أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - وجه القاعدة














المزيد.....

وجه القاعدة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اكدت القاعدة مرة اخرى طبيعتها الظلامية والروح الجاهلية التي تسيطر عليها عندما اقدمت على خطف النساء والاطفال في احدى قرى محافظة ديالى، لتكشف عن حالة الضعف والهزيمة التي وصلت اليها حيث ارتكست الى اهداف هشة وضعيفة تعوض بها عما تلاقيه من انكسار . هذه حقيقة القاعدة والفكر الذي تنطلق منه وقد تجلت هذه الحقيقة في اكثر من مكان في العالم، الا ان اقبح وجه للقاعدة هو ذلك الذي ظهر في العراق، حيث لم يسلم ركن من اركان البلاد ولا مدينة من مدنه الا وناله شر القاعدة، ولا بد من الاعتراف بان هذا التنظيم الارهابي حقق في العراق ما عجز عن تحقيقه في بلدان اخرى، بلدان تكوّن فيها فكر القاعدة التكفيري المتطرف وامدت مجتمعاتها هذا التنظيم بالمال والافراد، ومع ذلك لم يتمدد هذا التنظيم ولم يقو على الظهور بالطريقة التي حدثت في العراق، والسبب الرئيس لهذا الوضع هو الجشع السياسي الذي سيطر على العقول الطائفية والعنصرية، تلك العقول التي تعامت عن حقيقة القاعدة وسدت آذانها لئلا تسمع تحذير المحذرين وتنبيه المخلصين لوطنهم وشعبهم، وانجرت عقول الجشع السياسي وراء نهم السلطة فقدمت المأوى والمعونة لتنظيم القاعدة، وسمحت لأفراده الاجانب بالمكوث في القرى والمدن العراقية لينطلقوا منها مستهدفين قرى ومدن عراقية اخرى، وهم بذلك اباحوا للقاعدة كل العراق، ومازالوا يصرون على تمسكهم بالعلاقة الآثمة التي تربطهم بهذا التنظيم الاجرامي دون ان يجرأوا على مواجهة انفسهم عن سبب تجريم القاعدة فكرا وتنظيما واشخاصا في البلدان التي يتخذون منها مقرا، او يترددون عليها لكسب الدعم بحجة دعم (المقاومة) لإخراج (المحتل) من العراق فإذا بهم لا يخرجون من العراق من الا العراقيين!!!.
لقد انضوت عشائر عراقية وجماعات مسلحة الى جهود مواجهة القاعدة بعد ان كانت تقاتل الاجهزة الامنية والعسكرية وتعيق بناء الدولة وجهود اعادة الاعمار وحان الوقت ليعترف بعض الساسة بخطأ تحالفهم مع القاعدة ويعتذروا للشعب العراقي الذي الحقوا به اشد الاذى وهم يسوقون اليه الانتحاريين من مختلف بقاع الارض، وعليهم ان يعتبروا مما جرى في قرى محافظة ديالى من خطف للنساء والاطفال، فهم قد تركوا اهلهم وعشائرهم نهبا لأنياب القاعدة التي زرعوها في مناطقهم بسبب الجشع السياسي وعرضوا البنى التحتية لمدنهم للدمار بينما هم يرتعون في عواصم دول الجوار يغامرون بالدم العراقي في لعبة بلا حدود او ثوابت.
لقد وصلت القاعدة الى هذا المستوى من الاجرام في اماكن اخرى، وفي جميعها كان هذا المستوى هو بداية لنهاية او انحسار القاعدة او من يماثلها في الفكر والسلوك، واذا كنا نتمنى نفس الحالة في العراق الا ان التخوف من المراهنات السياسية والالعاب الدموية ، يعطل هذه الامنيات، خاصة مع الازمة السياسية الراهنة التي سيعمل اكثر من طرف على استغلالها ليثبت قدرته على التأثير في الوضع الامني وليتوج نفسه سيدا للموقف، خاصة بعد ان ابتكر بعض الساسة معادلة (النصر قاتلا او مقتولا)، فإذا كان القتلة من فئة هذا السياسي ادعى بأنه هو وحده القادر على كبح جماحهم اذا ما منح مزيدا من السلطة، وإن كان الضحايا هم الذين من فئته، اخذ بعرقلة العملية السياسية التي تعاني من الضعف اصلا، وصار يشكو من اقصائه وتهميشه بغض النظر عن الحقيقة، وهذا الاسلوب هو الذي فتح العراق امام الاجندات الخارجية ودول الجوار والتنظيمات الارهابية لتعبث مجتمعة بحياة العراقيين.
ان وجه القاعدة المقزز سيبقى موجودا ومهددا بإطلالات بشعة ما لم يتحل بعض السياسيين العراقيين بالشجاعة ليعترفوا بخطأ تعاونهم معه، ويضعوا حدا لذلك التعاون والواجب الوطني والاخلاقي يحتم عليهم ان يقفوا بوجه القاعدة مهما كانت خلافاتهم كبيرة مع بقية النخبة السياسية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرب تحت الحزام
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )
- الاداء الضعيف
- المالكي.. حكومة وأزمة
- مهمة عاجلة
- جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة
- تصريحات ليست عابرة
- قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة
- نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي
- السعودية هدف أيضا
- جدل امريكي
- سرديات الاختلاف/ بابل :صراع اللغات
- منهج المقاطعة
- الجماعة المقدسة
- الحلقات المنسية في العراق
- المالكي ليس هو المشكلة
- السلطة الأنثوية


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - وجه القاعدة