أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جهاد علاونه - الموت والحياة : من يد الخالق إلى يد الخلق














المزيد.....

الموت والحياة : من يد الخالق إلى يد الخلق


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 11:50
المحور: الطب , والعلوم
    


إننا فعلا نمارس أشياء تدل على أننا بدأنا نغير إسلوبنا الديني الغيبي إلى ألإسلوب العلمي فكثيرون من الناس يضعون اليوم اللوم على بعض الأخطاء الطبية التي تتسبب بموت أفراد عائلاتهم ولكنهم أحيانا يصمتون فجأة لصوت قادم من السماء ليقول لهم أن الأعمار بيد الله مع أنهم في داخلهم مقتنعون أن السلامة العامة والرعاية الصحية إذا توفرت للمتوفي فإنه حتما سيعيش عمرا أطول .
المسألة بحاجة لقليل من التفكير فهي ليست معقدة فقبل أن يتعلم الإنسان كيف يواجه قسوة الطبيعة كانت الطبيعة تقتله قبل أن يصل لسن الأربعين من عمره وهذا هو السبب الذي لم يعمل على زيادة نسبة السكان في العالم فبسبب سوء التغذية كانت الناس تموت بسرعة ولم تكن الأعمار بيد الله بل كانت بيد الجوع والقلق والأمراض والجهل والغبن وقلة الوعي والإدراك .
ففي كل مرحلة تطورية من نشأة الإنسان وقصته على وجه الكرة الأرضية كانت تزداد نسبة عدد السكان في العالم تبعا لتطوره الغذائي فقبل أن يتعلم الإنسان الثور ة الزراعية البدائية كان مجموع عدد سكان العالم فقط 10000آلاف نسمة وحين خرج من العصر الحجري الأعلى (نيو لثك) وتعلم بداية الزراعة إرتفع عدد السكان إلى ما يقرب من 100000ألف نسمة في الشرق الأوسط من ما مجموعه 3000000ثلاثة ملايين نسمة في العالم أجمع .
وظلت هذه النسب ترتفع كلما تقدم الإنسان شيئا فشيئا في إسلوبه التقني الذي تحول فجأة من جامع ثمار إلى منتج للغذاء أي زراعي بدائي ومن ثم إلى منتج للصناعات البدائية الحديثة ومن ثم كانت صناعة الزجاج والتوصل لنفخه في القضيب الحديدي في بلاد الشام آخر مرحلة توقف عندها الإنسان ومنذ تلك اللحظة توقف نمو الإنسان على نسب متفاوتة ولكنها قريبة من بعضها البعض .
وكان الإنسان عبر تلك العصور يعتمد في إسلوب حياته على الحظ والصدفة ذلك أن تطوره الذي ذكرناه لم يكن ليستطيع أن يمده بطول العمر والبقاء نظرا لضعف إمكانياته وشح موارده الإقتصادية وكان الإنسان الذي يعتمد على الحظ والصدفة يربط حياته العامة بالحظ والصدفة أيظا نظرا لأنه لم يستكمل مشواره بعد في السيطرة على موارد الطبيعة فكانت الطبيعة بالنسبة للإنسان مؤلمة وقاسية لم يتعلم الإنسان منها كيف يسيطر عليها ويسيرها لخدمته .
وكانت آخر مخترعات الإنسان سنة 300ق.م. هي نفخ الزجاج حين توصل لصناعة أنابيب الحديد وتوقف عندها نظرا لأنه إعتمد على العبيد في الأعمال القذر ة فكانت النبلاء والعلية من القوم يترفعون عن أعمال البناء والأعمال الشاقة بكافة أنواعها .
ولهذه الأسباب توقف النمو السكاني في العالم عند مؤشرات معروفة نسبيا وبسبب ضعف الإنسان توصل إلى التسليم بالغيبيات وإرتكز على مفهوم أن الرزق والموت والحياة كلها بيد خالقها وإن الإنسان ضعيف الإرادة ومسلوب الإرادة وضعيف الشخصية أمام خالقه ولا حول له ولا قوة بذلك أبدا .
وحين توصل الإنسان للصناعة حرر العبيد لأنه لم يعد لوجودهم فائدة وإنتقل الإنسان إلى مستوى تعريف جديد له وهو : الإنسان الصناعي .
وهذا يعني أن الإنسان البدائي الحجري تطور من ذلك المفهوم البسيط إلى مفهوم آخر وهو الإنسان الزراعي ومن ثم إلى الإنسان الصناعي وبذلك المستوى إرتفع عدد سكان العالم إلى الملايين من البشر .
واليوم نحن أمام إنسان تقني حديث إستطاع أن يطوع الأرض لخدمته بل والفضاء الخارجي وكل الأشكال التعددية للطاقة حتى البراكين إستغلها وإستغل نموها .
وبذلك أيضا طور الإنسان السلسلات الوراثية للنبات وخصوصا القمح والشعير وأطعمها للمواشي وحول الحبوب النباتية إلى طاقة بروتينية إستهلكتها معدة الإنسان وأصبح بصحة وعافية وبذلك إزدادت نسبة المواليد وقلة الوفيات وإرتفع عدد السكان إرتفاعا مذهلا وأصبحنا بفعل زيادة السكان نسمح لنسائنا بالإجهاظات الجنينية نظرا لقلة الوفيات وإحتمالية إستمرارها لأكثر من 70 عاما بعد أن كان متوسط الإنسان هو 30-35- سنة تقريبا وهو سن اليئس عند المرأة نظرا لأن أسلافنا وجدودنا كانوا يصلون لهذا المستوى من العمر ثم تتراجع صحتمه ويموتون بسبب سوء التغذية وليس بسبب أن الأعمار بيد الله .
فالأعمار اليوم بيد الطب والعلوم وليس بيد أخرى وصحة الإنسان وسلمته البدنية والعقلية تتوقف على نوعية الغذاء الذي يتناوله وبمقدور العلم أن يطورنا أكثر من ذلك وسترتفع في غضون المأة سنة القادمة سن اليئس عند المرأة نظرا للعمر الطويل الذي أصبح يعيشه الإنسان .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أكثر قدرة على علم الغيب ؟
- القرآن واللهجة العامية
- لقمة الجنس قبل لقمة الخبز
- عيد الحب والقمع الصوفي
- فقدان الجنس يؤدي إلى عمليات إرهابية
- فقدان البكارة للأنثى وممارستها للجنس قبل الزواج يحل المشكلة ...
- الثقافة بلغة الإقتصاد1
- رائحة الدولار والدينار أشهى من رائحة السلمون(السردين)
- دمعة في إبتسامة وفيلسوف في دمعه
- لذة التعب الثقافي والتخريب على المثقفين
- الإيدز لا يعرف الزواج الشرعي أو غير الشرعي
- كلنا أمام القانون سواء ولكننا أمام الآلهة لسنا سواء
- صحافة عربية أم دوائر إستخبارية ؟
- العشق وأيام المراهقة
- الشعراء في صفحة الأموات
- معجز أحمد,قصيده جنسية للمتنبي فاحشة
- الرجل بثدي؟
- المرأة بلا ثدي
- أرزاق يا دنيا حكمتك يا رب
- المجتمع المتدين مجتمع متخلف


المزيد.....




- بعد حفل التنصيب الرئاسي.. بوتين يلتقي بالطبيب الشهير روشال و ...
- هل تحولت غزة إلى صحراء؟ .. صور فضائية تكشف ما حدث
- أبو عبيدة: وفاة أسيرة إسرائيلية جراء القصف الإسرائيلي وعدم ا ...
- صحة غزة: سيطرة الاحتلال على معبر رفح حالت دون دخول الأدوية و ...
- تأجيل إطلاق مركبة ستارلاينر بأولى رحلاتها المأهولة.. لخلل في ...
- أسماك الزرد.. لماذا تُجدد أنسجة قلبها التالفة ولا يستطيع الإ ...
- بسبب الوضع في رفح.. الوفد الطبي الكويتي يغادر غزة بالدموع
- ما هي أسباب جرثومة المعدة التي قد تصيب أكثر من نصف سكان العا ...
- مصر.. عصام صاصا يغادر مصلحة الطب الشرعي بعد إجراء تحليل مخدر ...
- اكتشاف سديم جديد عبر مرصد أوكايمدن بالمغرب.. حجمه 4 أضعاف ال ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جهاد علاونه - الموت والحياة : من يد الخالق إلى يد الخلق