أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - غونتر غراس في الثمانين .. يقشر البصل ويقف ضد الظلم والأحتلال حيث بهتت صورة امريكا















المزيد.....

غونتر غراس في الثمانين .. يقشر البصل ويقف ضد الظلم والأحتلال حيث بهتت صورة امريكا


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:15
المحور: الادب والفن
    


حين يحتفل غونتر غراس بميلاده الثمانين ، تكون عدة التذكر حاضرة لديه .. لأنه لم يغادر
السرد منذ ان اقتطعت غدانسك ، مدينته التي احب ، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كما لم يتوقف عن القص وعن الأستعاده الحية للتفاصيل .. سواء اكان ذلك في الحاضر او في ثلاثية غدانسك .. الطبل والصفيح او سنوات الكلاب او القط والفار ..
وتتجسد سرديته تلك في تجربة صبي يتذكر.. ( اوسكار ) بطل الطبل والصفيح .. الطفل المعاق الذي يرفض ان ينمو لكي يظل يروي تاريخا .. ويقص شهادة لاتنسى ...
وحين احتفل بميلاده الثمانين في ( 16 / اوكتوبر / تشرين اول 2007 ) فأنه لايغادر منطقة الأستعادة تلك حيث تمتلي ذاكرته بتفاصيل الأحداث والوجوه .. ورائحة المدينة .. والذكريات ..
مثلما ينتقد السياسات القائمة على الأحتلال .. والظلم ..
سنوات القص
-----------------
يتذكر غراس كل غوائل الحروب ، وهو يرى ان التذكر فعل صعب ، وان رواية الماضي تشبه تقشير البصل ، فعل مبك ، ولكن لابد منه .. بأرادة الذاكرة او بطبيعة العادة التي لاتتوقف عن الدوران ..
لقد ولد غراس في السنوات الصعبة لويلات الحرب الكونية الأولى في 16 أكتوبر/ تشرين ثاني 1927 في مدينة دانتسيغ التي اقتطعت فيما بعد من ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية وضمت الى بولندا حيث صارت تسمى حينئذ .. "غدانسيك".. عندها اضطر غونترغراس عام 1944 الى المشاركة في الحرب العالمية الثانية كمساعد في سلاح الطيران الألماني كتعبير عن الألتزام والمواطنة وهو في صباه . وقد اضطره ذلك الى الأعتذار والتوضيح اكثر من مرّة لمواطنيه وللآخرين متحملا كل لحظة اعتراف نبيل وقد لوّح البعض بمحاكمته فيما وقف الكثيرون الى جانبه ..
وقع غراس بعد انتهاء الحرب عام 1946 في أسر القوات الأمريكية حيث امضى بضعة اشهر في سجن تلك القوات .. وتعلم الأنكليزية خلال سجنه وقرأ الأدب الأمريكي .. حتى أطلق سراحه في نفس العام فأنشغل باهتماماته الفنية اول الأ مر ، الرسم .. والنحت بشكل خاص . واذ اتيحت له فرصة الدراسة بعد تركيز على اهتماماته الفنية الأولى ..درس غونتر غراس فن النحت في معهد التدريب المهني في مدينة دوسلدورف الألمانية لمدة سنتين ..ثم أتم دراسته الجامعية في مجمع الفنون في دوسلدورف وانتقل الى جامعة برلين (1946ـ 1956)، ليحصل على شهادة جامعية في فن الرسم والنحت الدقيق وعندها كانت تنمو روحية الرائي .. مثلما تنمو ملكة القص وهو يمتليء بالتفاصيل اليومية حيث يعجز النحت في كتلته الصامته عن قول الوقائع . بعد ذلك حملته قدماه الى مدينة برلين حيث أكمل دراسته العليا في جامعة برلين للفنون لغاية عام 1956. وانتقل الى باريس وهو يتأمل هناك منجزات الحركات الفنية عبر زيارات متكررة الى متحف اللوفر والى المعارض الفنية والتجمعات الثقافية ويقرأ بيانات الحداثة للسورياليين والدادائيين ويشهد حركات التغيير في العمارة والموسيقى والمسرح الحديث .. حيث عاش غراس ثلاث سنوات في فرنسا ليعود مجددا إلى برلين ثم لينتقل الى الشمال حيث يعيش غراس بالقرب من مدينة لوبيك الى الشمال الأكثر بردا وعزلة ..
لقد كان اوسكار" بطل مفتتح ثلاثية غدانسيغ ، ذلك الطفل المعاق الذي يرفض النمو طوعا ليكون شاهدا على تاريخ لن ينسى، هذا الطفل الذي أراد له غراس أن لا يكبر في إدراكه الحسي للأشياء فظلت مداركه مدارك ولد يافع غير مكتمل النضوج، بعدما شاهد من احد الشقوق وهو داخل مبنى قديم يمارس فيه هواية القرع على الطبل ، ثلة من الجنود يقتلون الناس المدنيين الأبرياء . أوسكار، بطل رواية "الطبل والصفيح" (1959) التي لفتت الأنظار الى روائي فريد . وبهذه الرواية يكون غراس من أكثر الكتاب تعبيرا من بين من كتبوا عن ذكريات ومخلفات الحرب العالمية الثانية لينال بذلك شهرة عالمية كبيرة . وتدور أحداث هذه الرواية في معظمها في مسقط رأس الكاتب "مدينة دانتسيغ" المدينة التي تكون فيه الوجدان ونشأت الرؤى الأولى . و قد ترجم هذا العمل الروائي إلى لغات كثيرة من بينها العربية والعديد من اللغات الشرقية . وهذه الرواية تشكل جزء من ثلاثيته المعروفة بـ "ثلاثية داينتسيغ" وتضم أيضا الروايتين "القط والفأر" (1963) و "سنوات الكلاب" (1963). وتميز غراس في ثلاثيته هذه بلغة مجازية مليئة بالصور والرمز.

السياسي صديق المستشار

دخل غونتر غراس ميادين السياسة في بداية الستينات حيث تعرف الى المستشار الألماني السابق فيللي براندت عندما كان رئيسا لبلدية برلين. وشارك بشكل فاعل في دعم الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي حتى عام 1972. ولم يتردد يوما في إعلان تعاطفه الكامل مع الاشتراكيين الديمقراطيين، لكنه لم يكن عضوا رسميا في الحزب الا في الثمانينات حيث انخرط في العمل الحزبي . عرف عنه مواقفه المعارضة للحرب واحتلال العراق ، الأمر الذي قربه إلى المستشار غيرهارد شرودر حيث جمعت بين الاثنين صداقه قوية أشار إليها الطرفان باعتزاز في كل موقف خلال الظروف الصعبة للحرب على العراق . ففي مقالات عدة له وجه انتقادات لاذعة للسياسة الأمريكية في العالم متسائلا: "هل هذه هي الولايات المتحدة التي نحتفظ لها نحن الألمان بذكرى عرفان الى البلد الذي مّول مشروع مارشال لإعادة بناء ألمانيا الغربية." ولايخفي غراس دوما رؤيته التي تقوم على اساس مقولته الشهيرة ( أننا لسنا الوحيدين الذين يلاحظون كيف بهتت صورة الولايات المتحدة عبر السنين حتي غدت حلما أو صورة مشتهاة، وألان قد تحولت الي صورة ميته )
ولم يخف غراس مناوأته للحرب على العراق وما حصل من خراب اثر احتلال الولايات المتحدة له .. وما حصل للمدنيين الأبرياء من قتل وموت .. وتعذيب رهيب !!
وعن رأيه بالأدب العربي قال غراس يوما: "لقد تسنى لي أن اقرأ بعض النصوص الأدبية العربية المترجمة إلى الألمانية، فاكتشفت كم نحن في حاجة إلى المزيد: ليس لأنه أدب آخر فحسب، وإنما ايضا لانه ادب على كثير من الأبداع والتنوع والأهمية، ويعالج الموضوعات التي تشغلنا بعين أخرى."
وحين حصل غراس في عام 1999 على جائزة نوبل للآداب عن دوره في إثراء الأدب العالمي وخصوصا في ثلاثيته الشهيرة "ثلاثية داينتسيغ" فأنه يرى الجوائز كذكرى اضمها الى جانب ( جائزة كارل فون اوسيتسكي وجائزة الأدب من اتحاد بافاريا للعلوم والفنون و شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة برلين وغيرها ) لأتابع ذكرياتي كما يقول ..

ميلاده الثمانين
----------------------------
من الصعب ان ينظر الى غراس اليوم وهو يحتفل بثمانيته على انه كاتب متعدد الخواص ومتعدد الإبداعات .. وهو الروائي و القاص والشاعر وكاتب المقالة المتميز والرسام فحسب ، بل إنه روائي سياسي ملتزم بقضايا الحرية والعدالة الإنسانية وصاحب مواقف سياسية نقدية جريئة. فهو وا حد من التنويريين في معيار الوعي النقدي الغربي ، واديب يوظف أدبه ومكانته في خدمة القضايا الإنسانية والدفاع عن قيم العدالة . بل وينظر اليه على أنه صاحب مواقف جريئة كداعية غربي نحو الحرية والتسامح .والحوار بين الثقافات ، وغونتر غراس اليوم واحد من هؤلاء القلّة من المبدعين ممن يمثلون الضمير الحي في بلدانهم على مدى سنوات بأعتباره صاحب المواقف الإنسانية المعلنة ضد العنصرية والحروب، وضد ما حدث ويحدث في أنحاء كثيرة من العالم وبشكل خاص في فلسطين وفي العراق المحتل تحت سطوة القرارات الأممية والقوات الأمريكية المحتلة



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرناندو بوتيرو رسام سجن أبي غريب يعرض منحوتاته الغريبة
- الجالس على رمله الهش
- وداعا سركون بولص
- تشكيليون تجمعهم الرؤيا ويقربهم اللون والشعر في غربة المكان
- فساد الأخوة
- سلمان شكر نخلة النغم العراقي التي لاتتكرر (*)
- بغداد .. خرابست
- الراحل لارس فورسيل عضو الأكاديمية السويدية : الكتابة معنى وا ...
- ايكو: لاشيء صغير ..لاشيء كبير كل شيء مشوش ومرتبك.. و بوش مثل ...
- ثرثرة المعنى .. ثرثرة طوال الوقت
- تقرير حالة الشعر : عشرون شاعرا تاريخيا وعشرة شعراء معاصرون ف ...
- سعدي يوسف ..عندما يصير الشاعر كونيا - كتاب جديد بالأنكليزية
- فؤاد التكرلي : الأفندي الأنيق ابن المحلّة البغدادية في الثما ...
- العربي الجيد ..هو العربي الميت
- تارا مكّلفي .. تواجه الأسئلة عن كتابها( وحشية ).. الأكثر انت ...
- بأنتظار صحوة النخب .. ومحنة خدر العوام !!
- الخبير الدولي .. الفنزويلي فرناندو باييز : رأيت بعيني وسجلت ...
- رؤية معمارية للفضاءات السبع لجسر الصرافية !!
- الفيلاّ الخضراء :استعادات في مخبأ غريتا غاربو السري !!
- جارلس سيميك .. جائزة الأكاديمية الأمريكية للشعر


المزيد.....




- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - غونتر غراس في الثمانين .. يقشر البصل ويقف ضد الظلم والأحتلال حيث بهتت صورة امريكا