أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - موت بسبب الكتمان














المزيد.....

موت بسبب الكتمان


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاتفاقية العراقية الامريكية تواجه حالة صعبة تقترب من الموت، حيث سل الجميع أسلحتهم وبدأوا بالانهيال طعنا وتمزيقا لجسد الاتفاقية، وإذا كانت هناك أطراف كانت سترفض الاتفاقية في كل الاحوال، فإن أطرافا أخرى فاجأت الجميع برفضها للإتفاقية أو لبنود الاتفاقية، وهذا لا يعني إن هناك قوى عراقية كانت ستوافق على بنود الاتفاقية مهما كان محتواها بل إن هذه الاطراف هي من داخل الحكومة وبالتالي فمهمتها هي التفاوض للوصول الى أفضل إتفاقية ممكنة بالنسبة للعراق والكشف عن نقاط الاختلاف والعقبات والمصاعب قبل الوصول الى طريق مسدود، وعليه فهي المسؤولة عن التوصل الى إتفاقية مقبولة كما إنها ستكون مسؤولة عن الترويج لهذه الاتفاقية والدفاع عنها وتوضيح ملابساتها مثلما يحدث مع أي مشروع سياسي آخر.
وجود إتفاقية تنظم العلاقة بين العراق والولايات المتحدة مسألة ضرورية للطرفين ولكن هذا لا يعني إن على العراق الموافقة على الاتفاقية مهما كان مضمونها، بل على المفاوض العراقي التوصل الى أفضل الصيغ لتنظيم العلاقة مع الولايات المتحدة ومع القوات الامريكية المتواجدة في العراق، هذه مهمة المفاوض بينما تكون مهمة القوى السياسية هي دعم المفاوض العراقي في القيام بواجبه وتحديد المسارات التي يتحرك فيها لكن المفاوض العراقي والقوى السياسية إحتفضوا بصمتهم القاتل حتى اللحظة الاخيرة ولم يسربوا أية معلومة عن مضمون الاتفاقية حتى اللحظة الاخيرة لنجد حالة رفض واسعة، وهناك من الساسة من تبجح بالقول إنه إطلع على مضمون الاتفاقية قبل أربعة أشهر وأعتبرها آنذاك"مذلة" ومع ذلك صمت هذا السياسي حتى اللحظة الاخيرة مثلما صمتت قوى سياسية أخرى لها عيونها وآذانها داخل فريق التفاوض وأطلعت بشكل مبكر على مضمون الاتفاقية ورغم المواقع المتقدمة التي تحتلها تلك القوى في السلطة وبالتالي حجم مسؤوليتها الكبير عن تنظيم العلاقات العراقية الامريكية، إلا إنها إحتفظت بصمتها أيضا حتى اللحظة الاخيرة وخرج من بين قياداتها من يطالب بالشفافية في التعامل مع الاتفاقية ومباحثاتها متناسيا إن الشفافية هي من مسؤوليته هو وتنظيمه، وهي مسؤولية تترتب عليهما تجاه المواطن العراقي.
لكن السؤال الذي يلح على الذهن، لماذا الصمت المطبق طيلة فترة التفاوض، وكيف توفر هذا الحجم من الرفض الصاخب؟
الجزء الاول من السؤال يتعلق بمنهج سياسي أعتمدته القوى العراقية في مناقشة وإنتاج معظم القضايا المهمة تنفيذا للقول الشهير "إستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" وبمعنى آخر تريد القوى السياسية غالبا تمرير القضايا المهمة بأقل ضجيج وجدل ممكن وذلك بعدم طرح أي موضوع للحوار إلا بعد إكتماله ووصوله الى المراحل الاخيرة وبعد أن تكون القوى أو الكتل السياسية قد وافقت عليه وحتى لحظة طرحه في مجلس النواب تتحول الى لحظة عابرة تترابط فيها الملفات المختلفة بصورة غريبة ليتم بعد ذلك تمريرها بضربة واحدة، ونتيجة لهذا الاسلوب ركنت قوانين وملفات مهمة على الرفوف دون التوصل الى نهايات مرضية وأصبحت مجموعة من القضايا الجوهرية معلقة الى حين مجهول.
أما الجزء الثاني من السؤال، فيؤشر إن حجم الرفض وتعدد مصادره إنما هو نتيجة لوجود مركز مختلف رفض الاتفاقية، وهو مركز من خارج النخبة السياسية، والمقصود به تحديدا المرجعيات الدينية التي بادرت الى رفض الاتفاقية مما ألزم أتباع هذه المرجعيات من تنظيمات وشخصيات الى الالتزام بموقف رفض الاتفاقية، وهذا يفتح الباب مجددا لفهم العلاقة بين ما هو ديني وما هو سياسي في العراق، ولا شك إن المرجعيات قد وجدت نقاط خلل في الاتفاقية وهذا طبيعي في أي تعاطي سياسي ولكن توقيت إعلان موقف المرجعيات يبدو متأخرا وربما حدث ذلك بسبب تأخر إعلامها من قبل القوى السياسية.
لا يمكن لأحد أن يدافع عن مسودة الاتفاقية العراقية الامريكية طويلة الامد لأن أحدا لم يطلع بشكل موثق ونهائي على تلك الاتفاقية ربما بإستثناء القادة السياسيين، وهم بدورهم وإن أعلنوا مواقفهم منها إلا أنهم لم يكشفوا عن الاتفاقية كمسودة وثيقة للرأي العام، وبالتالي فإن اللغط الدائر حولها يمثل قراءات محددة، فالمعروف إن كل إتفاقية بين طرفين تعني إلتزامات وواجبات يتعهد بها كل منهما مقابل الاخر، ويكون سعي كل من الطرفين هو الحصول على أكبر قدر من المنفعة وأقل قدر من الواجبات وبالشكل المعقول بعيدا عن الكلمات والعبارات الفضفاضة مثل (مهينة، مذلة، تنتقص السيادة،...) وشبهت بالاتفاقيات الامريكية مع اليابان والمانيا ويحتم هذا التشبيه على الساسة الذي أطلقوه أن يسألوا اليابانيين والالمان عن مدى شعورهم بالمذلة والاهانة والى أي حد تنتقص سيادتهم، في حين لم يتحدث أحد عن إلتزامات الطرف المقابل.
من حق العراقيين رفض الاتفاقية والبدء بجولة جديدة من المفاوضات للوصول الى مسودة مرضية لكن أي إتفاقية تعني إنه ستكون على العراقيين إلتزامات ما، كبيرة أو صغيرة، ولن يتمكن المفاوض العراقي من التوصل الى إتفاقية مرضية وهو يعيش حالة الكتمان الخانقة للحوار السياسي ويعتمد على منهجية الضربة السريعة في اللحظة الاخيرة.
وعندما يتعامل العراقيون مع موضوع الاتفاقية العراقية الامريكية لابد لهم من مراقبة البعد الاقليمي لهذه الاتفاقية، حيث برزت علامات رضا برفض الاتفاقية من بلدان ترتبط بإتفاقيات مع الولايات المتحدة، وأخرى تعيش في حالة تجاذب معها، ما يعني إن دول المنطقة لا ترغب بوجود هذه الاتفاقية وهذا بحد ذاته يجب أن يكون عامل تحفيز للعراقيين للتوصل الى إتفاقية ما مع الولايات المتحدة حتى لا يكونون ضحايا الاختلال الستراتيجي الذي تعيشه المنطقة والعراق فيه الحلقة الاضعف، كما إن هذه الاتفاقية تعني تجاوز الحالة الراهنة من تشوش وارتباك العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، خاصة وأن الوقت قد بدأ ينفد سواء على الرئاسة الامريكية الحالية أو تخويل القوات الاجنبية، وهناك ملفات عراقية متراكمة تطرح أسئلة ملحة عن الوضع العراقي في محيطه الاقليمي.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة..دولتان...دولة
- محاصصة مبتكرة
- إمكانية ترميم الحكومة
- المقامة اللبنانية عراقيا
- هل إقتربت الحرب؟
- وقود رخيص جدا
- الانشقاقات والابواب المغلقة
- قبل الإنتخابات
- جولات المصالحة العراقية
- الأول من آيار 00 العمال في عالم متغير
- طرق مهملة في العراق
- جيران العراق...آمال محبطة
- السياسة الإمامية ( نظرية السيد محمد الصدر )
- الخروج من حلقة التناقض
- سياسة الكتمان
- سيادة الدولة...مبادئ ومصالح
- الحاجة الى معايير جديدة
- عوامل العنف الكامنة
- خصخصة الحرب في العراق
- تفعيل قانون الأقاليم


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - موت بسبب الكتمان