أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - الجِزَم














المزيد.....

الجِزَم


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 06:18
المحور: الادب والفن
    


عندما رأيتـُهم، صرختُ في داخلي، كما في الروايات المترجمة: "يا إلهي! يا للمفاجأة!"

(1) الجـِـزَمْ *

صنعوا الجـِـزَمْ
من جلودِ جواميس ِالجنوبْ
وثيران المدينهْ
ومن كلابِ عراكٍ هجينهْ،
جاء بها الجوعُ إلى لـُقمةِ ذلٍّ
في حَلـَباتِ دَمْ.

دُبـِغَـتْ في مدرسةِ الحزبِ الفاشيِّ؛
صُبـِغَتْ بلون ِعنوان ِجريدتِهِ الرسميّهْ
ودِهان ِ قـَصْر ٍعلى الضفة الغربيّه!
تقطـُر منه ظِلالٌ
فيَدْكـَنُ دجلة ُ
فيمرُّ هناكَ مطأطـَا ً، هادئا،
كمن علاه الندم!

لم تكنْ لجَـزْمَةٍ
عينانْ
تـَرى بهما الأسْـفـَلـْتَ تحتـَها
ولا أنفٌ يَشـُـمُّ ما فاته الدَّبـْـغُ،
ولا آذان
بل فمٌ أكبرُ منها
يَسْهلُ فيه ابتلاعُ القدمْ!

وليس لها لسانْ
بل كانت ترنُّ صاخبة ً
لمّـا تـَصْـفعُ بعضَها
وتـَركلـُها
عند ارتداء التحية!
ولمّـا يُهانُ قـُماشٌ ملوّنٌ
يُدعى عَـلـَمْ!

لم يمنعْـني عنكم يوما ً
وقوفي برصيفٍ مهجورْ
إذ مَرََّتْ جـِزَمٌ
على الأسْـفـَلـْت،
بنادق ٌعلى أكتافها
بأخامصِها الخشبيةِ الحمراء
ودِهان ِ حديدِها الأسودِ البراق
وقالوا: هذا مليونٌ يلحقـُهُ مليونٌ بعدَ شـُهور!

كانت كلُّ الجـِزَمْ
ضدّي!
شَتـَمتـْني مليونَ مرّة!
شتمتـُها بليونَ مرة!
كانت تلكَ خلاصة ُالأوهامْ
فلم أنفـّذ ْ بعْدُ مشاريعي
ولم أكتـُبْ كتـُبي!
ولا سطراً ولا حرفاً بَدأتُ
ولا أكـْمَلـْتْ
فلم يكنْ إرهابُ الدولةِ هذه المرة َ
فقط في السَّـجْـن
أوالتعذيبِ والإعدامْ،
بل بمرور ِالجـِزَم ِالوَسِخاتِ على الأسْـفـَلـْتْ!


(2) غضبٌ يُفقِدُ التوازنَ *

هل رأيتمْ مرة ً في الأرضِ دائرة ً
من الرمل ِالجميل ِفي وسْطها ثقبُ؟
ضعوا أصابعكم هناك!

لا أشتمُكمْ في علني
فالشتمُ يُنزلُ من قدري!
ومن وطني!
فليس لي من حيلةٍ
سوى الشتمِ في سرّي!

أجئُ كلَّ بقعةٍ في شرقِكم
أو غربـِكم
لأشتمَكم ومن ثـَم َّ...
ثانية ً أشتمُ !
لأدوسَ في أقداسِكم
كما تـُداسُ أعقابُ السجائر في العراق
حيث تدارُ فوقـَها القدمُ!

لكنْ لن تجئَ شتائمي
بعملاق ٍعظيم
بحجم إلهـِكمُ الرحيم، كما في بعض أحلامي،
ليطرُدَكم من عالمِنا
(يا لـَأوهامي!)
بالحذاءْ !
فعيشُكمُ الأنانيُّ في بقائِنا
إهانة ٌ للبقاءْ !
_________________________
* تداع ٍ:

ولكن كيف استطاعوا أن يجزِّموا كل هؤلاء؟

هل حصل هذا في 69 أم في 70؟ لا أتذكـّر بالضبط .
في فجر يوم ٍ قررتُ فجأة أن أذهب الى الصالحية لأسير المسافة بين المتحف وجسر الأحرار. لا أتذكر لماذا. هل لأني ضقتُ ذرعا بزنزانة نومي (أربعة أمتار مربعة بشقة استأجرتـُها في المنصور)، أم لأن الصالحية كانت تذكـّرني ببعضِ جراحٍ قديمة؟ هبطتُ من البَص مقابل المحطة العالمية، وبعد حين كنتُ هناك: مصلحة التمور، أشجار جوز الهند، والجسر، ودجلة. عند عودتي لم استطع عبور الشارع بين المحطة العالمية ومطار المثنى. كانت الجزم تـُستعرض!

* تداع ٍ ثان ٍ:

ولكن كيف استطاعوا، في يوم ٍآخرَ، اقناعَ ثمانيةِ ملايين أن يسيروا حفاةً مسافاتٍ طويلة ً؟

قال كاتبٌ في (الحوار) : هذه رياضة مفيدة للصحة! صدقني يا لوكريتس إن العولمة الفكرية التذويبية تسير في اتجاهها المخطط لها، وعلى كافة الصُّعـُـد! وفي كل المواقع والمنتديات و"المنابر الديمقراطية التقدمية اليسارية العلمية العلمانية العربية الاسلامية الانسانية" كما قال كاتبٌ تقدميٌّ خصيب! لكن ثقافة الاختلاف يا صديقُ موجهة نحوك فقط! هل ستناقش المنابر الدينية (نقاشاً علمياً!) أصلَ الأنواع؟! (هل سيفعلون ذلك؟ هل سيفعلون ذلك؟ وهل سيوصون قراءَهم بأن يحاولوا الفهمَ وألاّ يُرهبوني أو يشتموني؟) وإن أردنا أن نكون محايدين حقا فهل علينا ان نقرأ هفال زاخويي وسليم سوزه، ولا نسأل من زار الكاريبي مؤخراً؟! وهل نقرأ لسلام عبود (بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين على انقلاب شباط!!) شيئاً مما كانت تنشره (الفجر الجديد) ومما كان يقرأه قاسم نعمان السعدي، ذو عيني الكوبرا، في الجوامع عام 59 وما تلاه؟! فلـْـنتحدث إذن عن معجزات الدين عند استعراض الجزم العالمية، ونهين أبيقور ثانية،ً للمرة المليون في ألفين فقط من الأعوام! وسوف نصحو يوماً لنصرخ، ليس في داخلنا هذه المرة، بل في الهواء الطلق، وبكل حرية وأصالة، بعيداً عن الروايات المترجمة، حينَ نـُسْـنـَدُ، كالعادة، إلى بعض جدار : "يا إلهي! ما هذه المفاجأة؟"



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهد عيان:- ساهمتْ زوارق السفارة البريطانية في دجلة بانقلاب ...
- -ما يستترُ به الصائدُ-: السبب والذريعة في اللغة والتأريخ
- إنهيارُ القارّات
- حَيْرة
- قلعة صالح - شمسٌ وريحٌ ونهرٌ ونخيلْ
- الأمم المباركة والأمم المارقة!
- عمى الجهات
- تغيُّر الدِّيلَما
- من يوميات مفتش بسيط
- الخسارة -3- (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري ...
- تعاريف خطيرة لحدود بعض العصور
- الخسارة 2 (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري ا ...
- مِطرقة
- الخسارة 1 (من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري الوسيط- ...
- مطارَد
- جئتُ الى كاوَه (مقاطع من مطوّلةٍ بعنوان -تداعيات من العصر ال ...
- جئتُ الى كاوه (مقاطع من مطولةٍ بعنوان -تداعياتٌ من العصر الغ ...
- محاولة في الخوف
- محاولة في الخوف (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغ ...
- في الخوف -2- (مقاطع من مطوّلةٍ بعنوان -تداعيات من العصر الغب ...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - الجِزَم