أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - وراء الواقع















المزيد.....

وراء الواقع


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2233 - 2008 / 3 / 27 - 05:51
المحور: الادب والفن
    



في صباي البعيد ،كنت أقول وأردّد ما معناه"أنني لست بخير" بهدف لفت الانتباه والتميّز....وحتى المباهاة والفشخرة. لم تكن تلك العبارة"لست بخير" تصف موقفي الشعوري والفكري ،كان ثمّة شيء ما_هو الأهمّ_ أثق وأؤمن بوجوده ،حتى بعدما ابتعدت عن طرق الأديان والمعتقدات...وحظائرها ،وخسرت أكثر أحلامي.
الأهمّ أكثر من مرادف للتصوّر الجمالي والأخلاقي ،مرة يكون هنا_وفي اللحظة هناك ،هل أنت بخير؟
لا عذر لي.
شتاء وليل وكسل
في جرعة واحدة.

*
حلم قصير.يتكرر مئات المرات في اليوم الواحد ،صوره وأحداثه في ألوان وعلاقات تبدو للوهلة الأولى جديدة.
*
الملح في بياضه.
القبل مالحة. الكلام مالح.ملوحة الفمّ.
رجع الصدى وهو يسبق الصوت.
أحبّك!
أحبّك!
ماذا يعني أن يعترف أحد لآخر؟
ماذا يعني كلّ ما يتكرر فوق الغطاء!
فضاء بلا حدّ....أضيق من حدّ الشفرة.
*
في الحلم أرى نفسي
نادرا ما رأيت من أحبّ
في الحلم ترتفع الحكايات والأنوار
صوت يدفع صوتا آخر ،
يعذّبه ،يشقيه
صوت طاغ لا يقبل الغلط
ولا يقبل صورته
كنت هناك.
*
ما يحلو لي
فوق القبر والحلم والسرير
ما يحلو لي
العين إلى الداخل
آخر ذكرى من صوت أحبّه
نقشت غيابي بأحرف مذهّبة
وصعدت إلى السطح الفارغ.
*
يد فوق الغيم
تفور الرغبة
وتنكسر ،شعلة
فراشة
المجون أبيض من الكأس
.
.
.
جلسنا فوق مصطبة
في برج الجوزاء
والحلم قصير_سريع ،لا يدرك
.
.
العدد أقلّ من واحد.
*
وراء الواقع.....أفكّر في العبارة ،أرتاح في كتابة عبارة متعدّدة المعنى!
هل هو الخوف من الفشل؟
خبرة التهرّب من المسؤولية؟
الطمع في النجاح بدون جهد؟
الكسل العقلي والبلادة العاطفيّة؟
....كلها معا ، أسباب وغايات ،....يوجد غيرها الكثير بالفعل ،
أنا الآن في بيت ياشوط بعد منتصف الليل ،في الغرفة العتيقة ،خفّفت قلقي وتوتّري بكأس كبيرة ، لا أزيدها كي لا أفقد التركيز ،وأحتاجها لتجاوز عقبات الخجل والخوف ،الكأس الثانية على جرعات متباعدة.....أحبّ هذه الحالة المعتدلة في الشراب.
.
.
بعد عدّة صفحات من "بيضة النعامة" للمصري رؤوف مسعد ،صحّحها الكمبيوتر لوحده رءوف. السنة الماضية "عراقي في باريس" للعراقي صموئيل شمعون. قبلها كتابات المغربي محمّد شكري"الخبز الحافي" والشطّار....
ما المشترك بين الثلاثة والروايات الأربعة؟
هل صحيح أن الثرثرة وبعدها الرسائل ،ضمن هذا الصنف والمستوى في الكتابة؟
أحيانا يعنيني القارئ المتخيّل أو المفترض ،وأهتمّ بتوقّع "القارئ" ،غالبا لا أكترث.
قرأت الثلاثة ،بيضة النعامة لم تكتمل بعد ،بنفس الإيقاع.....دون ملل ،لكن بدون أن تضيف لي في الجوهر أو تعدّل من أوهامي وفيها. لا رغبة عندي في إعادة قراءة لأحدها ولا أظن_سوى في حالة التوثيق واقتطاع بعض الشواهد ،سأعود إليها يوما.
على خلاف تشيخوف وبيسوا صديقي الجديد الذي يدهشني وأتغيّر مع كل قراءة جديدة في صفحات اللاطمأنينة.
.
.
أنا الآن في سنتي أل 48بلا أحلام فعلية ، بلا شغف.....أعيش يوما بيوم وفي حالة استسلام كامل للمصادفات ،أحاول بلا كلل خلق معنى ما لحياتي ،عبر الكتابة.
*
من الخبرة السابقة أعرف أن الأسوأ ،قادم دوما وهو أقرب مما أظن ،وخارج توقّعاتي.
*
حركة وتغيير وموت متكرر للأحياء....أليس ذلك هو الواقع؟
.
.
انتهيت من قراءة بيضة النعامة بمشاعر محايدة.
فيها خروج عن النسق السائد ،صحيح ،وفيها_ثنياتها وطيّاتها_ الاتجاه الأساسي...ذكورة ونظرة برّانيّة تنكسر على سطوح عالم الخارج.
*
24 آذار 2008 هذا أجمل يوم في حياتي.
الانشطار بين عالمي الداخل والخارج ،الأرض المتشقّقة بين خطواتي وحولها ، الضباب الكثيف والدخان ....انقشع ،وصار في الخلف بعيدا ،
الولادة الحقيقة للكائن ،أفهم الآن "الولادة الرمزية" في العقائد والأديان وأسبقيتها على الولادة البيولوجية....
وراء الواقع أحلامنا.
أنت وأنا.
.
.
في لحظة ،للأسف لا تتكرّر ،تدرك من خلال كيانك كلّه أن عبارة"لا زيادة ولا نقصان" في مكانها وحجمها الطبيعيين بالضبط.
تتوقف ،تأخذ نفسا عميقا ،تبتسم ويغمرك الفرح.
.
.
في موقف الفرح أنت أكبر من نفسك ،وفي الغضب أنت أضيق من نفسك.
*
أستيقظ مع الفجر.
صوت العصافير والحياة الجديدة ،أزهار تتفتّح للتو ،...أحلام تكبر وتتّسع ،مرات ننسى أن عبارات الإنشاء"المتخشّبة اليوم" مستلّة وموروثة من كلاسيكيات الأدب والخطابات السياسية التي كانت بدورها قوة وأفعالا كبرى حقيقية ،تجرف العقول والمجتمعات ،...ودوما نعود إليها في حالة الغضب أو العشق ،هنا في الذرى الوجدانية الواقع النفسي يمتدّ في اللغة والفكر والجغرافيا البعيدة.
"قربك أنام عزيزا
وأصحو عزيزا" لطالما أحببت العبارة وفي مختلف الوجوه.
القرب النفسي.الشعور بالطمأنينة ،دفء الكيان في حالة بهجة غامرة.
*
ماذا فعلت سلالاتنا الملعونة.... ،سوى العودة إلى المناطق المهجورة بأفعال التحريم والمنع ،....للغناء لمرة واحدة ،وسط القبور وهيجان الموت؟
.
.
اليوم سأزرع شجرة لوز وليمونة وأستمرّ في الغناء لليوم الثالث.
يوم جميل أحياه بالنفس والرؤية ،وصلني وأضاءني.
يوم جميل مرّ بالأمس.
يوم جميل يتفتّح على مهل ،أنفتح معه وله وعليه
أنا الدودة والوردة والفراشة في لحن واحد.
أنا الوجه الآخر للصوت ،....على ساقية بسنادا ،في طائرة ،على مقعد ،لا يهمّ
من أين أتيت تجد الحكاية بهيجة ومنتشية
رسالة غفران أم رسالة فرح
لا يهمّ
كل فرح جميل
أليست هذه هي الحياة أيضا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة نثر في اللاذقية
- رهاب التلفون
- اترك وارحل
- ينتهي الحب والكلام
- هيكل عظم
- الحوار المتمدّن_آخر البيوت
- المعرفة المضادّة/علم النفس.....ذلك المنبوذ_رأي هامشي
- أفتح الباب بالمفتاح وأدخل
- أحلام تشبه الواقع
- الوضوح قيمة جمالية أيضا
- اللا تواصل
- الأعور في مدينة العميان
- الصراع اليومي
- رسائلهم......الرسالة التي أنتظر
- الزماااااااااااااان.....لا يحلّ شيئا
- رسالة حب_ضدّ الحب
- عيد وحبّ....وسط سيل جارف
- لا تقطعي شجرة اللوز يا عليا
- من السيد فضيحة إلى الرجل الغامض
- نهاية الفصل الأول في الثرثرة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - وراء الواقع