أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - مثقف أردني يشهد على النظام الديكتاتوري















المزيد.....

مثقف أردني يشهد على النظام الديكتاتوري


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 11:34
المحور: سيرة ذاتية
    


الحديث عن السلام بين العرب وإسرائيل كان أهم ما يدور في الشارع السياسي الأردني سنة 1995-1997م مع ما رافق ذلك من إرتفاع أسعار الخبز في الأسواق الأردنية وحكومة الكباريتي هي التي أعدت لبرنامج إرتفاع أسعار الخبز أما حكومة عبد السلام المجالي فهي التي وقعت على إتفاقية السلام وقد عشت هاتين المرحلتين وأنا في جامعة اليرموك وكنت من أشد المعجبين بعملية السلام أما موضوع إرتفاع أسعار الخبز فلم يكن موضوعا مهما بالنسبة لي.

وكنت معجبا بعملية السلام لأن الأمل زاد عندي من حيث تجاوز الخلفيات والمرجعيات الدينية والعنصريات وصرت في ذلك الوقت أنظر رسميا للناس على أنهم مواطنون وصارت لدي قناعة رسمية وإيمان بالسلام وعمليته وبدأت نظرتي تتحالف مع قرآتي عن اليهود هذا الشعب المسكين الذي فقد أرضه ووطنه بسبب عوامل القهر الديني وصارت عندي رغبة أيضا بزيارة دولة إسرائيل والنظر لحيفا ويافا وللمجتمع الإسرائيلي عن قرب وقراءته عن كثب بدل قراءته من خلال الموروثات الدينية وبدأت أتطلع إلى مجتمع خالي من الديانات فيجب على المجتمع المدني الحديث أن لا ينظر للناس والأفراد على أساس مرجعياتهم الدينية بل على أساس ما يقدمون من أفكار وآداب عالمية خالية من كل شائبة .

وكنت كإنسان علماني أحترم الدين ولا أستحقر المتدينين لأن تلك هي حريتهم الشخصية ولي أنا أيضا حريتي الشخصية .
وأذكر مرة أنني حضرت في نقابة المهندسين الأردنيين محاضرة عن اليهود وعملية السلام وكان المحاضرون يرمون بإتفاقية السلام عرض الحائط ويتوعدون اليهود بالخزي يوم القيامة ولم أستطع حقيقة أن أتمالك نفسي وأعصابي فرفعت يدي طالبا الإذن بالتحدث وقد سمحوا لي وبدأت قائلا :

أنتم تريدون أن ترموا اليهود بالنار والبارود وأنتم لا تملكون نارا أو بارودا وأسلحتكم قديمة ومتعفنة فقد ذهب زمن الفتوحات الإسلامية وكما أن للشعب المسلم حق في فلسطين كذلك للشعب اليهودي حق في فلسطين لقد طرد الإستعمار الإسلامي اليهود من فلسطين ووقع بحقهم إظطهادات إمتدت حتى نهر التيبر والدانوب وكافة أرجاء أوروبا الشرقية والغربية بدءا من بلاد العرب وإنتهاءا إلى اوروبا ومن حق اليهود اليوم أن تكون لهم دولة وحكم ومن حقهم علينا أن نتسامح معهم من خلال التصالح مع الماضي.

وبدل أن تقتلوا اليهود لماذا لا تتعلمون منهم الديمقراطية وتدعموا البحث العلمي كل زعماء اليهود علماء ومخترعون وتكاد أن تكون غالبية بعض الحكام العرب قادمة من الشوارع وهم دمويون وزعران وديكتاتوريون ومناهظون للعلمانية التي تحترم الرأي والرأي الآخروالحكام العرب أو بعضهم يدعم الحياة القديمة بكل تفاصيلها الدينية والعشائرية والجهوية والتسلطية كي يحافظوا على طبيعة مقاعدهم القديمة لأن تلك المقاعد تستمد شرعيتها من الحياة القديمة والمعتقدات القديمة وعصيان الله بالنسبة لها هو عصيان للحاكم الذي إستلم مقعده بإرادة الله وليس بإرادة الجماهير أما في إسرائيل فإن الأمر مختلف فرؤساء الحكومات يستلمون حكمهم من خلال الإنتخابات الحرة والنزيهة وتعبر قراراتهم عن إرادة شعوبهم بينما تعبر قراراتكم عن إرادة الله الغائبة .....إلخ.

فماذا كانت نتيجة كلامي ؟

لقد أغار بعض الحضور عليّ وأرادوا ضربي بالعصي والأيدي لولا أن جماعة قد أحاطتني وخرجت معهم إلى خارج القاعة بينما بقي غالبية الحضور يسبونني ويلعنون ديني الجديد دين الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية والحزبية وتوسيع قاعدة الحوار وتحمل المسؤلية وللنظر للإنسان على أنه مواطن وليس للنظر إليه على أنه مسلم أو شيعي أو شيوعي أو يهودي أو مسيحي إن ديني الجديد هو دين الحرية والتعددية الفكرية والتركيز على قوى الحداثة وترك الماضي للماضي .

وفي صبيحة اليوم التالي لم يبقى موظف في جامعة اليرموك إلا وسمع بقصتي ولم يبقى سياسي في إربد إلا وسمع بها وتعالت الأصوات ضدي في جامعة اليرموك وبدأت أجهزة خفية تفكر بترتيب موآمرة جديدة ضدي وأذكر وقتها أن مجلة عرار طلبت مني أن أكتب مقالا في إحدى أعدادها سنة 1996م وقد كتبت وقتها مقالا بعنوان: نمط إنتاج الشرق للفكر الشرقي . وقد إستخدمت به أكثر من 10 مراجع ومصادر علمية .
وفي الشهر الذي يليه تقدمت بنشر مقال جديد فرفض رئيس التحرير وسكرتيره نشر أي شيء لي وبلغوني شفويا من أنني شخص غير مرغوب به إطلاقا

وكنت في تلك الفترة قد نقلت من كلية الحجاوي للهندسة التطبيقية وإلتحقت للعمل في عمادة البحث العلمي والدراسات العليا ولا أنكر أنني وقتها قد عشت في سلام هادىء مع نفسي ومع الناس ولم توضع على شخصي أي علامات إستفهام كتلك التي كانت وأنا في القسم الزراعي وكلية الحجاوي ولكن بعد نشر مقالي وبعد نقاشي في مجمع النقابات زادت وعادت حملة جديدة ضدي تنتشر قي ربوع الجامعة وحاولت جهات أو بعض الجهات محاولة إستدراجي إلة تنظيمات سرية ومسلحة وكنت كمواطن صالح قد بلغت المخابرات الأردنية عن مثل هذه التنظيمات فإنسحب من عندي الذين حاولوا إستدراجي بعد أن قمت بالتبليغ عنهم لذلك أصبح عندي شك ويقين من أن هذه النشاطات مفتعلة ووهمية وغير حقيقية وعدت أمارس عملي بجد ونشاط ولكن الناس لم تتركني بحالي :

وأذكر يوما دعاني به نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية وأبلغني رسميا من أنه خصم لي إذا لم أترك الجامعة !

وفي صبيحة إحدى أيام السبت سنة 1997في شهر نيسان قام أحد الموظفين بالإعتداء على شخصي بالضرب والبوكسات دون سابق إنذار أو أي مشكلة فذهبت إلى مدير مكتب العميد وقلت له ما جرى فسألني : بتصلي يا جهاد ؟
فقلت :لا ما بدي أصلي.
فقال : إنت واحد نذل ولا تستحي إلى يوم الدين .
فقلت شو دخل موضوعي الآن بالصلاة؟
فقال :
إلبحافظ على دينه بحافظ على عمله !
فقلت له :
هذه حياتي الخاصة وأنا حر بعدين خلص ما بدي أشتكي أعطيني الشكوى خلص فقال :
لالالالالا هاي بدها تتحول لمدير شؤون العاملين....إلخ
وبعد مضي إسبوع وجهت لي دعوة من مدير إحدى الدوائر في الجامعة ويدعى ماجد هيلات وبلغني بلجنة تحقيق من رئاسته على مستوى رفيع من الجامعة وبعد مضي إسبوع ذهبت وحضرت لجنة التحقيق وقد قرأت اللجنة عليّ التهم التالية :

1غير ملتزم بالدوام الرسمي
2غير متعاون مع زملائك
تثير الفتن والعنصريات 3
تعتدي على الموظفات بالتحرش الجنسي 4
تغني وتطرب أثناء الدوام ودائما مبسوط شو إلسبب ؟

فما كان مني حقيقة إلا أنني ضحكت ووضعت رجل على رجل وأسندت ظهري للوراء وأشعلت سيجاره وقلت :
أنا بحضر وبوقع على دفتر إلدوام في الساعة السابعة والنصف وأحيانا السابعه والربع وأغادر الدوام في تمام الساعة الثالثة والربع أيام الدوام الصيفي وفي الخامسة والربع أيام دوام الطلاب ومتعاون جدا مع زملائي والذي عنده مشكله فليواجهني إذا كنت مقصرا أما هذا الكلام فهو غير رسمي أما بالنسبة للإعتداء الجنسي والتحرشات ما في من هذا إلحكي والتي لديها مشكلة ليش ما تحكيها هون بعدين شو إسمها إل أنا تحرشت فيها جنسيا أما بالنسبة للغناء أثناء الدوام فهذا غير صحيح مرة واحدة غنيت أثناء مسيرة الجيش في إحدى الأعياد الوكنية فهل الوطنية أحاسب عليها؟
فقالت اللجنة :

في مذكره جديدة كتبها مديرك يقول فيها أنك تقوم بتصوير ورق خاص للطلاب؟
فقلت هذا مش صحيح إيجيبوا إا أنا صورتله ورقه ليشهد عليّ.
فقالت اللجنة خلص ما في شيء يا جهاد روح على شغلك .
وذهبت إلى عملي وبدل أن يسكت الجميع بدأت الأمور تظهر من جديد وبدأت جهة تتدخل بي رسميا وهي المخابرات الأردنية وبدأت أتلقى تهديدات من الموظف الذي إعتدى على شخصي بالضرب من أنه ليس له علاقة وأن المخابرات دفعت له ثمنا على ذلك وذهبت إلى المخابرات وتقدمت بشكوى رسمية فقالوا :
إنت شخص طيب ومحترم ما في من جهتنا عليك أي شيء بعدين إحنا لو بدنياك بنجيبك مش مستحين منك فقلت :
ولكن بجوز عشان ما في مبررسياسي لإعتقالي عشان هيك إنتم بتشتغلوا بالخفاء !
فقالوا: لالالا خلص روح على شغلك.
وذهبت إلى عملي وبتاريخ 11-6-1997م تلقيت كتاب إنهاء خدماتي بدون تو جيه أي تهمة أما لجنة التحقيق فإنها من جهتها نسبت لي تهمة التحرش الجنسي بالفتيات.**********************************************************
وراجعت كثيرا من المحامين وقالو لي أن فصلي من عملي تعسفي وغير قانوني وطلبوا مني رفع قضية على الجامعة أما أنا كشخص مظطهد في الأدرن فقد كنت خائفا من العودة بسبب تلفيق قضايا التحرش الجنسي وبصراحة كانت تخيفني تلك المسدسات المتعددة الأشكال والتي كان يضعها زميلي على خصره وهو يهددني بالقتل .
أما المخابرات الأردنية فقد قالول لي :ما إلنا علاقه روح على محامي شاطر ومن جهتي مرة أخرى قرفت العمل تحت وطأة التهديد بالقتل وإن البلد الذي لا يحترم به المثقف ليس جديرا أن أعمل به وإن مكاني في الجامعة قد أصبح خطرا إجتماعيا يتهددني..وللحديث بقية



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقف أردني يحكي قصة إظطهاده
- تجارة حرب الخليج
- حب وسموم
- غالي الثمن
- مثقف أردني يتحدث عن نفسه
- الشيوخ يزدادون ثراءا والمثقفون يزدادون جوعا
- الديانات السماوية
- فقدان البكاره موضوع تافه
- إنهم يتآمرون على العمال والشغيله
- إهداء إلى الزميله ماغي خوري
- الإعجاز القرآني
- الانسان يجهل حقيقته
- بدأوا حياتهم بخيانة وإنتهت بخيانة
- الأدب العربي الكاذب
- التمثيل الثقافي
- أدباء أحرقوا كتبهم
- أحب وأكره وأعشق
- المسلمون يكذبون على الله
- الصحافة الكثيرة الأدب
- الشاعر محمد الحيفاوي1


المزيد.....




- -أخطر مكان في العالم-.. أكثر من 100 صحفي قتلوا في غزة منذ 7 ...
- 86 مشرعا ديمقراطيا يؤكدون لبايدن انتهاك إسرائيل للقانون الأم ...
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - مثقف أردني يشهد على النظام الديكتاتوري