بوب أفاكيان : أجل ، عالم مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير ممكن حقّا !


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 7937 - 2024 / 4 / 4 - 10:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

الثورة عدد 19 ، وسائل التواصل الاجتماعي @BobAvakianOfficial
جريدة " الثورة " عدد 847 ، 1 أفريل 2024
www.revcom.us/en/bob_avakian/revolution-number-nineteen-yes-radically-different-and-much-better-world-really

لن يقدر الذين حصروا أنفسهم في الماضي - معتمدين على إعلان الإستقلال و دستور الولايات المتّحدة الذى صاغه مالكو العبيد و مستغلّون رأسماليّون – أبدا على الإعتراف بهذه الحقيقة الجوهريّة و على القبول بها : هذا ليس زمن صعود الرأسماليّة ، قبل مئات السنين ، مطيحة بالمجتمع الإقطاعي لتحلّ محلّه ، هذا المجتمع الإقطاعي الذى كان يحكمه ملوك و سلاطين آخرون ، و ما يسمّون ب " النبلاء " ، مراكمين الثروات من إستغلال الأقنان – مزارعون فقراء لا حول لهم و لا قوّة . و هذا النظام الرأسمالي الذى نحن مضطرّون الآن إلى العيش في ظلّه قد تطوّر منذ فترة طويلة إلى نظام إستغلال و إضطهاد عالمي هو النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و هذا النظام فات أوانه منذ زمن بعيد – إنتهت مدّة صلوحيّته منذ وقت طويل ، و منذ وقت طويل إنتهت صلحيّته في التمكّن من النهوض بأيّ دور إيجابي .
و إليكم الحقيقة الأعمق و الأكثر أساسيّة في كلّ هذا : مع كلّ الفظائع الحقيقيّة جدّا الذى عناها ذلك ، فإنّ تطوّر المجتمع الإنساني ، إلى الرأسماليّة و خلالها ، أنشأ أساسا لقيام عالم خال من جميع هذه الفظائع . و الآن يتوفّر أساس – أساس تكنولوجي و معرفي و علمي - لإيجاد حياة كريمة و ثريّة بإستمرار و بطريقة شاملة لكافة البشر على كوكب الأرض هذا، دون أي إنقسامات إضطهاديّة في صفوفهم .
و يتوفّر أساس تحوّل البشر أخيرا إلى رعاة للأرض ككلّ .
و القوّة الأساسيّة التي تمنع هذا من تحقيق هذا في الواقع هي هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يحكم هذه البلاد و يهيمن على العالم . و يتعامل هذا النظام مع القدرة الإنتاجيّة و المعرفة الإنتاجيّة للبشر على أنّها " ملكيّة خاصة " ، ملكيّة أقلّية ، في حين أنّه تمّ إنتاجها بفضل العمل اليدوي و الفكري للجماهير – مليارات الناس . و ما يحرّك هذا النظام هو المنافسة و النزاع بلا رحمة بين مختلف المستغِلّين الرأسماليّين و مختلف البلدان الرأسماليّة – ما يؤدّى إلى التدمير الجاري و المتسارع للبيئة و إلى الحروب المستمرّة و ما يمثّل خطرا متناميا على مستقبل البشر و على وجود الإنسانيّة ذاته على كوكبنا . يجب التخلّص من هذا النظام – و تعويضه بنظام قائم على الملكيّة الجماعيّة للناس لوسائل الإنتاج التي أنشأها البشر في كلّ مكان – بما يخدم مصلحة الإنسانيّة جمعاء ، بجيلها الحالي و الأجيال القادمة : نظام إشتراكي هدفه إنشاء عالم شيوعي حيث يتمّ إلغاء علاقات الإستغلال و الإضطهاد و الثقافة التي تتناسب مع و تعزّز هذه العلاقات و إجتثاثها و يمكن للإنسانيّة أن تزدهر حقّا – وبمقاربة علميّة مستمرة التطوّر ، يتمّ التشييد على كلّ ما هو من الماضي و يمكن أن يساهم في هذا التحرّر المستقبلي ، و و يمكن الإستفادة من التنوّع البشريّ الثريّ بما يسمح بإزدهار جميع الناس الذين يشكّلون العنصر البشري ، و ذلك في إطار و على أساس المعاملاتو و الفوائد المتبادلة .
و هذا ليس مجرّد حلم غير قابل للتحقيق . بل هو إمكانيّة واقعيّة – إمكانيّة قد تتحوّل إلى واقع بواسطة ثورة تكنس النظام الرأسمالي – الإمبريالي الوحشيّ حقيقة و تضع الإنسانيّة على الطريق المفضية إلى الشيوعيّة .
في ما نشرته سابقا على وسائل التواصل الاجتماعي ( لا سيما الأعداد 1 إلى 11 ) ، أوضحت لماذا هذه الثورة الشيوعيّة ضروريّة بصفة ملحّة ، و لماذا و كيف هي ممكنة – ليس في بعض المستقبل البعدي جدّا بل بالضبط في هذا الوقت الذى نعيش فيه ، الآن . و قد تحدّثت عن " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفته – عارضا رؤية شاملة و مخطّطا ملموسا لمجتمع و عالم مغايرين جذريّا و تحريريّين حقّا . و قد تناولت بالحديث بعض الطرق الخاطئة و الضارة فعلا في التفكير و العمل التي تمثّل عوائقا كبرى أمام إنجاز هذه الثورة .
و في الرسائل القادمة ، سأتعمّق أكثر في هذا ، و سأردّ على ألكاذيب المتّصلة بالشيوعيّة و سأتحدّث أكثر عن الشيوعيّة الجديدة – إطار جديد كامل لتحرير الإنسانيّة – التي تقدّمت بها بفضل العمل الذى أنجزته طوال عقود متعلذما من التجارب الإيجابيّة و السلبيّة للثورات الشيوعيّة السابقة و من تجارب الإنسانيّة بمروحتها العريضة .
و في الوقت الحاضر ، سأنتهى بهذا مقتطفا من عملي ، " الشيوعيّة و ديمقراطيّة جيفرسن " :
" عندما نفكّر في ما تمثّله الثورة الشيوعيّة ، و نقارن ذلك بحتّى أكثر التعبيرات " المثاليّة " للديقراطيّة الرأسماليّة ، يمكن أن نستوعب كيف أنّ الثورة الشيوعيّة و هدفها التحريري يمثّلان النضال من أجل الحرّية ، من أجل تحرير الإنسانيّة ، و هذا بُعدٌ كامل آخر أبعد ممّا قد يكون – و حتّى قد يكون تصوّره – توقّعه مؤسّسو المجتمع الرأسمالي و حكّامه ، أو أيّ شيء آخر قد وُجد إلى حدّ الآن في التاريخ الإنساني . و إستيعاب هذ يشدّد على ضرورة و وجوب أن يزيد من تصميمنا على النضال رغم الحواجز التي تواجهنا في طريق الإنجاز العملي لهذا . "
و لهذا مغزى عظيم حتّى و أهمّية مباشرة ، الآن ، في هذا الزمن النادر الذى فيه ليست هذه الثورة ضروريّة بصفة إستعجاليّة فحسب بل هذ كذلك ممكنة .
Follow Bob Avakian (BA) on Substack, Instagram, Facebook, X, Telegram, Threads, TikTok, WhatsApp and YouTube
@BobAvakianOfficial