أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار ديوب - عصابتان فلسطينيتان ودولة صهيونية عنصرية















المزيد.....

عصابتان فلسطينيتان ودولة صهيونية عنصرية


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1955 - 2007 / 6 / 23 - 07:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


جاء المشروع السياسي الفلسطيني ليبنى دولته الهشة ، كأخر مشروع سياسي في العالم العربي ، وبـتأخره حمل تناقضات المشاريع المحلية في بناء الدولة القطرية وتدخلاتها في المسألة الفلسطينية . وبتعثر هذا المشروع من خلال السلطة الاستعمارية الإسرائيلية أو من خلال فساد السلطة ذاتها ، وصل هذا المشروع إلى نهايته . وقد شكلت الانتخابات التشريعية الأخيرة فرصة ثمينة لحركة حماس ، حيث استفادت من الأوضاع المشار إليها أعلاه واكتسحت السلطة التشريعية مدعومة كذلك من سوريا والسعودية وإيران ، ولكن هذه الحركة لم تكن مهيئة لسلطة عامة تحكم بواسطتها جميع المواطنين في ظل شروط استعمارية أو دولية إمبريالية وكذلك بسبب طبيعتها المتأسلمة التي تميّز بين المواطنين على أساس الانتماء لها هي أو الانتماء للحركات الأخرى أو بقية الشعب الفلسطيني . وبمجرد وصول حماس للسلطة بدأت عملية المحاصرة لها ولأعضائها ، فلم تستطع أن تخطو خطوات فعلية نحو الأمام ، أي أن شروطها الواقعية بما هي جزء منها لم تسمح لها الانتقال من كونها حركة سياسية إلى كونها سلطة سياسية . عدا عن أن سلطة الحكم الذاتي الفتحاوية لم تسلّم بسهولة السلطة ، ومارست إسرائيل والعالم الأوربي والعربي وأمريكا مختلف أشكال الضغوط من اجل إسقاطها .
هذا الشرط البالغ التعقيد هو ما عقّد على حماس أن تكون سلطة ، وعلى فتح السلطة أن تترك حماس تمارس سلطتها ، خاصةًً وان حماس لم تساعد فتح عندما كانت منفردة بالسلطة ورفضت وقاطعت هي تلك السلطة بحجج كثيرة..
إذن السلطة الفلسطينية سواء أكانت مُقادة من قبل حماس أو من فتح مارست مختلف الضغوط على الحركة الأخرى ، وبالتالي لكل منهما مشروعها السياسي وأجهزتها وتستهدف السلطة بمعناها الأحادي ، أي دون مشاركة الأخر إلا بما هو هامشي ..
هذه الحركات ليست أيضاً بلا امتداد إقليمي أو دولي ، وهي مرتهنة بشكل أو بأخر لهذه الامتدادات .هذا الوضع هو ما ساهم بدوره في تأخر إنجاز ذلك المشروع حيث كل خطوة تخطيها إحداهما لا بد لها من شروط عربية أو دولية أمريكية ، فالمال المستخدم من أجل استمرار السلطة خارجي والذي يتحكم بالمال يتحكم دون أدنى شك بالسلطة وتوجهاتها وبالتالي ستكون السياسات جزء من سياسات عامة للدول التي تؤمن المال السياسي . وإذا كانت إسرائيل تتحكم بكل شرايين الاقتصاد الفلسطيني فإن أوضاع السلطة لدى حماس أو فتح ستكون أمام خيارات إجبارية ، وبما يضيّع القضية الفلسطينية ويبقيها في خيارات المفاوضات على قاعدة مشروع إسرائيل كدولة عنصرية صهيونية..
شروط تحرك المشروع الفلسطيني ولّدت الانفجار أكثر من مرة وتوزعت السلطة إلى سلطات متعددة بلا دولة جامعة للكل المتعدد ، فهناك سلطات بيد حماس وأخرى بيد فتح ، وهذا ما أدى إلى انهيار المشروع المحلي العام وتقدم المشروع الخاص . وقد تمظهر الأمر في كثير من مفاصل السلطة بعد فوز حماس حيث أزمة من المتحكم بأجهزة الأمن أو أزمة عدم فتح ملفات الفساد أو غيرها ..
مؤتمر مكة العتيد للجمع بين الثنائيتين المتصارعتين على السلطة بالتحديد لم يحل المشكلة رغم كثرة الايمانات المعظمة وتكرار ذكر الله حتى كأن الله شارك بذلك الاتفاق ومن على التراب المقدس لا في مصر ولا في سوريا . وهذا ما أعاد المشكلة للظهور من جديد ، حيث تمثلت النتيجة بقتل العشرات من المناضلين بدم بارد لا روح ولا أخلاق فيه وفصل غزة عن الضفة الغربية..
القتل الذي حدث ويحدث ليس قتلاً مجانياً خاطئاً وهو في طريقة حدوثه قتل سياسي همجي مسبق ، يعبر عن مشروع خاص للحكم ، لصالح الحزب أو الحركة الحاكمة وليس لصالح المشروع الوطني ؛ الذي لم يوجد على أية حال . وهو ما يوضح مدى ضعف المسالة الوطنية ضد إسرائيل أو من أجل الشعب وتقدم مسألة السلطة من اجل الحركة، وبالتالي مشروع السلطة هو هو مشروع الحركة ، سواء أكانت حماس أو فتح ؟!
الإشكال الأخير بُرر وفُسر بأن الحركتان أهلتا نفسيهما لتصفية بعضهما البعض الآخر وبالتالي لو لم تقم حماس بالاستيلاء على السلطة في غزة لقامت فتح بالسيطرة أو حاولت ذلك ، وما حدث في غزة أو الضفة كردود فعل ، والأصح كأفعال مدروسة يتخللها ردود فعل دلالة أكيدة على أن مشروع الانفكاك ليس وليد اللحظة وأن السياسة الفلسطينية يشوبها الكثير الكثير من الخداع والكذب والمؤامرات . وبالتالي سرعة الحسم في كل من غزة والضفة يوضح أن المسألة كانت محسومة سلفاً ، وان إسرائيل لم تكن هي الهدف الفعلي بقدر ما أن السلطة الاحتكارية هي الهدف الأساس ..
الآن أصبح لدى مشروع الحكم الذاتي ، دولتان أو مشروع دولتان : دولة حماس المتأسلمة ودولة الضفة الغربية المتأمركة ؛ هاتان الدولتان غير قابلتين للعيش لا المنفرد ولا المشترك . وقد تستمران ضمن شروط الخارج الإقليمية أو الأمريكية لأمد محدود ، وبالتالي خياراتهما محدودة وهامشية...
التطور العاصف والتشدد العالي اللهجة والاتهامات المتبادلة بالعمالة أو السبب المفجر للإشكال الأخير من قِبل أبو مازن ضد حماس وبالعكس يشي بأن غزة والضفة دخلتا مرحلة الإمارتان المستقلتان والمحكومتان من قبل عصابتين مختلفتي الو لاءات والايدولوجيا والمشروع السياسي ..
وإذا افترضنا أن أبو مازن باعتباره ضد حماس بالمطلق سيكون قادراً على تأمين احتياجاته من المجتمع الدولي وإسرائيل فإن دولة غزة المحررة ثانية ستعاني من حصار متعددة الأوجه وقد تدخل بمشكلات تؤدي إلى بروز مجموعات جهادية أكثر من حماس تعلن الثورة على حماس متوسلة التصعيد ضد إسرائيل وضد أبو مازن . وبالتالي تعرّض غزة لغزو إسرائيلي مدمر من جديد ، عدا عن أن مشروع حماس للدولة الفلسطينية بالأصل ليس مشروع وطني أو سياسي جامع وإنما مشروع ديني ، وإذا كان الأمر كذلك فإن المشاركة بالانتخابات لمرة واحدة قد حققت لحماس شرعية السلطة تحت سلطة الاحتلال وهو ما سيؤدي لتثبيت الوضع الراهن الكارثي كمشروع دولتين لعصابتين خاصةً بعد خطاب أبو مازن وحكومته الطوارئية والإعلان عن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية...
وإذا كانت الأمور ستسير بهذا الاتجاه فإن أمام حماس التي وصفها لأبو مازن بالظلامية وقرر قطع الحوار معها بالمطلق إما التخلي عن السلطة وهذا يعني أنها أصبحت بالفعل غير شرعية وأنها انقلابية بحركتها الاستيلائية على غزة وتصفيتها لاحقاً وإما الاستمرار في تشكيل أمارة مستقلة لزعمائها المقدسين ، والتي سرعان ما ستفشل لان مملكة الله في السماء وليست في الأرض ؟ وذلك بسبب محاصرتها من الأشرار البشريين وبسبب ارتفاع نسب البطالة والفقر والعوز والأصولية والإيديولوجية الطائفية والتصفيات الدموية وهو ما يؤدي لمصير تراجيدي لقضية تراجيدية ..
الضفة الغربية ستشكل سلطتها ، وتبدأ حركتها واتصالاتها وسيأتيها المالي السياسي ، ولكن إسرائيل الغارقة بمشكلاتها مع العالم العربي ومع داخلها الفلسطيني والإسرائيلي وهي كدولة استعمارية ستبقى مدمرة لمستقبل الضفة الغربية ولن تساعد أبو مازن رغم يده الممتدة بالطول للاتفاق بأي شكل معها ، فلن ترفع الحواجز ولن تجري مفاوضات فعلية ولن توقف الجدار العنصري ولن تعيد شمل العائلات أو الأراضي ولن تناقش في موضوع القدس ، وهذا ما سيفضي لمشكلات لا حل لها وقد يتكرر موت أبو مازن كما سبقه أبو عمار ؟؟؟!!! وبالتالي الإمارتان لا تحملان إمكانية الاستمرار والبقاء لأنهما من صفات الله وليس البشر.
الخطر الشديد هو من تمسك أبو مازن بالشرعية ومحاولة فرضها على غزة وبالمقابل تمسك حماس بسلطتها واعتبارها شرعية وفي هذا سيكون لدينا شرعيتان ، وبمجرد محاولة امتداد الواحدة نحو الأخرى أو تأزم إحداهما سيكون هناك حرب بين الإمارتين وهو ما سيؤدي إلى إنهاك المشروع السياسي بالكامل وباسم المشروع الوطني بالتحديد وقد يفضي ذلك لوضع مصر يدها على غزة دون إستلحاقها بها ؛ فمصر لا تحتاج إلى سلطة إسلامية وإلحاق الضفة إلى الأردن مع ضمان حصة إسرائيل منها وبذلك يتم تغييب أي مشروع فلسطيني وطني أو وضع نهاية للوطنية الفلسطينية بالفعل ؟؟..
في النهاية ما بنيّ في جزء من أراضي ال67 ليس حكماً ذاتياً ولم يخدم إلا إسرائيل وبعض تجار السياسة الفلسطينية وليس له علاقة بالعقلانية الواقعية للمسألة الفلسطينية ، ولم تكن سلطة حماس أفضل من سلطة فتح ، وبالتالي عدم فائدتهما لصالح قضية تحرير الشعب الفلسطيني وبناء دولته العلمانية الديمقراطية ، ولقد استطاع الشعب الفلسطيني فرز قياداته بعد الانتفاضة الأولى ولكن منظمة التحرير دمرت تلك القيادة بعد أن تطور مشروعها باتجاه دولة قطرية ولو على حدود أقل من حدود ال67 ، والآن دمرت حماس المقدسة بنشأتها وسلطتها مشروع المنظمة ، ولم تستطع أن تكون البديل له .
وبالتالي استمرار الأوضاع على ما هي عليه هو اكبر نصر للمشروع الأمريكي حيث الفوضى الخلاقة مجسدة بقوى الأمر الواقع في كل أنحاء العالم العربي من محيطه إلى خليجه .
لذلك وبإيجاز، مطلوب من القوى العلمانية اليسارية في فلسطين والشتات ومن الماركسيين والقوميين والديمقراطيين والعقلانيين الفلسطينيين والعرب العودة إلى دراسة المسألة الفلسطينية من أصلها ودراسة الواقع العربي من اجل إعادة إحياء المشروع النهضوي العربي على أسس قومية وعقلانية وديمقراطية واشتراكية ، والنهوض بالمشروع الفلسطيني بعيداً عن حماس وفتح واتفاقيات أوسلو ...



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الأمريكي في ثلاث عواصم عربية
- في نقد الديمقراطية والعلمانية عند برهان غليون
- مشاكل في سلم تصحيح مادة الفلسفة
- المشروع الأمريكي في نهر البارد
- قراءة في كتاب ما بعد الحداثة
- في الدولة العلمانية الديموقراطية
- نقد بيان ووثيقة تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- انتخابات تحالف الجبهة والمال والعشيرة
- القرارات الليبرالية قرارات مميتة
- القومية، العلمانية، الديمقراطية
- قراءة في كتاب ما الماركسية، تفكيك العقل الأحادي
- القطري والقومي ومشكلة الهوية السورية
- المرأة في زمن العولمة
- الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية
- قراءة في كتاب الماركسية والديمقراطية
- قراءة في فن الحب وطبيعته
- قراءة في التنمية المستدامة
- إستراتيجية الحرب وإستراتيجية التقدم
- ديمقراطية ممكنة ، وديمقراطيات بدون ديمقراطية
- أمريكا وصدام والاقتتال الطائفي


المزيد.....




- رسالة طمأنة سعودية للولايات المتحدة بشأن مشروع الـ 100 مليار ...
- جهاز مبتكر يزرع تحت الجلد قد ينفي الحاجة إلى حقن الإنسولين
- الحكمة الجزائرية غادة محاط تتحدث لترندينغ عن واقعة يوسف بلاي ...
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- في غزة؟
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- التي خصصتها إسرائيل ...
- شاهد: ترميم مقاتلة -بوليكاربوف آي-16- السوفياتية الشهيرة لتش ...
- اتهامات -خطيرة- ضد أساطيل الصيد الصينية قبالة شرق أفريقيا
- اكتمال بناء الرصيف البحري الأمريكي لنقل المساعدات لقطاع غزة ...
- كينيدي جونيور يوجه رسالة للعسكريين الغربيين عن تصعيد خطير في ...
- ضابط أمريكي متقاعد ينصح سلطات كييف بخيار سريع لتجنب الهزيمة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار ديوب - عصابتان فلسطينيتان ودولة صهيونية عنصرية