية الموقع من السلطة هنا فهو ان السلطة في البدء تكون خاضعة لحرية حركة الطبقة المنتصرة ويتم توجيهها لقمع معارضة الطبقة المهزومة لسيادة النظام الديموقراطي الطبقي الجديد , وفي هذا الوضع تستفيد كل الطبقات الشعبية من الديموقراطية الجديدة وتؤيد سلطانه الشرعي والقانوني والاداري والتنظيمي , لكن سيطرة طبقية محددة على الدولة من بين التحالف الطبقي القديم التقدمي يجعل قمع الدولة الموجه من قبل الطبقة المسيطرة , ليس ضد الطبقة المسيطرة قديما فحسب وانا ايضا ضد حلفاء الامس كذلك . وهكذا يعود حلفاء الامس ليصبحوا معارضة للطبقة والدولة ,

الجوهر التاريخي للمطلب الديموقراطي

ان الجوهر التاريخي للمطلب الديموقراطي اذن , هو مطلب حرية مسار التحضر والترقي القومي , ورافعته في ذلك حداثة العملية الانتاجية ( نظام اسلوب الانتاج الجديد الذي تطور بصورة طبيعية في المجتمع وقواه وعلاقاته ومؤسساته ) وهو لا يمكن له التحقق الا باخضاع الشرط الديموقراطي في المجتمع لصورة واحتياج مقدار التغير الذي حدث في العملية الانتاجية الاساس وذلك اما بخضوع الدولة لهذا المطلب وهو غالبا ما ترفضه الدولة او بالثورة ضدها وذلك اغلب ما يحدث , لكنه وفي كل الاحوال لا يمكن ان يبقى الوضع الاقتصادي السياسي القومي وبالتالي الاجتماعي ايضا على ما كان عليه من قبل
لذلك على قوى النضال الثورية في مجتمع ما ومن اجل نجاحها ان تحدد بالضبط مطلبها الديموقراطي في التغيير وتوضح ان امكن مفاهيم ومدى الحريات التي تحتويها مطالبها الديموقراطية , واذا انتفى هذا الوضوح من برنامجها النضالي فليس لها ان تامل باستمرار الالتفاف الجماهيري حولها ودعمه واسناده لها , ولعل هذا من الاسباب الرئيسة التي ادت الى حالة شلل القدرة النضالية الفلسطينية على تطوير انجازها وترسيخه واعادة توظيفه

استعادة وحدة العناصر القومية الفلسطينية جوهر المطلب الديموقراطي الفلسطيني
بعيدا عن الرؤية الدينية للقضية الفلسطينية باعتبارها صراع ديني , وبعيدا عن الرؤية القومية العربية باعتبار القضية الفلسطينية قضية اراض مغتصبة ومسلوبة ( لسنا ندري من اي سوق قومية ) فلا بد من الاذعان لحقيقة ان المجتمع الفلسطيني هو مجتمع قومي مميز له خصوصيته وسماته وشروطه , وان هذا المجتمع القومي قد تواصل تطوره التاريخي الى المرحلة الانتقالية من اسلوب الانتاج الاقطاعي الى اسلوب الانتاج الراسمالي , وانه في هذه المرحلة التاريخية تحديدا تعرض لوضع احتلالي خاص وجه ضربة الى وحدة عناصر كينونة القومية الفلسطينية الارض والانسان فتفككت وحدة هذه العناصر وجردت اغلب القومية الفلسطينية من ملكيتها وشردت عن الوطن واعتقلت في الشتات ,
لكن هذه العملية الاحتلالية بسبب تنوع مصادرها وتنوع برامجها وشروط تحقيقها وتفاوت تكلفة تحقيق البرنامج الاحتلالي بين مصادرها , لم تقض نهائيا على وحدة العناصر القومية الفلسطينية فبقايا الفلسطينيين في منطقة 1948 لا يزالون وان بشروط خاصة في موطنهم , كذلك الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة لا يزالون في موطنهم وان تحت ظل وتاثير برنامجين متنوعين , اي ان القومية الفلسطينية لم يجري القضاء المبرم عليها
ان استعادة وحدة هذه العناصر اذن هو جوهر المطلب الديموقراطي الفلسطيني , والذي يمكن القومية الفلسطينية من اعادة مسار التطور القومي الفلسطيني عن الانحراف الذي فرض عليه مؤقتا , وهذا هو سقف انجاز المهمة الوطنية الفلسطينية باعتبارها مطلبا ديموقراطيا , بغض النظر عن التكلفة في الوقت والجهد الذي يحتاجها انجاز هذه المهمة وتعرجات تاكتيك تحقيقها في الواقع , وبصورة خاصة في ظل حالة التجاذب التي تتعرض لها بسبب موقعها في الصراع العالمي والصراع الاقليمي
ان عدم وضوح صورة وموقع المهمة الوطنية في المطلب الديموقراطي الفلسطيني التاريخي عند النهج القيادي الفلسطيني يربك هذا النهج القيادي ويفقده وضوح القدرة البرنامجية وشروط تاكتيك تحقيقها و يسحب بساط الصفة الديموقراطية لتحديد الاولويات في تعددية البرامج الفصائلية السائدة في الساحة الفلسطينية , ويحيل اي من ( المطالب المعنونة بخطوط حمراء) الى مطالب وطنية متساوية الاهمية والاولوية ولا تصنيف تاكتيكي لانجازها , ولا مجال مع هذا الارتباك لقاعدة من الرؤية البرنامجية الموحدة تشكل ارضا لوحدة وطنية راسخة , لانه لا مركزية ناظمة للاوليات , لذلك لغياب هذا الوضوح في الطبيعة الديموقراطية الاساس للمطلب الوطني الفلسطيني , اصبح المطلب الديموقراطي الفلسطيني مطلب فوضوي غير قابل للنظم ,وهذه هي المهمة الملحة للحوار الوطني. وهي مفتاح الولوج الى المرحلة النضالية الفلسطينية القادمة

الحفاظ على الانجاز المتحقق وتكريس المركزية الناظمة لحالة الانفلات

هل يمكن البدء من غير هذه النقطة ؟ اشك في ذلك , انها مسالة بناء الدولة الفلسطينية كمركزية ناشئة , مهما كانت الصفات التي تتسم بها . فهي التثبيت المادي للشرعية الفلسطينية في الوجود وحقه في الاستمرار المستقل , ونعم ستاتي صورة الدولة على صورة الخلل الراهن في ميزان القوى العالمي والاقليمي وتقاطعها مع الحالة الفلسطينية , هذه الحالة التي اما ان تكون مزيدا من الخلل في الوضع الفلسطيني لصالح الاطراف الاخرى او مزيدا من الانسجام والوحدة الذي يحمي الوضع الفلسطيني نسبيا من الاثار المدمرة الناتجة عن الخلل الراهن في ميزان القوى
وهي من جانب اخر ليست في خضوع مطلق لشرط الخلل في ميزان القوى الراهن والتمترس خلف الحالة الانقسامية , فمن الواضح ان الانقسام على مفترق طرق اما التفاوض او الكفاح المسلح ( بمستواه الازعاجي الراهن ) ليس سوى خدمة تساومية للعدو ضد ممثلي النهجين وهو لا يعزز الديموقراطية الفلسطينية بل يضعفها طالما انه في حدود الازعاج وهو يشكل انهاكا للمركزية في المطالبة الديموقراطية الفلسطينية التي تاخذ الان صورة المهمة الوطنية
مسائل اخرى تمثل انهاكا للمهمة الوطنية الفلسطينية وبالتالي انهاكا للمركزية الفلسطينية كادارة للديموقراطية , فهي تتاطر في حالة الخضوع للشرعيات الاقليمية على حساب الشرعية الفلسطينية في انتفاء صلة القوى الفلسطينية بالجمهور الفلسطيني على حساب المهمة الوطنية وابقائهم غريبين عن هذه المهمة والالتفاف حولها , وكذلك وضع الحفاظ على سلامة الاوضاع القومية الاقليمية المعادية للتحرر الفلسطيني كاولية مقدمة مطلب اخضاعها لحاجة النضال التحرري الفلسطيني المسلح , ومع ذلك وفي تناقض شديد وصارخ تجري المطالبة باعادة اللاجئين الفلسطينيين والتعويض عليهم ولست ادري ما الذي يجبر الاعداء على ذلك؟
ان الصورة السابقة لا تستكمل الا عبر رؤية الخضوع الفلسطيني العام من غير ذي رد فعل وطني على حركة الصراع العالمي وانعكاساتها الضارة على الوضع الفلسطيني حيث لا يرى الفلسطينيون ان معظم شروط حركة الصراع العالمي في المنطقة مرتبة على تركيبة القضية الفلسطينية وعلاقة الاطراف الاقليمية بها بين بعضهم البعض وحتى مع مراكز القوة العالمية





#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع الراهن والحوار الوطني الفلسطيني
- الدولة العلمانية الديموقراطية ( ) حوار اخر
- تنوعية خصوصية المهمة الديموقراطية ودلالتها في المسالة القومي ...
- اقلام موسادية في الصحافة الفلسطينيية.
- خصوصية النكهة العراقية_نضال الشيوعيين
- عودوا والعود احمد,ولكن عودوا فلسطينيين
- ( الروح الجديدة في المنطقة) التحالف الاقليمي الاوروبي ضد الت ...
- ضرورة التعريف بالمسالة القومية,لماذا؟
- دولة, دولتان , والله يفعل ما يريد :
- في عيْنيْكِ ثورة امراءة
- الامبريالية الفلسطينية
- هل الكاتب والناشرالفلسطيني مناضل من اجل الحرية ؟
- ما هي القيمة الفلسطينية ؟
- حقنة شرجية ماركة ماركس لمعالجة القضية الفلسطينة
- القضية الفلسطينية والمسالة المالية
- الخطوط الحمراء الفلسطينية.
- متى ندرك قيمة التراكم في الانجاز....؟
- رسالة الى وزير الخارجية الالمانية /الصورة الجديدة للنازية ال ...
- الوضع الفلسطيني/ انسجام اعلى مع الوحدة والمصلحة الوطنية الفل ...
- القيمة الحقيقية لما نكتب / رد على السيد عبد الرحمن قاسم


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الديموقراطية بين الوعي والممارسة وخطورتها في الوضع الفلسطيني