أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - رابعة العدوية والعشق الإلهي السوري














المزيد.....

رابعة العدوية والعشق الإلهي السوري


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 04:17
المحور: كتابات ساخرة
    


جوهر المحبة يظهر عند الكثير بأن الإنسان قادرٌ على الحب لإنسان يحمل صفات يمكن محبته عليها.
لا يوجد شيء أكثر حلاوة من المحبة, ولا يوجد أقوى ولا أعظم ولا أكبر منها, لا يوجد ألطف من المحبة. المحبة كاملة ورائعة في السماء وفي الأرض.
لكن الإنسان السوري كيف يمكن له أن يمارس محبته وعشقه, وكيف يمكن له أن يتطابق مع ذلك ذاتياً وموضوعياً, وإلى أي مدى يطبقها بصدق.

تخبرنا كتب التراث والتاريخ عن أسطورة رابعة العدوية وعشقها الإلهي, وتقول في إحدى قصائدها مناجية الله:
أنت روح الفؤاد وأنت رجائي ..... أنت لي مؤنسٌ وشوقك زادي.
حبك الآن بغيتي ونعيمـي ..... وجلاءٌ لعين قلبي الصادي.
إن تكن راضياً عنيّ فإنني ..... يا منى القلب قد بدا إسعادي.

وإذا نظرنا إلى العشق الإلهي للرئيس السوري من قبل عشاقه لوجدناه صورة عن عشق رابعة العدوية لإلهها, فالروح والدم والغالي والرخيص التي يفديها محبيه له تصل إلى المطلق, وإذا نظرنا إلى أسماء الله الحسنى فهي ليست أكثر جمالاً وتعبيراً عن الشعارات التي تطلقها آلة الدعاية "العصملية" على رئيسها.
ولم يكن قياصرة روما وفراعنة مصر وهم آلهة في ذلك الزمان ـ لم يكونوا ـ أكثر عظمة من حاكم سوريا ونجد كثير من التشابه والتقاطع بينهم (توريث الحكم, الاستبداد, الثراء الفاحش والفقر المدقع ...) الفارق ليس أكثر من بضعة آلاف من السنين وشيء من الحضارة التي تركوها.
والحقيقة ماذا يمكن أن يُحب الإنسان السوري في أيامنا هذه؟ وطنه, ممثليه في برلمانه والذين يخدمونه بكل صدق وأمانة, العدالة والقانون واستقلاليته, حرية الصحافة والتعبير عن الرأي, الحلول السلمية للمشاكل وتباين الآراء, تنفيذ الوعود والشعارات, التقدم الاجتماعي والاقتصادي, أم عليه أن يُحب الحقوق القانونية وتأمينها وحمايتها, أم التعامل مع المعارضة السياسية التي تتباين مواقفها وآرائها سواء تجاه النظام أو تجاه بعضها البعض, على المواطن محبة وعشق التمسك بالحكم والسلطة, أم تأمين الغنى والرفاه الاقتصادي....

وعودة لرابعة العدوية والتي تذكرني بالوطن:
فليتك تحلو والحياة مريرةٌ ..... وليتك ترضى والأنام غضاب.
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ ..... وبيني وبين العالمين خراب.
إذا صحّ منك الودّ فالكل هيّنٌ ..... وكل الذي فوق التراب تراب.

هذا ما كانت رابعة العدوية تقوله بصدق ذاتي وعشق ومحبة تجاه ربها, ومقارنة مع ما يقوم المنافقين في سوريا تجاه رئيسهم لا يختلف بشيء سوى المصداقية وأخلاقية القرن الواحد والعشرين.

وبعد أيام قليلة سيؤدي الرئيس القسم الدستوري ويقدم خطاباً قسَمياً جديداً سيكون مليئاً بالوعود البراقة وبالتهديد المبطن والمعلن, مردداً تعابير الصمود والتنديد, للقريب وللبعيد, وسيسمع كل ما يريد, من أعضاء برلمانه الجديد, وربما يقوم أحد ممثلي "الشعب" ليردد كما ردد أحدهم في البرلمان سابقاً للرئيس السابق باسم "الشعب":
ما شئت لا ما شاءت الأقدار ..... فاحكم فأنت الواحد القهار.
الإنسان العادي يتمنى على الرئيس أن يعطينا بركاته ورضاه علينا, ,أن يُبعد شرّ رجال أمنه عنّا.

هل يمكن اعتبار الانتخابات والاستفتاءات في سورية تعبير عن المحبة؟, أم اعتبار ذلك أن الإنسان لا يُساوي شيئاً بل مجرد رقم يضاف أو يُطرح من النسبة المئوية السياسية للسلطة؟
بعد سبع سنوات على خطاب القسم الأول للرئيس أشعر كمواطن أن الرئيس لا يُحبني بقدر محبتي له, فهو منهمكٌ في تمتين حكمه وسلطته وثروته وسطوته, كذلك أشعر بنفس المحبة من أعضاء البرلمان الذين مهتمون بشؤونهم الخاصة من خلال دعم شؤون الرئيس وعائلته الخاصة.
ولكون هذا العشق المطلق والنفاق المشترك بين الحاكم والمحكوم صار أكثر من سخرية, وما عاد كوميديا بل هو حالة مرضية بكل حرفية الكلمة,
وربما يعتقد الرئيس السوري أنه لا يعاني من أية مشكلة نفسية وأنه معافى بشكل كامل "لأن الأصوات التي يسمعها في رأسه تقول ذلك".
وعن العشق الجنوني السوري يقولون أن بقرتين تتحدث أمام البرلمان السوري فتقول الأولى للثانية:
ـ هل سمعت عن مرض جنون البقر؟
ـ نعم سمعت, والحمد لله أننا أرانب!



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزيران بين الصُوَر
- سبع وسبعة ودبيكة و-كمشة- تسعات
- تليفون الإستفتاء
- قبل الإستفتاء
- الديكتاتور والديكتاتورية قديماً وحديثاً
- انتخابات ديمقراطية في سورية الأبية
- أريد أن أكون وزيراً
- وجهتي نظر لقضية واحدة-لباس المرأة
- بيعة وبيّاعين في سوق البعثيين
- السارق والسرقة
- حلمٌ غريبٌ في بلد إسمه سوريا
- نفاق الرفاق ديالكتيك العبد والقبضاي
- الحوار السياسي, هل نتعلمه؟
- تزمير وتثاؤب
- محطات ليست بعيدة عن السياسة
- من نظام الحزب الواحد إلى الديمقراطية! تجربة المجر
- -العبقرية-المجرية 15 مليون نسمة, 15 جائزة نوبل, مئة وخمسة و ...
- استنساخ, تماثيل والإبليس براميرتس
- أسئلة في الهواء وأجوبة جوفاء
- التخلف حاضنة الإرهاب الديني


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - رابعة العدوية والعشق الإلهي السوري